سياسة عربية

وزير خارجية إيران لـ "عربي21": الاحتلال يسعى لتقسيم سوريا وإقامة "إسرائيل الكبرى"

كشف المسؤول الإيراني أن محادثاته في تونس والقاهرة شملت "مستقبل علاقات طهران بالوكالة الدولية للطاقة الذرية وملفات تفعيل التنسيق بين الدول الإسلامية.. عربي21
أورد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في حديث لـ "عربي21" أن حصيلة جلسة "حوار مطول وصريح" أجراها مع الرئيس التونسي قيس سعيد وأخرى مع وزير الخارجية محمد علي النفطي كانت اتفاقا على "عقد اجتماع اللجنة الاقتصادية المشتركة بين البلدين التي لم تجتمع منذ 11 عاما، وتطوير الشراكة في القطاعات العلمية والثقافية والسياحية والتجارية والسياسية ".

ونوه عراقجي بـ "العلاقات المميزة جدا" بين تونس وايران وبالزيارة التي أداها الرئيس التونسي إلى طهران العام الماضي لتقديم التعازي في وفاة الرئيس الإيراني السابق إبراهيم رئيسي ومرافقيه والتي التقى خلالها بالمرشد الأعلى الإيراني علي خامنائي. ودعا بالمناسبة إلى مزيد تفعيل العلاقات بين البلدين  والشعبين "في كل المجالات ".

 تنسيق بين الدول الإسلامية

وكشف المسؤول الإيراني أن محادثاته في تونس والقاهرة شملت "مستقبل علاقات طهران بالوكالة الدولية للطاقة الذرية وملفات تفعيل التنسيق بين الدول الإسلامية للتصدي لـ "سياسة قانون الغاب" التي تحاول أن تفرضها سلطات الاحتلال الإسرائيلية على فلسطين المحتلة وعلى كامل المنطقة من لبنان وسوريا والعراق الى اليمن ومن ايران وقطر الى تونس التي تعرضت سفينتان فيها تابعتان لاسطول الصمود البحري العالمي لاعتداء مرفوض".

وأوضح المسوؤل الإيراني أن "طهران تدعو الدول الإسلامية لتطوير شراكتها وتعاونها في كل المجالات خدمة لشعوبها ولتنجح في التصدي لـ "قانون الغاب" الذي تمارسه تل اببب بدعم من حلفائها في واشنطن وعدد من الدول الغربية .

وقف حرب الإبادة في فلسطين

ودعا عابس عراقجي " بالمناسبة الدول الإسلامية ودول غرب اسيا الى التحرك بنجاعة وفورا من اجل وقف فوري لحرب الإبادة  الشاملة والتصدي لمخططات الاحتلال في فلسطين وكامل المنطقة."

واستطرد قائلا: "عقدت مؤتمرات عربية وإسلامية ودولية كثيرة عن فلسطين دون نجاعة. شعب فلسطين لا يحتاج كلاما بل غذاء ودواء وتلبية كل حاجياته وتسوية المظلمة التي يتعرض لها .

 وأعلن  عراقجي في ختام محادثاته في تونس أن  طهران وتونس اتفقتا على ان تدينا بقوة العدوان الذي قبل أيام على دول قطر وعلى مقرات داخل عاصمتها الدوحة " . وحذر من مخاطر تلويح رئيس حكومة الاحتلال ناتنياهو بالعدوان على مزيد من الدول في العالم اجمع تحت شعار" ضرب قيادات المقاومة الوطنية الفلسطينية".

وسجل عراقجي أن العدوان الإسرائيلي على قطروقصفها لمقرات تابعة لقيادات من المقاومة الفلسطينية تذكر باعتداءات مماثلة وجرائم اغتيال قامت بها قوات الاحتلال ضد علماء وسياسيين إيرانيين وقيادات المقاومة الفلسطينية واللبنانية خلال العامين الماضيين في ايران وفي لبنان وفلسطين المحتلة وسوريا وفي مواقع عديدة، بما يثب انها لم تعد تحترم "الخطوط الحمراء".

ولاحظ أن هذا التصعيد الإسرائيلي يتزامن مع تزايد شراسة المذابح وجرائم الحرب التي تقوم بها قوات الاحتلال يوميا في قطاع غزة وفي الضفة الغربية والقدس وفي لبنان ..

إجهاض تقسيم سوريا

 من جهة أخرى حذر المسؤول الإيراني من مخاطر الانتهاكات الإسرائيلية لحرمة أراضي سوريا ولبنان والتلويح ببدء تنفيذ "مخطط استعماري جديد" يهدف الى تقسيم سوريا واحتلال مزيد من الأراضي السورية خاصة في منطقة الجنوب وفي الجولان المحتل .

وطالب الدول العربية والإسلامية والآسيوية بالتحرك الجماعي لإجهاض خطة سلطات الاحتلال لتقسيم سوريا وتوسيع مناطق نفوذها شرقا وغربا ، شمالا وجنوبا ، لإنجاز "أسطورة إسرائيل الكبرى ".

استئناف الحرب ضد ايران؟

من جهة أخرى أوضح رئيس الديبلوماسية الإيرانية ان الاتفاق الذي وقعه مؤخرا في العاصمة المصرية مع مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية والوفد المرافق له يعني "بدء ترتيبات جديدة " بين بلاده والوكالة ، بما في ذلك فيما يتعلق ب" الاتفاق على الية جديدة للتثبت من الصبغة السلمية للمشروع النووي الإيراني الذي تعرض لضربات عسكرية غير قانونية من قبل إسرائيل والولايات المتحدة خلال حرب الـ 12 يوما قبل شهرين .

وحذر المسؤول الإيراني الدول الاوربية، يزعامة فرنسا وبريطانيا وألمانيا، من التفكير في تصعيد الموقف مع ايران ومن سيناريو احالة الملف النووي السلمي الإيراني على مجلس الأمن الدولي. كما حذرها من سيناريو الدفع في اتجاه فرض عقوبات إضافية او شن حرب عدوانية جديدة عليها .

كتاب "قوة التفاوض"

 من جهة أخرى  كشف رئيس الديبلوماسية الإيرانية ان الكتاب الذي نشره تحت عنوان "قوة التفاوض" كان عبارة عن "حصيلة تجاربه الديبلوماسية والاتصالية طوال أربعين عاما". وأراد من خلال هذا الكتاب تقديم تجربته إلى أجيال من كوادر الدولة والديلوماسيين والمثقفين والإعلاميين .

ما الذي تغير بعد حرب الـ 12 يوما مع إسرائيل وأمريكا؟

الوزير عراقجي أوضح انه يعمل على إضافة فصل جديد في كتابه ، قد يسميه " الديبلوماسية تحت النار".. للحديث عن دور الديبلوماسية والمفاوضات السياسية في تجنب الحروب وفي السعي لايقافها واحتواء التوترات والنزاعات..