سياسة دولية

"عين الأسد" تتحول إلى مركز رئيسي للقوات العراقية بعد الانسحاب الأمريكي

من أكبر القواعد العسكرية في العراق استخدمتها القوات الأمريكية منذ عام 2003- جيتي
بدأت القوات الأمريكية بالانسحاب الفعلي من قاعدة "عين الأسد" في محافظة الأنبار غرب العراق، حيث جرى نقل بعض الأفراد والمعدات جوا، اعتبارا من مساء الخميس؛ فيما تعتبر هذه الخطوة هي الأولى من نوعها في القاعدة التي لم تجر فيها سابقا عمليات نقل أفراد، وإنما قد اقتصر الأمر على المعدات فقط.

وبحسب عدد من التقارير الإعلامية، المُتفرٍّقة، نقلا عن مصادر أمنية عراقية، فإنّه: "من المرتقب أن تكون قاعدة "عين الأسد" خالية تماما من التواجد الأمريكي، بحلول مطلع أيلول/ سبتمبر 2025، مع إغلاق القاعدة بشكل نهائي في 15 أيلول/ سبتمبر المقبل".

إلى ذلك، يأتي الانسحاب ضمن اتفاق سابق بين بغداد وواشنطن، يهدف إلى إنهاء المهام العسكرية للتحالف الدولي في العراق، مع تحويل الشراكة إلى تعاون أمني مدني، على أن تقلص القوات الأمريكية تواجدها تدريجيا ليقتصر التواجد على أقل من 500 عنصر في أربيل، ونقل القوات المتبقية إلى قواعد أخرى داخل العراق وسوريا.

وتشهد القاعدة منذ انطلاق الانسحاب تحركات مكثفة للقوات الأمريكية من خلال قوافل تحمل مركبات عسكرية ومعدات، في إطار هذه العملية.

تجدر الإشارة إلى أنّ قاعدة عين الأسد، الواقعة غرب الأنبار، تعتبر من أكبر القواعد العسكرية في العراق، وقد استخدمتها القوات الأمريكية منذ عام 2003 كأحد مراكز وجودها الاستراتيجي في البلاد. وعقب انسحابها عام 2011 عادت القوات الأمريكية إليها خلال عام 2014 في إطار الحرب ضد تنظيم داعش، لتكون مركزا رئيسيا لعمليات التحالف الدولي.

وفي السياق نفسه، كانت "تنسيقية المقاومة العراقية"، قد دعت الخميس الماضي، الحكومة العراقية والبرلمان، إلى: متابعة تموضع القوات الأمريكية وإلزامها بانسحاب حقيقي بما يضمن تحقيق السيادة الكاملة للعراق على أرضه وسمائه".

وأوضح بيان لـ"تنسيقية المقاومة العراقية" أنّ: "أمريكا الشر لن تغير سياساتها الخبيثة ضد الشعوب، ولا يمكن التعويل على عهودها أو الاطمئنان لإجراءاتها المريبة".

وتابعت: "ففي الوقت الذي أعادت فيه تموضع قواتها في أماكن تظنها أكثر أمانا، وقلصت من عديدها في معسكراتها وقواعدها، كثّفت في المقابل من طلعاتها الجوية بطائراتها المسيّرة والحربية في الأجواء العراقية، إمعانا في انتهاك سيادة بلادنا، وتجاهلا لإرادة شعبنا".

وأضاف البيان نفسه: "أيادي رجال المقاومة العراقية المخلصة ما زالت على الزناد دفاعا عن العراق وشعبه، فضلا عن حشده الذي لا تكف أمريكا وأدواتها في المنطقة عن معاداته، وهذا ما يوجب على العراقيين أن يحفظوا كرامة رجاله، ويصونوا حرمة معسكراته، لا سيما معسكر "صقر للحشد الشعبي" الذي طالما أنجب مجاهدين حموا الدولة ونظامها السياسي".

أيضا، دعا البيان، الأجهزة الحكومية والبرلمان العراقي، إلى: "الاضطلاع بدورهم عبر لجانهم المعنية بمتابعة تموضع القوات الأمريكية وإلزامها بالانسحاب الحقيقي بما يضمن تحقيق السيادة الكاملة للعراق على أرضه وسمائه".

وكان مصدر أمني عراقي، بحسب عدد من التقارير الإعلامية المحلية، قد أورد بأن "آخر جندي أمريكي سيغادر قاعدة "عين الأسد" بمحافظة الأنبار في 15 أيلول/ سبتمبر المقبل، لتغلق بعدها مقرات التحالف الدولي هناك بشكل نهائي".