شهدت العاصمة النمساوية
فيينا اعتصاما احتجاجيا حاشدا أمام مقر رئاسة الوزراء، نظمته فعاليات مدنية داعمة لغزة،
للتنديد بالحرب المستمرة على القطاع المحاصر والمطالبة بوقف "الإبادة الجماعية"
التي تتعرض لها مدن ومناطق
غزة.
وقام المشاركون في
الفعالية استعرض أسماء شهداء غزة، حيث كتب المتظاهرون أسماء الضحايا على الأرض أمام
مبنى الحكومة النمساوية، في رسالة صادمة تهدف إلى إبراز حجم الخسائر البشرية وحالة
الألم التي تعيشها الأسر الفلسطينية.
وجاء الاحتجاج وسط
أجواء متوترة، حيث عبر المشاركون عن استيائهم من دعم الحكومة النمساوية واستمرار الحرب
وعمليات التجويع التي أدت إلى استشهاد آلاف المدنيين، منهم نساء وأطفال، وسط نقص حاد
في المساعدات الإنسانية والغذائية والطبية نتيجة الحصار المستمر منذ سنوات.
رفع المتظاهرون الأعلام
الفلسطينية ولافتات تطالب بوقف الحرب فورًا، مؤكدين ضرورة تحرك الحكومات الأوروبية،
وعلى رأسها الحكومة النمساوية، للضغط من أجل وقف عدوان الاحتلال الإسرائيلي وإنهاء
الحصار الذي يفاقم الأزمة الإنسانية في غزة.
كما عبر المشاركون
في الاحتجاج عن تضامنهم مع أهالي الشهداء عبر تسليط الضوء على الأسماء التي تم تدوينها
على الأرض، في مشهد لفت انتباه الإعلام المحلي والدولي، إذ اعتبر هذا العمل تحذيرا
من أن الصمت الدولي يزيد من معاناة الأبرياء، ودعوة إلى تحرك عاجل لإنقاذ ما تبقى من
حياة في القطاع.
وتأتي هذه الفعالية
ضمن سلسلة احتجاجات متزايدة في عدة مدن أوروبية تدعو إلى إنهاء الاحتلال والحصار،
وتضامن واسع من الشعوب بالخارج حيث ترتفع أصوات المطالبات بحقوق الفلسطينيين وضرورة
احترام القانون الدولي الإنساني، في الوقت نفسه، حذرت الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية
من تدهور الأوضاع الإنسانية في غزة، محذرة من كارثة صحية واجتماعية متوقعة في حال استمرار
النزاع.
وفي ظل هذه الاحتجاجات،
تتلقى الحكومة النمساوية ضغوطًا متزايدة لتبني موقف أكثر وضوحًا تجاه القضية الفلسطينية
والعمل على تحريك دبلوماسيات السلام، وسط دعوات من المجتمع المدني للانتقال من الكلمات
إلى خطوات فعلية لإنهاء الأزمة.