سياسة عربية

بعد هجوم تدمر.. هل تشن دمشق بالشراكة مع واشنطن حملة واسعة ضد "داعش"؟

هجوم تدمر أعاد طرح التنسيق الأمني بين دمشق والجيش الأمريكي- جيتي
هجوم تدمر أعاد طرح التنسيق الأمني بين دمشق والجيش الأمريكي- جيتي
شارك الخبر
تشهد سوريا تصعيدا من الهجمات التي يشنها عناصر تتبع لتنظيم الدولة (داعش)، يقابلها رفع الجاهزية من قبل الوحدات الأمنية والعسكرية السورية، بعد الهجوم الذي أدى إلى مقتل عسكريين اثنين ومدني أمريكيين وإصابة 3 جنود آخرين، في مدينة تدمر قبل يومين.

وبعد هجوم تدمر، أعلن التنظيم، عبر معرفاته الإعلامية، مسؤوليته عن هجوم جديد استهدف دورية لقوات أمن الطرق التابعة للحكومة السورية على طريق معرة النعمان في محافظة إدلب، الأحد، أسفر عن مقتل 4 عناصر أمنية وإصابة آخرين.

واستمرارا في التصعيد، أطلق مجهولون النار على عناصر من الفرقة 80 التابعة للجيش السوري في محيط مدينة دارة عزة بريف حلب الغربي. ما أدى إلى إصابة أحد العناصر.

ويضع التصعيد من التنظيم الإدارة السورية أمام تهديدات تبدو أنها غير مسبوقة، في ظل وصول معلومات خاصة لـ"عربي21" تتحدث عن انتشار خلايا التنظيم في مختلف المحافظات السورية، وتأهبها لمزيد من الهجمات.

اظهار أخبار متعلقة



تزامنا، تحدثت مصادر عن احتمال قيام الجيش السوري بعملية كبيرة ضد خلايا التنظيم، بدعم وتنسيق أمريكي، على اعتبار أن سوريا صارت جزءا من "التحالف الدولي" الذي تقوده واشنطن.

مسار تعاون جديد
ويرى الكاتب والمحلل السياسي مصطفى النعيمي، أن هجوم تدمر سيفتح مسارا جديدا للتعاون بين دمشق والجيش الأمريكي، في سوريا، سيشمل العديد من المناطق في سوريا، من البادية إلى الحدود اللبنانية.

ويضيف لـ"عربي21" أن واشنطن عازمة على إنهاء التهديدات الأمنية التي تهدد وتعيق بناء سوريا الجديدة "الآمنة"، معتبرا أن "التعاون لن يقف عند تبادل المعلومات بين سوريا والجيش الأمريكي، والمتوقع أن يتم تزويد الجيش السوري، بمعدات أمريكية متطورة تمكنها من ملاحقة التهديدات الأمنية".

ويدل النعيمي على ذلك، بتأكيد المبعوث الأمريكي إلى دمشق توماس باراك، على "التزام واشنطن الراسخ بهزيمة الإرهاب مع شركائنا السوريين"، وذلك في تعليقه على هجوم تدمر.

الحملة على داعش قائمة
أما مدير مركز "الحوار السوري" الأكاديمي أحمد قربي، يرى في حديثه لـ"عربي21" أن الدولة السورية تشن حملات مستمرة على تنظيم داعش، وجاء الإعلان عن انضمام دمشق لـ"التحالف الدولي" في منتصف تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، بمثابة إعلان رسمي عن انخراط سوريا في الحملات ضد التنظيم.

وأضاف: "الآن بعد هجوم تدمر، نتوقع زيادة التنسيق على المستوى الأمني بين دمشق و"التحالف الدولي"، فالهجوم يبرز تحديات أمنية أكثر من التحديات العسكرية"، موضحا أن "الكمين جاء نتيجة اختراق أمني من جانب التنظيم، وهذا ما سيدفع إلى التنسيق وتبادل المعلومات الاستخباراتية بشكل أكبر وأدق".

اظهار أخبار متعلقة



من جهته، يستبعد المقدم عبد الله نجار المختص بالشؤون الأمنية، أن يقوم "التحالف الدولي" بشن حملة عسكرية كبيرة في سوريا، ويقول لـ"عربي21": "الأسهل هو دعم الحكومة السورية أمنيا واستخباريا لملاحقة بقايا التنظيم".

ويضيف أن حل ملف التنظيم يستوجب العمل على مسارات متعددة فكرية واجتماعية واقتصادية لأن تجفيف منابع الإرهاب ليس عملا أمنيا وعسكريا فقط.

مهمة صعبة
وتتفق العديد من المصادر على صعوبة مهمة ملاحقة خلايا تنظيم الدولة في سوريا، مفسرة ذلك بعدم وجود مناطق سيطرة مكانية للتنظيم، فضلا عن اتباع التنظيم استراتيجية التحركات المنفردة من قبل الخلايا.

بجانب ذلك، استفاد التنظيم من الفراغ الأمني الناجم عن التغيرات التي شهدتها سوريا، بعد سقوط النظام البائد، ومن مناطق البادية المفتوحة التي يصعب ضبطها، ويتوج كل ذلك خارطة السيطرة السورية المقسمة بين الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، وميليشيات تسيطر على السويداء.
التعليقات (0)

خبر عاجل