أعلن المبعوث الأمريكي الخاص إلى
سوريا، توم
باراك، في تغريدة عبر منصة "إكس" الأحد، أن "سوريا عادت إلى صفنا"، في إشارة إلى العملية المشتركة بين القوات الأمريكية الخاصة ووزارة الداخلية السورية في منطقة الضمير بريف دمشق، والتي أسفرت عن اعتقال أحد أبرز قياديي تنظيم الدولة (
داعش)٬ في تطور أمني لافت يعكس تناميا في مستوى التنسيق بين دمشق وواشنطن.
جاءت العملية في إطار تنسيق ميداني هو الأول من نوعه منذ سنوات بين الطرفين، مستهدفة خلية تابعة للتنظيم في ريف دمشق الشمالي.
وأعلنت وزارة الداخلية السورية، السبت الماضي، أنها تمكنت من تفكيك الخلية بعد عملية نفذها جهاز المخابرات العامة بالتعاون مع قيادة الأمن الداخلي في المحافظة، حيث جرى اعتقال أحد عناصرها، بينما قتل اثنان آخران خلال الاشتباك، وعثر بحوزتهم على أسلحة وذخائر وحزام ناسف معد للتفجير.
في السياق ذاته، نفذت القوات الخاصة الأمريكية، فجر السبت الماضي، غارة جوية بطائرة هليكوبتر على مدينة الضمير الواقعة شرق العاصمة دمشق، بالتنسيق مع وزارة الداخلية السورية.
وأكدت مصادر محلية أن العملية استهدفت القيادي في تنظيم الدولة أحمد عبد الله المسعود البدري، الذي كان متواريا في البادية الشامية لسنوات، قبل أن يعود مؤخرا إلى مدينته بعد تراجع نفوذ النظام السابق في المنطقة. وأسفرت الغارة عن اعتقال البدري حيا، في عملية وصفت بأنها الأولى من نوعها من حيث القرب الجغرافي من العاصمة السورية.
وأوضحت المصادر أن العملية نفذت بمشاركة وحدات من
التحالف الدولي وقوات مكافحة الإرهاب التابعة لوزارة الداخلية السورية، وسط تطويق أمني واسع للمنطقة استمر لساعات. ولم يصدر أي تعليق رسمي من جانب التحالف، في حين اكتفت وزارة الداخلية السورية بالإشارة إلى أن العملية جاءت ضمن "التعاون الأمني لملاحقة الخلايا الإرهابية النشطة في ريف دمشق".
وفي موازاة ذلك، بثت الوزارة مشاهد مصورة من عملية أخرى نفذت يوم الجمعة الماضي في منطقة مَعضَمِيَة القلمون شمالي ريف دمشق، استهدفت خلية تابعة للتنظيم.
ووفق بيان الداخلية، فقد جرى مداهمة الموقع بعد مراقبة دقيقة لتحركات العناصر، ما أسفر عن مقتل اثنين منهم واعتقال ثالث، مع العثور على ذخائر متنوعة وأجهزة اتصال استخدمت في التنسيق مع عناصر متخفّية في البادية.
اظهار أخبار متعلقة
سلسلة عمليات للتحالف في سوريا
تأتي هذه التطورات بعد سلسلة من عمليات الإنزال الجوية التي نفذتها قوات التحالف الدولي خلال الأشهر الماضية في شمالي سوريا، استهدفت قيادات بارزة في تنظيم الدولة.
ففي آب/أغسطس الماضي، كشف مصدر سوري تفاصيل عملية إنزال نفذتها قوات التحالف في منطقة أطمة بريف إدلب الشمالي، حيث طوقت القوات عددا من الأحياء السكنية فجرا، قبل أن تداهم منزلا يقطنه شاب يبلغ من العمر 24 عاما يشتبه بانتمائه للتنظيم. ووفق المصدر، حاول الشاب الفرار من الطابق الثاني قبل أن يقتل على الفور، فيما أخليت العائلات المدنية من الطابق الأرضي قبل بدء العملية.
وفي تموز/يوليو الماضي، نفذت قوات القيادة المركزية الأمريكية عملية نوعية في مدينة الباب بريف حلب، استهدفت القيادي البارز في التنظيم ضياء زوبع مصلح الحرداني واثنين من أبنائه، وأعلنت في بيان أن المستهدفين كانوا يشكلون تهديدا مباشرا للقوات الأمريكية والتحالف الدولي، إلى جانب الحكومة السورية الجديدة.
وأكد البيان أن العملية لم تسفر عن أي إصابات في صفوف المدنيين رغم وجود نساء وأطفال في الموقع.