قال رئيس أركان جيش
الاحتلال الأسبق موشيه يعلون، إن إخلاء
غزة من الفلسطينيين
وهدم منازلهم، وتجويعهم بهدف تهجيرهم من القطاع
جرائم حرب.
جاء ذلك في رسالة وجهها يعلون إلى رؤساء أجهزة
الاحتلال الحاليين، رئيس الأركان إيال زامير، ومدير الموساد دافيد برنياع، ونائب
مدير جهاز المخابرات "الشاباك".
وقال: "إخلاء جميع السكان من منازلهم دون
تمييز، وهدم المنازل بشكل ممنهج وتجميعهم في منطقة صغيرة ضمن مدينة إنسانية بهدف
الترحيل الطوعي: هذه سلسلة من جرائم الحرب بموجب القانون".
وأضاف يعلون: "
تجويع السكان بهدف الترحيل،
هذه جريمة حرب وعمل يتعارض مع قيمنا الأخلاقية"
وفق وصفه.
والأحد، قالت وزارة الصحة في غزة، إن سياسة
التجويع التي يرتكبها الاحتلال في القطاع أسفرت عن استشهاد 86 فلسطينيا منهم 76
طفلا، جراء سوء التغذية الناتج عن منع دخول المساعدات إلى القطاع منذ أكتوبر/
تشرين الأول 2023، ما يعد "مجزرة صامتة" بحق الفلسطينيين في القطاع
المحاصر منذ سنوات.
وتابع يعلون: "إطلاق النار والقتل، دون تهديد
الحياة، هذا قتل وجريمة حرب"، في إشارة إلى القتل المتعمد للفلسطينيين من
منتظري المساعدات عند مراكز التوزيع في القطاع.
وكان الاحتلال ابتكر آلية، بالاعتماد على شركة أمريكية أمنية، لتوزيع
مساعدات، بعيدا عن إشراف الأمم المتحدة، باتت مصيدة لقتل الفلسطينيين بصورة يومية،
عبر إطلاق النار عليهم وقتلهم خلال
محاولتهم الحصول على الغذاء.
واستشهد جراء الآلية الأمريكية الإسرائيلية، 995 فلسطينيا، وأصيب 6
آلاف آخرين، فضلا عن 45 مفقودا، وعدد من المعتقلين ممن حاصرهم جنود الاحتلال.
وحول الأسرى الإسرائيليين في غزة، قال يعلون:
"ترك المخطوفين لمصيرهم جريمة أخلاقية، لا تندرج ضمن النظام القانوني لجرائم
الحرب، لأنه لم يتخيل أحد أن حكومة ستتخلى عن مواطنيها وجنودها من أجل البقاء في
السلطة".
وخاطب يعلون قادة أجهزة الاحتلال قائلا:
"نشأتم وتعلمتم معاملة الطبقة السياسية المنتخبة باحترام ولباقة، ولكن أيضا
على عدم إطاعة أمر غير قانوني واضح يرفرف فوقه علم أسود"، وفق تعبيراته.
وأضاف: "ربما لم تلاحظوا، وربما يكون
التمييز غير واضح، والمعضلة ليست بهذه البساطة لكننا وصلنا إليها بالفعل".
ودعا إلى استبدال حكومة بنيامين نتنياهو، وقال:
"من واجبنا كمواطنين أن نحرركم من هذه المعضلة، باستبدال حكومة المتهربين
والفاسدين".
واستدرك: "لكن أديروا أعمالكم بحكمة.. حتى
لا تضطركم الأوامر إلى تنفيذ أفعال ستطاردهم طوال حياتهم، وتشوّه سمعة شعبنا
وبلادنا"، في إشارة إلى إمكانية الملاحقة القضائية الدولية بتهمة ارتكاب
جرائم حرب.
وفي الأشهر الأخيرة، أصدر يعلون سلسلة تصريحات
اعتبر فيها أن ما تقوم به دولة الاحتلال في غزة هي "جرائم حرب"، ما أثار
ردود فعل ضده من اليمين المتطرف.