نشرت صحيفة "
الغارديان" تقريرًا يسلط الضوء على التدخل السياسي غير المسبوق في بطولة كأس العالم المقبلة؛ حيث أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إمكانية نقل المباريات من المدن المستضيفة، فيما ظهر رئيس الفيفا
جياني إنفانتينو متوافقًا تمامًا مع ترامب، مما يشير إلى تحول الفيفا إلى أداة بيد القوى السياسية بدل أن تفرض استقلالها كما في السابق.
وقالت الصحيفة في هذا التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إن رئيس الفيفا جياني إنفانتينو صرّح قبل فترة وجيزة بأن "السياسة يجب أن تبقى خارج كرة القدم وكرة القدم يجب أن تبقى خارج السياسة"، لكن هذا الرجل، الذي يُوصف بأنه أسوأ شخصية في الرياضة العالمية، ظهر مؤخرًا في المكتب البيضاوي وهو يوافق ترامب بشأن إمكانية نقل المباريات من المدن المستضيفة لكأس العالم المقبل إذا رأى الرئيس الأمريكي وجود "مشكلة" أمنية أو عدم امتثال بطريقة ما، وهذا يعني عمليًا أن الأمر يعتمد على إذا ما كانت المدينة تحت إدارة ديمقراطي أو "شيوعي".
اظهار أخبار متعلقة
وتضيف الصحيفة، أن مجرد رؤية إنفانتينو، تستحضر تاريخ الفيفا المليء بالفضائح، إذ يبدو أنه تجاوز حتى سجل سيب بلاتر في سوء الإدارة وفضائح الفساد؛ فقد ارتبط اسم إنفانتينو بمناسبات سياسية عدة بترامب هذه السنة، من قمة الشرق الأوسط، التي تسببت في تأخره عن مؤتمر الفيفا لدرجة أن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم اتهمه بإعطاء الأولوية لـ"مصالح سياسية خاصة"، وصولاً إلى ابتكار "جائزة سلام" قد يكون ترامب أول من ينالها، وقد أمضى يوم أمس مبتسمًا بينما أعلن ترامب احتمال شن "ضربات" على إحدى الدول المستضيفة لكأس العالم 2026، وهي المكسيك.
وأشارت الصحيفة إلى أن إنفانتينو تحول من مجرد ضيف في حفل تنصيب ترامب إلى عضو فعلي في دائرته السياسية، بعدما أصبحت الفيفا أداة بيد من يرغب في استغلاله؛ فلم يحدث من قبل أن تدخل زعيم سياسي لإلغاء مباراة من مدينة مستضيفة، ما يعزز الانطباع بأن الولايات المتحدة بلد متقلب وغير آمن بالنسبة لمشجعي كرة القدم الذين يفكرون في شراء تذاكر باهظة الثمن واتخاذ ترتيبات سفر أكثر تكلفة.
اظهار أخبار متعلقة
وأضافت الصحيفة أن رئيس فريق عمل البيت الأبيض المعني بكأس العالم، أندرو جولياني، اعتبر البطولة المقبلة ثمرة "رؤية ترامب"، فيما وصفها إنفانتينو بأنها "الأكثر شمولية". لكن كلمة "شمولية" هنا تخفي إقصاء الجماهير؛ حيث فُرض نظام التسعير الديناميكي المكروه على تذاكر مباريات كأس العالم، كما قد تُنقل المباريات لمسافات بعيدة بسبب السياسة.
وختمت الصحيفة بأن الإنجاز الحقيقي لإنفانتينو هو رئاسته لعصر لم يعد فيه مصطلح "غسل الرياضة" مصطلحًا فنيًا محدودًا، بل أصبح شيئًا يعرفه جميع مشجعي كرة القدم بمجرد رؤيته لأنهم يرونه طوال الوقت، أما بالنسبة لجائزة السلام، فقد لا تكون سنوية، ففي المرة الأخيرة التي ابتكر فيها جياني جائزة – جوائز الفيفا لأفضل لاعب – أقامها مرتين في غضون تسعة أشهر. أي أن هناك احتمالًا كبيرًا أن يفوز ترامب بها مرة أخرى قبل انطلاق كأس العالم الصيف المقبل.