في قلب شارع الحبيب بورقيبة، بالعاصمة
تونس، نُصبت أولى الخيم الرمزية، للتعبير عن تلاحم الشعوب المغاربية مع الشعب الفلسطيني، وإيذانا لانطلاق أسطول الصمود المغاربي، الرّامي إلى كسر الحصار المفروض على كامل قطاع
غزة، منذ أكثر من 17 عاما.
الخيمة، التي جذبت عشرات الزوار والمارّة، من تونس وآخرين من دول مغاربية وعربية، مُتفرّقة، حملت رسائل وُصفت بـ"الإنسانية" وكذا دعوات للتحرك الشعبي، في وقت يتزايد فيه الضغط الدولي على الاحتلال الإسرائيلي جرّاء ما تصفه منظمات حقوقية عدّة بـ"جرائم تجويع وإبادة جماعية" تُرتكب بحق المدنيين الفلسطينيين في القطاع.
وعبر كلمة أمام الحاضرين، قال عضو "تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين"، غسان الهنشيري، إنّ: "هذا الأسطول هو صرخة الشعوب الحرة"، مؤكّدا بلهجة حاسمة: "الأحرار في تونس والمغرب وليبيا والجزائر لا يريدون رؤية المزيد من المجاعة في غزة".
وبيّن أيضا، خلال كلمته، أنّ: "أهل غزة لا يموتون فقط بالسلاح بل جوعا، حيث أن السكوت على ما يحصل جريمة ولا يمكن الصمت على مثل هذه الجرائم"؛ مردفا: "هناك اليوم خيارين لا ثالث لهما إما أن نكون في صف الأحرار، أو الصمت وبالتالي الإصطفاف في صف الخونة والصهاينة".
وأضاف بأنّ: "أكثر من 46 جنسية حول العالم تشارك في هذا التحرك، ما جمعهم هو: فلسطين والنبض الإنساني"، مؤكدا في الوقت نفسه أنّ: "الهدف المركزي للأسطول يتمثل في فتح ممرّ بحري إنساني دائم إلى غزة، لكسر الحصار".
ما هو الأسطول العالمي؟
يُعد أسطول الصمود العالمي مبادرة غير حكومية انطلقت في تموز/ يوليو 2025، وتتكوّن من أربع حركات شعبية، هي: الحركة العالمية نحو غزة، تحالف أسطول الحرية، أسطول الصمود المغاربي، ومبادرة صمود نوسانتارا (الشرق آسيوية).
ويهدف الأسطول إلى كسر حصار الاحتلال الإسرائيلي غير القانوني على كامل قطاع غزة، عبر تحرك سلمي قانوني منظم، تساهم فيه نحو 50 سفينة، ويشارك فيه نشطاء من 39 دولة، في أكبر تحرك بحري تضامني منذ بداية الحصار عام 2007.
يؤكد القائمون على الأسطول أنّ المهمة لا تقتصر فقط على إيصال المساعدات، بل تحمل رسالة واضحة، مفادها أنّ: "العالم يراقب، والصمت لم يعد مقبولا"، في خضمّ استمرار الاحتلال في فرض حصار جوي وبحري وبري على غزة، وعرقلة إدخال المواد الإغاثية وتحويلها أحيانا إلى أدوات ابتزاز أو فخاخ مميتة.
إلى ذلك، حمّل المنظمون، دولة الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية تعطيل المساعدات واستهداف المدنيين، محذّرين أيضا، من أنّ: "أي اعتراض على السفن في المياه الدولية سيكون بمثابة "قرصنة بحرية" وانتهاك صارخ للقانون الدولي".
دعوة للالتحاق
للانضمام إلى الأسطول في أقرب وقت، أطلق المشرفين عليه، نداءا إلى من وصفوهم بـ"شرفاء العالم" داعيًا إلى التسجيل عبر التنسيقيات المحلية أو المنصات الرسمية للأسطول.
وأبرز المشرفين بالقول: "على شرفاء العالم التحرك للإنضمام إلى الأسطول العالمي، خاصة أن هناك نقصا في طواقم السفن، وبالتالي عليهم المشاركة والاتصال بالمشرفين على الأسطول للتسجيل".
وفي الوقت ذاته، أعلنت التنسيقيات أنّ هناك عدّة تظاهرات شعبية ستنطلق بالتوازي في عدة عواصم، عبر العالم، من أجل دعم الأسطول والضغط على الحكومات للتحرك ضد الانتهاكات المتواصلة للاحتلال الإسرائيلي، على الغزّيين.