قرر الصحفي الفلسطيني بشير أبو شعر عرض
كاميرته للاستبدال بكيس طحين في ظل تفاقم
المجاعة في قطاع
غزة، ووصولها إلى "الذروة"،
تزامنا مع حرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها جيش
الاحتلال الإسرائيلي منذ 22
شهراً.
وكتب أبو شعر في منشور عبر صفحته بموقع
"فيسبوك": "قرار.. نظرا للغلاء الفاحش في أسعار الدقيق وغيرها من
المواد الغذائية والاستغلال القذر من مجرمي السيولة النقدية، فإنني قررت استبدال
كاميرتي كانون D80، على كيس دقيق، حتى أسد جوع أطفالي، فما عادت فينا طاقة لنتحمل
ضيق العيش وقهر المجاعة".
وتابع قائلاً: "لن أنتظر موت
أطفالي أمام ناظري بسبب الجوع.. فمن لديه الرغبة التواصل خاص (..)".
وهذا المشهد واحد من مشاهد كثيرة تُعبّر
عن وصول المجاعة في غزة إلى مستويات غير مسبوقة، منذ استئناف حرب الإبادة
الإسرائيلية على القطاع غزة في آذار/ مارس الماضي.
وترصد "
عربي21" أبرز
المنشورات والتعليقات في موقع التواصل "إكس"، والتي تحدثت عن مظاهر
المجاعة المتصاعدة في قطاع غزة، وتسلط الضوء على هذا الوجع الإنساني وسط صمت مطبق
من العالم.
"أقسم بالله صوت الصغار بالحارة
كلها بيعيطو جوعانين، وأهاليهم مش قادرين يعملو اشي"، بهذه الكلمات وثّق
إبراهيم من غزة المجاعة، وقال: "أعوذ بك من الغم والحزن والعجز وغلبة الدين
وقهر الرجال (..)، احنا بنموت جوعانين يا عرب".
وكتب محمد علي من غزة: "حدث أمني
صعب وقاسي ومؤلم وكارثي في غزة! كل أهل غزة ناموا جائعين (..)، كل واحد منهم يحضن
خيبته من عالمٍ أبكم، ومن مسلمين بلا إسلام، ومن ضمير ميت".
ولفت بدر اليحمدي إلى حديث الرسول صلى
الله عليه وسلم: "ليس بمؤمن من بات شبعان وجاره جائع وهو يعلم"، وتساءل:
"إلى الدول والشعوب العربية والإسلامية المحيطة بغزة، كيف يقر لكم قرار وأنتم
تشاهدون ما يحل بإخوانكم من مجاعة قاتلة ولا تحركون ساكنا؟".
وأكد محمد الجندب أنّ "غزة تعاني
هذه الأيام من مجاعة قاتلة"، قائلا: "لا تنسوا إخوانكم من الدعاء فقد
اشتد عليهم البلاء، ولا تستهينوا بسلاح الدعاء أبداً، وفي كل صلاة ادعوا لهم
بالفرج القريب".
وذكر أحمد عبد الرحمن الشيبي أنّ
"أهل غزة يعيشون مجاعة حقيقية. ومسألة التحرك والضغط ليست خياراً الآن، بل
فرضاً على كل من يعتبر نفسه مسلماً".
ونشرت ماجدة محفوظ فيديو مؤلم للمجاعة
في غزة، وعلقت عليه بقولها: "في مشهد مؤلم من غزة.. أطفال يلتقطون بقايا
الطعام، بعدما أنهكهم الجوع وسط استمرار حصار الاحتلال والنظام المصري لغزة، ما
أدى إلى مجاعة خانقة"، وتساءلت: "ماذا ستقولون غداً لربكم يا
مصريين؟".
ونوه محمد خالد إلى أنه كان يتحدث إلى
والده في غزة، ولأول مرة يسمع صوته يرتجف ويقول: "أنا جائع، إخوانك جوعى
(..)، بتمنى نأكل"، مشيرا إلى أنه "ما في أكل بأسواق غزة، وإن وجد فالأسعار
فلكية (..)".
وغرّد خالد البنائي بمقطع فيديو للمجاعة
في غزة، وكتب: "المجاعة وصلت ذروتها.. الأطفال يصرخون من الجوع.. الأجساد
صارت نحيلة.. أنقذوا ما تبقى من غزة".
وكتب مغرد يدعى يحيى: "هناك
مسؤولية أخلاقية على عاتق كل من يناصر غزة وينتمي لقضيتها، ألا يتوقف عن الحديث عن
المجاعة، لا يوجد هو أهم من ذلك الآن. لا يوجد أولوية أكبر من تخفيف مجاعة
الناس".
وكانت حركة المقاومة الإسلامية حماس قد
أكدت أن المجاعة في قطاع غزة بلغت مستويات خطيرة، مطالبة الدول العربية والإسلامية
بالتحرك العاجل لكسر الحصار وإدخال المساعدات.
وقالت حركة حماس إنّ "توظيف حكومة
الاحتلال الفاشي للجوع والحرمان من المواد الأساسية للحياة في قطاع غزة، كإحدى
أدوات الإبادة المتواصلة منذ أكثر من واحدٍ وعشرين شهراً؛ يمثّل إمعاناً في ارتكاب
أبشع الجرائم في العصر الحديث، بحق الأطفال والمدنيين الأبرياء".
وأضافت أنّ "تجاهل المجتمع الدولي
ومؤسساته، وفي مقدمتها مجلس الأمن الدولي، لمأساة إنسانية وجرائم مروّعة يرتكبها
جيش الاحتلال يومياً بالصوت والصورة؛ يُعَد سابقة خطيرة، تُكرّس منطق العربدة
والانتهاك للقانون الدولي والإنساني".
وطالبت الدول العربية والإسلامية والأمم
المتحدة، بضرورة التحرك العاجل والضغط لكسر الحصار وإدخال المواد الغذائية
والمساعدات الإنسانية، وكسر هذه الحلقة الوحشية من القتل والإبادة والتجويع في
قطاع غزة.