حذر المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة
لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "
الأونروا" فيليب لازاريني، اليوم
السبت، من مخاطر إعادة إسقاط
المساعدات على قطاع
غزة، عن طريق الجو، تزامنا مع
تزايد
المجاعة وتفاقم الأوضاع الإنسانية.
وقال لازاريني في تغريدة عبر منصة
"إكس": "طرح إسقاط المساعدات على قطاع غزة عبر الجو، مجرد تشتيت
للانتباه ودخان للتغطية على حقيقة الكارثة الإنسانية بالقطاع".
وشدد على أنّ الإمدادات الجوية لن تعكس
واقع الجوع المتفاقم في غزة، فهي مكلفة وغير فعالة، بل قد تؤدي بحياة مدنيين
جائعين، مؤكدا أن طرح فكرة إسقاط المساعدات من الجو هي "مجرد تشتيت للانتباه
ودخان يغطي الحقيقة".
وتابع: "إدخال المساعدات عبر البر
أسهل وأسرع وأرخص، وأكثر فعالية وأمانا وكرامة لأهالي غزة"، مشيرا إلى أن "الجوع
المصنوع بأيدي البشر لا يعالج إلا بالإرادة السياسية"، مطالبا "برفع
الحصار (الإسرائيلي عن غزة) وفتح المعابر، وضمان حرية الحركة والوصول الكريم
للمساعدات إلى الناس المحتاجين" في القطاع.
ولفت إلى أن "أونروا لديها ما
يعادل 6 آلاف شاحنة (مساعدات عالقة) في الأردن ومصر، والتي تنتظر الضوء الأخضر
للدخول إلى غزة".
جاء ذلك ردا على ادعاء وكالة أنباء غربية
أن
الاحتلال الإسرائيلي سيسمح للدول الغربية بإسقاط مساعدات من الجو على غزة
ليومين اعتبارا من أمس الجمعة، فيما لم يتم رصد أي إسقاط فعلي لتلك المساعدات حتى اللحظة.
وسبق وقوع شهداء وجرحى جراء إسقاط
مساعدات أرسلتها دول إلى غزة عبر الجو، وذلك خلال حرب الإبادة التي يواصل جيش
الاحتلال ارتكابها بالقطاع للشهر الـ22.
وفي سياق متصل، ذكر لازاريني في تغريدة أخرى، أنّ "الناس في غزة ليسوا أمواتا ولا أحياءً، إنهم جثثٌ تتحرك"، مضيفاً أنّ "هذا ما أخبرني به زميلٌ لي في غزة هذا الصباح".
كارثة تهدد الأطفال
ولفت إلى أنه "وفقاً لأحدث نتائج الأونروا: يعاني طفلٌ من كل خمسة أطفال من سوء التغذية في مدينة غزة، مع تزايد الحالات يوميًا.
عندما يتفاقم سوء التغذية لدى الأطفال، وتفشل آليات التكيف، وينعدم الوصول إلى الغذاء والرعاية، تبدأ المجاعة في التفشي بصمت".
وتابع: "معظم الأطفال الذين تستقبلهم طواقمنا يعانون من الهزال والضعف، وهم معرضون بشدة لخطر الموت إذا لم يحصلوا على العلاج الذي يحتاجونه بشكل عاجل.
تشير التقارير إلى وفاة أكثر من 100 شخص بسبب الجوع، معظمهم من الأطفال".
وفي وقت سابق، أفادت وزارة الصحة في
قطاع غزة، بأنّ 9 فلسطينيين توفوا بينهم طفلان خلال 24 ساعة فقط، بسبب الجوع وسوء
التغذية، لترتفع حصيلة ضحايا الجوع منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023
إلى 122، بينهم 83 طفلا.
وحذر المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، من
خطر موت جماعي يهدد أكثر من 100 ألف طفل دون عمر العامين في القطاع جراء نفاد
الحليب والمكملات الغذائية، وسط استمرار سياسة التجويع التي ترتكبها تل أبيب.
وتحذر منظمات أممية ومؤسسات محلية من أن
استمرار الحصار ومنع المساعدات من جانب الاحتلال الإسرائيلي ينذران بوقوع وفيات
جماعية بين الأطفال، وسط تدهور الأوضاع الصحية والمعيشية، وانهيار المنظومة الطبية
بالكامل.