رجح رئيس وزراء دولة الاحتلال الأسبق
إيهود باراك، أن يسعى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إلى إفشال الخطة الأمريكية بشأن إنهاء الحرب التي تشنها تل أبيب منذ عامين على الفلسطينيين بقطاع غزة.
وقال باراك في تصريحات لإذاعة جيش الاحتلال، إن الخطة تُعدّ "نقطة انطلاق ممتازة، لكنها تُمثّل هزيمة قاسية لنتنياهو، وأتوقع أنه سيحاول إفشال الاتفاقات"، وتابع: "بعد انتهاء الحرب سوف تتاح فرصة لتخفيف حدة الصراع في المنطقة".
وبشأن استفحال الإبادة الإسرائيلية بغزة، أوضح باراك أن نتنياهو "قال في لجنة الشؤون الخارجية إنه يجب هدم المباني في غزة حتى لا يتمكن السكان (الفلسطينيون) من العودة"، وأضاف: "النتيجة الوحيدة ستكون هجرة الغزيين خارج القطاع، لكن التحدي الأكبر هو إيجاد دول توافق على استقبالهم"، دون تحديد تاريخ هذه التصريحات التي اعتبرها باراك "جريمة حرب"، وتابع: "ما فعلته إسرائيل في غزة سيُناقش لسنوات".
اظهار أخبار متعلقة
وتأتي تصريحات باراك وسط جدل داخل أركان دولة الاحتلال بشأن التجاوب مع الخطة الأمريكية، وبينما ترى المعارضة أن نتنياهو يُناور سياسيا، يتمسك الأخير بخطاب "الأمن أولا" لكسب دعم اليمين المتطرف، وذكرت صحيفة أكسيوس الأمريكية أن الرئيس دونالد ترامب أبلغ نتنياهو بأنه سيتوقف عن دعمه إذا رفض الخطة الأمريكية الخاصة بقطاع غزة، وبحسب تقرير للصحيفة، شدد ترامب على أن استمرار الدعم الأمريكي لإسرائيل مرهون بمدى التجاوب مع الرؤية الأمريكية لإنهاء الحرب في غزة.
بدوره، تساءل المحلل الإسرائيلي في صحيفة "هآرتس" العبرية جوناثان ليز: "كيف يمكن لنتنياهو أن يُحبط خطة ترامب الطموحة لوقف إطلاق النار في غزة؟"، قائلا:" السؤال المحوري الآن هو ما إذا كان نتنياهو الذي عارض علنًا حتى الآن إنهاء الحرب حرصًا على استقرار حكومته، سيوافق على الانسحاب من غزة ووقف الحملة (الإبادة الإسرائيلية)"، وأضاف المحلل: "تقول مصادر مطلعة على المفاوضات إنه منذ بدء الحرب، اتخذ نتنياهو خطوات متكررة لعرقلة المحادثات، كما طرحت إسرائيل مطالب سامة لم يكن من الممكن تلبيتها، فضلا عن أن فرق التفاوض لم تمنح صلاحيات كافية للتوصل إلى تسوية، ما أبطأ التفاهمات مع حماس".
أما المحللة في صحيفة "معاريف" العبرية آنا بارسكي، قالت: "يدرك نتنياهو المأزق: فالموافقة على الاتفاق في التشكيلة الحكومية الحالية، بحضور بن غفير وسموتريتش، ليست بالأمر الهيّن"، وبشأن مواقف الأحزاب المتطرفة، قالت بارسكي إنها "ليست في عجلة من أمرها لخرق القواعد، إذ تقدّر أن حماس سترفض على أي حال".
وكانت قد أظهرت نتائج استطلاع رأي أجراه معهد (أجام) والجامعة العبرية أن غالبية الإسرائيليين يؤيدون خطة الرئيس الأمريكي ترامب بشأن غزة، لكن غالبية أكبر تشكك في قابليتها للتنفيذ، وقالت صحيفة جيروزاليم بوست العبرية، إنه من بين 847 شخصًا فوق الـ18 عاما شملهم الاستطلاع، أيد 71 بالمئة الخطة، ورغم هذا التأييد شكك 82 بالمئة من المُشاركين عمومًا في إمكانية تنفيذها كما هو مقترح، مما يُظهر تشكك معظم الإسرائيليين بعد قرابة عامين من الحرب.
وفي 8 آب/أغسطس الماضي، أقرت حكومة نتنياهو خطة لاحتلال قطاع غزة بالكامل تدريجيا، بدءا بمدينة غزة، التي يسكنها نحو مليون فلسطيني، وبعد ذلك بـ3 أيام، بدأ جيش الاحتلال هجوما واسعا على مدينة غزة، شمل تدمير منازل وأبراج وممتلكات مواطنين وخيام نازحين، وقصف مستشفيات، وتنفيذ عمليات توغل.