أدان جيرمي كوربين، الزعيم السياسي البريطاني والناشط المدافع عن
حقوق الإنسان، بأشد العبارات القتل المتعمد والمستمر للصحفيين
الفلسطينيين في قطاع
غزة، واصفاً هذه الجرائم بأنها "مروعة تتجاوز الوصف". واعتبر كوربين أن
استهداف الصحفيين يشكل محاولة يائسة من قبل إسرائيل لإسكات صوت الحقيقة وكتمان
جرائمها المستمرة ضد الإنسانية.
وفي حادثة مروعة وقعت أمس، استُهدفت خيمة إعلامية في مدينة غزة، ما
أسفر عن مقتل عدد من الصحفيين الفلسطينيين بينهم أنس الشريف، مراسل قناة "الجزيرة"،
وزملاؤه الذين كانوا يعملون على نقل صورة المعاناة من الخطوط الأمامية. وقد قضى
هؤلاء الصحفيون أثناء تغطيتهم الغارات الجوية الإسرائيلية، التي استهدفت مركز
عملهم الإعلامي بشكل مباشر.
هذا التصعيد يمثل أكبر خسارة في صفوف الصحفيين الفلسطينيين خلال نزاع
واحد في التاريخ الحديث، ويعكس مدى خطورة محاولة تكميم الأفواه التي تعكس الواقع
الفلسطيني المؤلم.
وجه كوربين اتهاماً صريحاً إلى كل من سمح لإسرائيل بارتكاب هذه
الجرائم "بلا حساب"، واصفاً ذلك بـ"العار"، مؤكداً أن الإفلات
من العقاب يشجع على المزيد من الانتهاكات.
تعكس تصريحات كوربين غضباً متزايداً في الأوساط الدولية تجاه ما
تتعرض له حرية الصحافة في الأراضي الفلسطينية، وسط دعوات متزايدة لإجراء تحقيقات
دولية مستقلة للكشف عن حقيقة استهداف الصحفيين وضمان محاسبة المسؤولين.
ويأتي هذا التأكيد في وقت يشهد فيه قطاع غزة تصعيداً مدمراً، راح
ضحيته عدد كبير من الصحفيين الذين كانوا ينقلون صوت المعاناة الفلسطينية للعالم،
ما يثير مخاوف من تزايد محاولات التضييق على الإعلام المستقل وطمس الحقيقة.
وأكد كوربين أن هذه التطورات تدعو المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته
في حماية الصحفيين وضمان حرية التعبير، ومنع أي جهود تستهدف إسكات أصوات الحق
والإنسانية في واحدة من أكثر المناطق توتراً في العالم.