شهد
مطار رواسي-
شارل ديغول في ضواحي العاصمة الفرنسية باريس، يوم السبت الماضي، تحركا احتجاجيا واسعا شارك فيه عدد من العاملين في المطار ونقابات عمالية وجمعيات داعمة للقضية الفلسطينية، للمطالبة بـوقف كامل لأي نقل أو تصدير لمعدات عسكرية أو ذات استخدام مزدوج إلى
الاحتلال الإسرائيلي.
وأكد المحتجون أن مطار شارل ديغول يستخدم بشكل متكرر لنقل شحنات
أسلحة ومكونات إلكترونية ترسل إلى شركات إسرائيلية متخصصة في صناعة الطائرات المسيرة وأنظمة التسليح، رغم التحذيرات المتكررة التي وجهتها النقابات العمالية بهذا الشأن.
وشدد عدد من العاملين في المطار على أنهم يرفضون المشاركة في عمليات الشحن التي تساهم في استمرار ما وصفوه بـ"الحرب على غزة"، داعين إلى منح العاملين الحق في رفض نقل البضائع التي يمكن أن تستخدم في الأغراض العسكرية أو في دعم العمليات القتالية الإسرائيلية.
موقف النقابات العمالية
من جانبها، اعتبرت النقابات المشاركة في التعبئة أن وقف تدفق الأسلحة عبر الموانئ والمطارات الأوروبية يشكل وسيلة فعالة للضغط على الحكومات من أجل وقف ما وصفته بـ"الجرائم ضد المدنيين في غزة"، مشيرة إلى أنها تستلهم تجربة الإضرابات العامة في إيطاليا التي رفعت شعار: "لنوقف كل شيء" احتجاجا على الدعم العسكري لإسرائيل.
وشهدت الوقفة تواجدا أمنيا كثيفا داخل المطار، إذ حاولت الشرطة تطويق المحتجين بعد صدور قرار رسمي يمنع التجمعات في محيط المطار.
اظهار أخبار متعلقة
ورغم ذلك، نظم المتظاهرون مسيرة عفوية داخل إحدى صالات المطار، رافعين لافتات وشعارات تطالب بفرض حظر شامل على تصدير الأسلحة إلى الاحتلال الإسرائيلي.
جدل متصاعد حول الموقف الفرنسي
تأتي هذه التعبئة في وقت تواجه فيه الحكومة الفرنسية انتقادات متزايدة بشأن استمرار العلاقات العسكرية مع الاحتلال الإسرائيلي.
ووفقا لتقارير منظمات غير حكومية، بلغت قيمة الصادرات العسكرية الفرنسية إلى الاحتلال 27.1 مليون يورو عام 2024، وهو أعلى مستوى منذ ثماني سنوات.
لكن رئيس الوزراء الحالي ووزير الجيوش السابق، سيباستيان لوكورنو، نفى مرارا الاتهامات الموجهة إلى باريس، مؤكدا أن
فرنسا لم ترسل أي أسلحة مباشرة إلى الجيش الإسرائيلي، مشددا في تصريحات سابقة على أن "سياسة فرنسا الدفاعية تقوم على احترام القانون الدولي واتفاقيات تصدير السلاح".
ويأتي هذا التحرك ضمن سلسلة من الاحتجاجات المتصاعدة في فرنسا ضد التواطؤ العسكري والسياسي مع الاحتلال الإسرائيلي، في ظل استمرار حرب الإبادة الجماعية على غزة التي أودت بحياة عشرات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين.