ملفات وتقارير

اغتيالات نفذها الموساد بحق فلسطينيين لم تجلب عليه عقوبات.. باستثناء هذه الحالة

جثمان الشهيد فتحي الشقاقي بعد نقله إلى دمشق عقب اغتياله من قبل الاحتلال- جيتي
تعيد محاولة الاحتلال اغتيال الوفد المفاوض من قيادات حركة حماس، في العاصمة القطرية الدوحة، إلى الأذهان عمليات اغتيال عديدة نفذت في السابق، لكن بصورة أكثر تحديدا تلك الدول التي أبدى الاحتلال عدم اكتراثه للعلاقة معها، خاصة وأنه لم يكن يصنفها في خانة العدو.

وعلى الرغم من التحريض المستمر على قطر، إلا أن الاحتلال لا يصنفها دولة عدوا، فضلا عن أنها تقود وساطة بينه وبين حركة حماس، وكان من المفترض استبعاد استهدافها بأي شكل نظرا للدور الذي تقوم به.


وباستعراض عدد من تلك العمليات التي نجح بعضها باغتيال الهدف، وأخفقت أخرى، إلا أنها تسببت في الكثير منها بإدانات وبيانات استنكار، إلا في حالة واحدة، نتج عن فشلها تبعات سلبية على الاحتلال ودفع فيها ثمنا مقابل طي صفحتها.

ونستعرض في التقرير التالي عددا من محاولات اغتيال قيادات وشخصيات فلسطينية، في دول لا يصنفها الاحتلال معادية:

محاولة اغتيال مشعل

في عام 1997، أقدم جهاز الموساد، على محاولة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل في العاصمة الأردنية عمان، ورغم أنه تعرض للإصابة بجهاز سري، وحقن مادة سامة في جسده، إلا أن العملية فشلت بعد تماثله للشفاء وحصوله على الترياق الخاص بالمادة السامة.

وأدى انكشاف عناصر الموساد، واعتقال أحدهم، بواسطة مرافقه وتسليمه للأمن الأردني، وهروب بقية المنفذين إلى سفارة الاحتلال في عمان، إلى أزمة بين الأردن والاحتلال، وهدد يومها العاهل الأردني الراحل الملك الحسين بين طلال، بإنهاء معاهدة وادي عربة، في حال توفي مشعل.

وعادت محاولة الاغتيال بتبعات سلبية للغاية على الاحتلال، وكان الثمن لطي الصفحة مع عمان، وإنهاء الأزمة، الإفراج عن الشيخ أحمد ياسين، مؤسس الحركة، وعشرات الأسرى، فضلا عن الحصول على الترياق الخاص بالمادة السامة التي حقن بها مشعل.



اغتيال محمود المبحوح

أقدم جهاز الموساد، على عملية اغتيال للقيادي في الجناح العسكري لحركة حماس، محمود المبحوح، في أحد فنادق دبي بالإمارات عام 2010، بعد عملية مراقبة وملاحقة على الأراضي الإماراتية خلال مرورها بها بصورة مؤقتة "ترانزيت".

وكان المبحوح في رحلة من دمشق إلى دولة أخرى، مرورا بالإمارات، في رحلة ترانزيت، ومنذ لحظة وصوله إلى المطار وحتى غرفته في الفندق، كانت مجموعة كبيرة من الموساد تقوم بمراقبته بأشكال مختلفة.

ونجح الموساد في اغتيال المبحوح، بعد السيطرة عليها داخل غرفته، وحقنه بمادة سامة، وقامت الشرطة الإماراتية بعرض كافة تفاصيل عملية الاغتيال وصور المنفذين، لكن النتيجة كانت بيانات إدانة دون خطوات عملية لمحاسبة الاحتلال على فعلته، رغم أنه لم يكن يصنف الإمارات دولة عدوا.

وبعد 10 سنوات، قامت الإمارات بإبرام اتفاقية للتطبيع مع الاحتلال، وتبادل سفارات دون محاسبة الاحتلال على فعلته وانتهاك أراضيها.

علاوة على ذلك، لم تقم كندا وبريطانيا، وعدة دول أخرى، قام عناصر الموساد، بتزوير جوازات سفرها لدخول الإمارات وتنفيذ الاغتيال، بأي إجراء لمحاسبة الاحتلال، سوى الوعد بفتح تحقيقات بذلك.



اغتيال فتحي الشقاقي
في عام 1995، قام الاحتلال عبر عملاء للموساد، باغتيال مؤسس حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الشهيد فتحي الشقاقي، بعد إطلاق النار عليه في مالطا.

ولم تكن مالطا منذ قيام الاحتلال فلسطين، على عدواة مع الاحتلال، وعلى الرغم من ذلك، أقدم على انتهاك أراضيها، وبعد مراقبة حثيثة، قام عملاء الموساد، بإطلاق الرصاص على الشقاقي، والتمكن من الفرار من الجزيرة.



اغتيال فادي البطش

قام جهاز موساد الاحتلال، بعملية اغتيال للعالم والمهندس الفلسطيني الدكتور فادي البطش في العاصمة الماليزية كوالالمبور، خلال توجهه لصلاة الفجر.

ورغم أنه لا توجد علاقات بين الاحتلال وماليزيا، لكنها ليست من الدولة المصنفة كعدو للاحتلال، إلا أن الشعب الماليزي يرفض الاحتلال والتطبيع معه.

ونفذت عملية الاغتيال بواسطة شخصين على دراجة نارية، وقاما بإطلاق النار على الشهيد البطش خلال توجهه لصلاة الفجر، وتمكنا منه الفرار بعد الاغتيال، وكان جل ما حدث هو بيانات إدانة واستنكار.




اغتيال عاطف بسيسو

أحد أبرز قيادات حركة فتح الأمنيين، ومسؤول جهاز الاستخبارات في منظمة التحرير الفلسطينية، أقدم الاحتلال على اغتياله في العاصمة باريس، على الرغم من العلاقات القوية بين الاحتلال وفرنسا.

وجرت عملية الاغتيال في عام 1992، أثناء زيارة بسيسو إلى فرنسا، وخلال عودته إلى الفندق مساء، تقدم منها شخصان يحملان مسدسات كاتمة للصوت، وجرى اغتياله على الفور بواسطة 3 رصاصات.