دعا الأمين العام لحزب الله
اللبناني، نعيم
قاسم، الجمعة، المملكة العربية
السعودية إلى فتح "صفحة جديدة" مع
حزب الله، مبنية على حوار يعالج الإشكاليات السابقة ويؤمن مصالح المستقبل.
وجاءت تصريحات قاسم خلال كلمة متلفزة بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لاغتيال قائد المجلس العسكري في الحزب إبراهيم عقيل، الذي استشهد في 20 أيلول/سبتمبر 2024.
وقال قاسم: "أدعو السعودية إلى فتح صفحة جديدة مع
المقاومة ضمن أسس واضحة، أولها: حوار يعالج الإشكالات ويجيب عن المخاوف ويؤمن المصالح". وأضاف: "ثانياً: حوار مبني على أن إسرائيل هي العدو وليست المقاومة، وثالثاً: حوار يجمد الخلافات التي مرت في الماضي".
وأشار الأمين العام لحزب الله إلى أن هذه الدعوة تمثل اقتراحا علنيا غير مسبوق، مؤكداً أن الهدف هو العمل من أجل مستقبل الأمة وصون استقلالها وكرامتها في مواجهة مشاريع الهيمنة والتقسيم.
وأوضح أن مواجهة الخطر التوسعي للاحتلال الإسرائيلي تتطلب توحد المقاومة والأنظمة والشعوب، مؤكداً أن "إسرائيل هي الخطر الحقيقي وليس المقاومة".
وعلق قاسم على الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف قادة حركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة، موضحا أن "ما بعد الضربة الإسرائيلية في قطر يختلف عما قبلها". ودعا السعودية إلى الحوار على أساس واضح يضع "إسرائيل" في موقع العدو، ويعالج الإشكالات السابقة ويؤمن المصالح المشتركة.
وشدد قاسم على أن اللبنانيين يجب ألا يقدموا أي خدمة للاحتلال الإسرائيلي مهما كانت الخلافات الداخلية، محذراً من أن لبنان يقع ضمن دائرة الاستهداف المباشر للاحتلال٬ مؤكداً أن حزب الله مستمر في الدفاع عن لبنان والمشاركة في إدارة الشأن الوطني بعد أي توقف للعدوان.
وأوضح أن المقاومة الفلسطينية تشكل "سدا منيعا أمام التوسع الإسرائيلي"، وأن أي مواجهة للمشروع الإسرائيلي تعد "مواجهة وجودية للوطن".
كما أكد الأمين العام لحزب الله أن لجنة الميكانيزم لم تصدر أي أوامر للاحتلال الإسرائيلي بوقف عدوانه، مشيراً إلى أن الضغط الدولي يظهر من خلال منع إعادة الإعمار، وأن الولايات المتحدة تعمل على عرقلة الإعمار كجزء من سياسة الضغط لمنع تقوية البيئة المؤيدة للمقاومة.
وأوضح أن الجمهور متمسك بسلاح المقاومة نتيجة نتائج الردع والتحرير التي شهدها، وأن القيادة تأخذ من هذا الدعم طاقة للتعبئة والتصميم.
وفيما يخص الحكومة اللبنانية، شدد قاسم على ضرورة تبني حلول غير تقليدية لمواجهة الاعتداءات الإسرائيلية اليومية، مشيراً إلى أهمية بناء لبنان معاً ودعم مسار الحوار بتفاهمات تمنع تقديم أي خدمة للاحتلال.
وأوضح أن حزب الله شارك في انتخاب الرئيس عون وتشكيل الحكومة والتعاون في التشريعات وإدارة البلد، مؤكداً استمرار المقاومة بالتوازي مع دعم الجيش اللبناني ومتابعة ملف الإعمار ومكافحة الفساد.
وشدد قاسم على أن إجراء الانتخابات النيابية في موعدها، ووضع الإعمار ومكافحة الفساد كأولوية، يمثلان ثوابت يجب الالتزام بها، مؤكداً استعداد الحزب للحوار الإيجابي حول استراتيجية الأمن الوطني، مشيراً إلى أن موقف الرؤساء الثلاثة من العدوان الأخير على الجنوب جيد لكنه يحتاج إلى متابعة يومية وإلحاح مستمر.
واختتم الشيخ قاسم كلمته بالتأكيد على أن المقاومة هي خيار وطني وحتمية لمواجهة المشروع الإسرائيلي، داعياً إلى بناء لبنان من موقع القوة واعتماد مسار حوار مدعوم بتفاهمات تمنع أي خدمة تقدم للاحتلال٬ مؤكدا أن حزب الله باقٍ لحماية الوطن وكرامته.