سياسة عربية

مظاهرات في الخرطوم وبورتسودان بذكرى ثورة ديسمبر وسط تصاعد الحرب

أول حراك شعبي منذ اندلاع الحرب يعيد شعارات الثورة إلى الشارع - جيتي
أول حراك شعبي منذ اندلاع الحرب يعيد شعارات الثورة إلى الشارع - جيتي
شارك الخبر
خرج عشرات السودانيين، الجمعة، في تظاهرات متفرقة بالعاصمة الخرطوم ومدينة بورتسودان شرقي البلاد، إحياء للذكرى السنوية السابعة لـثورة 19 ديسمبر التي أطاحت بنظام الرئيس المخلوع عمر البشير، في أول تحرك شعبي من هذا النوع منذ اندلاع الحرب في نيسان/ أبريل 2023.

وتأتي هذه التظاهرات في ظل استمرار المواجهات المسلحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، والتي عطلت الحياة العامة وأعادت البلاد إلى مربع العنف وعدم الاستقرار.

أول تظاهرات منذ اندلاع الحرب
وتُعد هذه المرة الأولى التي يحيي فيها السودانيون ذكرى الثورة عبر تظاهرات ميدانية منذ اندلاع الحرب قبل أكثر من عام ونصف، وهي الحرب التي تفجرت على خلفية خلافات حادة بشأن توحيد المؤسسة العسكرية بين الجيش وقوات الدعم السريع.

ويعود تاريخ الثورة إلى 19 كانون الأول/ ديسمبر 2018، حين اندلعت احتجاجات شعبية واسعة رفضًا لتدهور الأوضاع الاقتصادية، وأسفرت لاحقًا عن عزل عمر البشير في 11 نيسان/ أبريل 2019 بعد ثلاثين عامًا من الحكم.

في ميدان الخليفة وسط مدينة أم درمان، أحد رموز الحراك الثوري، تجمع عشرات المتظاهرين مرددين شعارات من بينها: "حرية، سلام، وعدالة.. الثورة خيار الشعب"، و"الثورة ثورة شعب.. والعسكر للثكنات.. الجنجويد ينحل"، في إشارة إلى قوات الدعم السريع.

وأفاد مراسل الأناضول بأن قوات الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين، ما أدى إلى تراجعهم مؤقتًا قبل أن يعاودوا التجمع في الشوارع الجانبية المحيطة بالميدان.

اتساع رقعة التظاهرات
ولم تقتصر التظاهرات على أم درمان، إذ شهدت مناطق الثورة والكلاكة جنوبي الخرطوم، إضافة إلى مدينة بورتسودان، وقفات احتجاجية مماثلة شارك فيها العشرات، إحياء لذكرى الثورة.

وفي بورتسودان، التي تتخذها الحكومة السودانية عاصمة إدارية مؤقتة، طالب المتظاهرون بإنهاء الحرب وإقامة حكم مدني، مرددين هتافات من بينها: "ثوار أحرار حنكمل المشوار"، و"لا للحرب.. نعم للسلام".

كما رفع المشاركون لافتات تطالب بإنهاء الظلم والتهميش في شرق السودان.

اظهار أخبار متعلقة


مواقف سياسية ونسوية داعمة للثورة
وفي السياق ذاته، أصدرت عدة أحزاب وكيانات سياسية بيانات بمناسبة الذكرى، من بينها الاتحاد النسائي السوداني، الذي أكد في بيان أن إحياء ذكرى 19 أيلول/ديسمبر يعيد إلى الواجهة تضحيات السودانيين والسودانيات الذين خرجوا من أجل دولة مدنية ديمقراطية تُصان فيها الحقوق وتحترم فيها كرامة الإنسان.

وأشار البيان إلى أن الذكرى تحل في ظل حرب طاحنة أنهكت المواطنين وهددت وحدة البلاد ومستقبلها، وفرضت على النساء أعباء مضاعفة لحماية الأسر والمجتمعات.

وشدد الاتحاد على أن ثورة ديسمبر ليست حدثا عابرا، بل عهدا متجددا مع تضحيات الشهداء والجرحى والمفقودين، مؤكدًا أن الوفاء لهذا العهد يقتضي مقاومة الحرب بكل أشكالها.

وكان من أبرز الكيانات الثورية التي دعت إلى التظاهر كيان “غاضبون بلا حدود”، وهو تجمع شبابي لعب دورا بارزا في الثورة ضد نظام البشير.

وبحسب مصادر محلية، فإن عددا من أعضاء الكيان انضموا بعد اندلاع الحرب إلى صفوف الجيش السوداني، في حين انطلقت التظاهرة التي دعا إليها من ميدان الخليفة في أم درمان، بالتزامن مع تحركات أخرى في منطقة الحاج يوسف بمدينة الخرطوم بحري.

تصاعد المعارك وتدهور الأوضاع الإنسانية
وتتزامن هذه التحركات الشعبية مع تصاعد القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع في ولايات كردفان جنوبا ودارفور غربا، حيث تشهد ولايات كردفان الثلاث (شمال وغرب وجنوب) اشتباكات عنيفة منذ أسابيع، أدت إلى نزوح عشرات الآلاف.

ومن أصل 18 ولاية سودانية، تسيطر قوات الدعم السريع على ولايات دارفور الخمس باستثناء أجزاء من شمال دارفور، بينما يفرض الجيش سيطرته على معظم الولايات الـ13 المتبقية، بما فيها العاصمة الخرطوم.

ومنذ اندلاع الحرب في نيسان/أبريل 2023، تتفاقم المأساة الإنسانية في السودان، حيث أسفرت المواجهات عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح نحو 13 مليون شخص داخل البلاد وخارجها، في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية عالميا.
التعليقات (0)