أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين
نتنياهو، الثلاثاء، أن تل أبيب تتوقع من الجانب السوري إنشاء منطقة منزوعة السلاح تمتد من العاصمة دمشق حتى المنطقة العازلة في
الجولان، مشيرا إلى أن "التوجه الإيجابي وفهم هذه المبادئ يمكن أن يقود إلى التوصل لاتفاق مع السوريين"، في تلميح إلى استعداد تل أبيب لفتح مسار تفاوضي مشروط بالالتزام بالمطالب الأمنية الإسرائيلية.
وتأتي تصريحات نتنياهو بعد يوم من تحذير الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للحكومة الإسرائيلية من اتخاذ أي خطوات قد تعيق مسار الانتقال السياسي في
سوريا، مؤكدا في منشور عبر منصة "تروث سوشال" على ضرورة الحفاظ على "حوار قوي وحقيقي" بين تل أبيب ودمشق، وإرساء أساس لعلاقة طويلة ومزدهرة بين البلدين من خلال هذا الحوار. وأكد ترامب على أهمية عدم حدوث أي إجراء من شأنه أن يعرقل تحول سوريا إلى دولة مزدهرة.
وفي سياق متصل، عقد وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، الثلاثاء، مباحثات مع المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا توماس باراك، حيث تناول الجانبان "المستجدات الإقليمية وتعزيز التعاون المشترك بما يخدم المصالح المشتركة"، بحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية السورية.
ويأتي هذا التحرك الأمريكي بعد سلسلة من الانتهاكات الإسرائيلية في جنوب سوريا، أبرزها توغل دورية إسرائيلية في بلدة بيت جن بريف دمشق يوم الجمعة الماضي، ما أسفر عن إصابة ستة عسكريين إسرائيليين بينهم ثلاثة ضباط، ورد الأهالي على التوغلات ما أدى إلى استشهاد مدنيين في انتقام جوي إسرائيلي أودى بحياة 13 شخصا بينهم نساء وأطفال، إضافة إلى إصابة نحو 25 آخرين.
اظهار أخبار متعلقة
كما تصاعدت الانتهاكات الإسرائيلية في مناطق القنيطرة، حيث يشكو السكان المحليون من التوغلات المتكررة في أراضيهم الزراعية التي تمثل مصدر رزقهم الأساسي.
وعلى الرغم من عدم وجود أي تهديد مباشر من الحكومة السورية لتل أبيب، يواصل الاحتلال شن الغارات الجوية وتنفيذ التوغلات البرية في المنطقة العازلة جنوب الجولان، التي احتلتها إسرائيل منذ كانون الأول/ديسمبر 2024، فيما يطالب نتنياهو منذ شباط/فبراير الماضي٬ بـ"نزع سلاح كامل لجنوب سوريا" ومنع دخول القوات السورية الجديدة إلى المناطق القريبة من دمشق.
ويذكر أن هضبة الجولان السورية كانت قد احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967، ثم أعلنت ضمها لاحقا، وهي خطوة اعترفت بها الولايات المتحدة ولم تعترف بها معظم الدول الأخرى.