شهدت العاصمة الروسية
موسكو زيارة رسمية لوفد عسكري سوري رفيع المستوى، في خطوة وصفت بأنها امتداد لمسار
متسارع من التنسيق السياسي والعسكري بين البلدين منذ سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار
الأسد في
سوريا أواخر عام 2024.
وقالت وزارة الدفاع
الروسية في بيان إن نائب وزير الدفاع، يونس بك يفكيروف، استقبل الوفد السوري الذي ترأسه
رئيس هيئة الأركان العامة اللواء علي النعسان، وأوضحت أن المباحثات ركزت على آليات
تطوير التعاون الدفاعي والأمني وتعزيز التنسيق بين وزارتي الدفاع في موسكو ودمشق.
سياق الزيارة
وتأتي هذه المحادثات
قبل أيام قليلة من زيارة مرتقبة للرئيس السوري أحمد الشرع إلى موسكو، حيث يشارك في
القمة الروسية العربية الأولى المقررة منتصف الشهر الجاري، كما سيجري مباحثات ثنائية
مع القيادة الروسية.
ويكثف الجانبان الزيارات
المتبادلة خلال الأشهر الماضية لإعادة صياغة العلاقة الاستراتيجية بينهما في ظل المتغيرات
التي طرأت على المشهد السوري حيث عقدت دمشق اجتماعا ثنائيا ترأسه وزير الخارجية السوري
أسعد الشيباني وألكسندر نوفاك نائب رئيس الوزراء الروسي، في الـ9 كم أيلول / سبتمبر
الماضي بحثا فيه مختلف مجالات التعاون بين البلدين.
اظهار أخبار متعلقة
وقبل ذلك بأسابيع، في يوليو/تموز، زار الشيباني موسكو
على رأس وفد وزاري والتقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في أول لقاء على هذا المستوى
منذ تغيير السلطة في سوريا.
ومن ناحية أخرى بحث
مسؤولون عسكريون سوريون، الخميس، مع وفد عسكري روسي، بالعاصمة دمشق، سبل تطوير
وتأهيل القوات الجوية والدفاع الجوي في بلادهم.
وقالت وكالة
الأنباء السورية الرسمية (سانا) إن مدير إدارة التدريب في القوى الجوية والدفاع
الجوي العميد يحيى بيطار، استقبل اليوم، وفدا
روسيا يضم عددا من الخبراء العسكريين
برئاسة اللواء البحري كورنبينكو أوليغ فيكتوروفيتش.
وأشارت الوكالة،
إلى أنه "تم خلال اللقاء مع مسؤولي هيئة التدريب وإدارات المدفعية والقوى
الجوية والملاحق والمدرعات، بحث سبل تأهيل وتطوير هذه الاختصاصات بما يواكب
متطلبات المرحلة ويعزز مستوى الكفاءة والجاهزية".
خلفية تاريخية
ويذكر أن نظام
الرئيس المخلوع بشار الأسد انهار في الثامن من كانون الأول / ديسمبر 2024 بعد أكثر
من ستة عقود من حكم حزب البعث، بينها 53 عامًا لأسرة الأسد التي حافظت على تحالف وثيق
مع روسيا.
ورغم سقوط النظام،
لا تزال موسكو تحتفظ بوجود عسكري مباشر في سوريا، إذ تنتشر قواتها في قاعدتين استراتيجيتين
بمحافظتي طرطوس واللاذقية على الساحل المتوسطي، حيث تتواجد قاعدتان روسيتان على الساحل
السوري، الأولى هي قاعدة حميميم الجوية في اللاذقية، والثانية وهي القاعدة البحرية
في طرطوس.