سياسة عربية

ما حقيقة اختطاف إماراتيين وإيراني في مالي ومن يقف وراء العملية؟

أعربت السلطات المالية عن تضامنها مع أسر المخطوفين - جيتي
أعربت السلطات المالية عن تضامنها مع أسر المخطوفين - جيتي
تضاربت الأنباء بشأن اختطاف إماراتيين وإيراني في مالي (غرب إفريقيا) وسط صمت أبوظبي وطهران بشأن الموضوع، الذي أكدته باماكو في بيان ثم نفته لاحقا وحذفت البيان.

فقد نشرت صفحات رسمية مالية الخميس بيانا أعلنت فيه الحكومة المالية اختطاف مواطنيْن إماراتيين وإيراني من طرف مسلحين مجهولين، وقالت السلطات المالية في بيان، إن الثلاثة تم اختطافهم من داخل مزرعة تعود لأحدهم.

اظهار أخبار متعلقة



وأعربت السلطات المالية – وفق البيان- عن تضامنها مع أسرهم، وتعهدت باتخاذ كل الإجراءات بالتعاون مع الشركاء لضمان سلامتهم وتحريرهم من أيدي خاطفيهم، لكن الصفحات الرسمية المالية حذفت البيان ، ثم نشرته لاحقا بصيغة أنه معلومة مضللة.

وفي ظل تضارب الأنباء بشأن عملية اختطاف إماراتيين وإيراني، لم يصدر أي تعليق من أبوظبي أو ظهران حول ما حصل.

أسباب الارتباك الحاصل

ويرى الخبير المختص في الشؤون الإفريقية أحمد محمد المصطفى، أن الارتباك الحاصل في باماكو والذي ظهر من خلال نشر بيان يؤكد عملية الاختطاف ثم حذفه لاحقا، سببه ضغوط من أجل احتواء الملف من أجل إتاحة فرصة لمفاوضات للإفراج عن المختطفين.

وأضاف في تصريح لـ"عربي21": "المعلومات المتوفرة حتى الآن عن الحادث شحيحة، وما هو مرجح أن عملية الاختطاف وقعت الأسبوع الماضي، وبالتالي قد يكون حذف الحكومة المالية لبيانها بهذا الخصوص هو محاولات التكتم عليه، وتحاشي إعلانه بشكل رسمي، تجنبا للتشويش على مفاوضات أو محاولات لاحتوائه في مراحل مبكرة".

اظهار أخبار متعلقة



وأضاف: "لا شك أن النشر والتداول الإعلامي يؤثر بدرجة ما على عمليات التفاوض ويزيد من الضغط على المفاوضين، وقد يعقد الحل".

من يقف وراء عملية الاختطاف

وبخصوص الجهة التي تقف وراء عملية الاختطاف قال ولد محمد المصطفى إنه من الصعب الجزم بالجهة التي تقف وراء العملية، نتيجة تعدد الحركات المسلحة في المنطقة، وكثرة المسلحين في منطقة الساحل الإفريقي بشكل عام، وفي الأراضي المالية بشكل خاص.

وأضاف: "مع ذلك، فمن الوارد أن يكون منفذ العملية من مسلحي جماعة نصرة الإسلام والمسلمين التابعة لتنظيم القاعدة سواء عبر كتيبة ماسينا التي ينشطها فيها الفلان، أو إحدى كتائبها المختلطة، وذلك باعتبارها الجماعة المسلحة الأقوى في المنطقة، والأكثر انتشارا، والأمهر في اختراق النسيج الاجتماعي في المنطقة وتوظيفها لخدمة أجندتها، كما أن لتنظيم الدولة الإسلامية هو الآخر حضوره الذي يخوله تنفيذ عملية كهذه".

وأشار ولد محمد المصطفى إلى أنه من الوارد أيضا أن يكون منفذ العملية من خارج هذه الجماعات، لكن يريد تسويق غنيمته لها، وبيعها لاحقا لها عبر تعويض متفق عليه، أو خدمة يحتاجها في نشاطها في المنطقة.

تحين الفرص

ولفت ولد محمد المصطفى في حديثه لـ"عربي21" إلى أن عمليات الاختطاف أسلوب تقليدي عند الجماعات المسلحة، ووسيلة أساسية في عملها، وأداة لجمع التمويلات.

وتابع: "الجماعات المسلحة تتحين بشكل دائم فرصها المتاحة، صحيح أنها تركز على الغربيين بشكل أكثر، وهذا ما يجعل عمليات الاختطاف تتراجع في ظل تدهور الأوضاع الأمنية لتجنب المواطنين الغربيين الوجود في المناطق الخطرة".

وأوضح أن اختطاف مواطنين من دول عربية وإسلامية "يمكن فهمه في سياق التطورات الأخيرة سواء العالم ككل، أو في منطقة الساحل، فالاندفاع الإماراتي في ملف التطبيع، وتورطها في عدة حروب وملفات أمنية في السودان واليمن، أو في منطقة الساحل، كالأزمة التي دخلتها أخيرا مع الجزائر، كل هذا يجعل من الوارد أن يكون مواطنوها عرضة لحوادث أمنية من أجل الانتقام من حكومتها أو الضغط عليها".

عزلة دولية

ومنذ الانقلاب العسكري في مالي قبل نحو أربع سنوات تعاني مالي عزلة دولية وتوترات أمنية وسياسية.

وتوترت علاقات باماكو مع المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، كما تفاقمت أزمتها مع الدول الأوروبية بعد طردها للقوات الفرنسية والألمانية، لكن باماكو في المقابل عززت علاقتها مع روسيا وتركيا.

اظهار أخبار متعلقة



واستولى الجيش على الحكم في مالي سنة 2021 وأعلن رئيس المجلس العسكري أسيمي غويتا، تجريد الرئيس حينها باه نداو، ورئيس الوزراء مختار وان من صلاحياتهما.

ومنذ 2021، أصبح غويتا رئيساً انتقاليا للبلاد، وتراجع عن تعهده بإعادة السلطة للمدنيين بعد انتخابات وعد بإجرائها في فبراير 2022، لكنها لم تتم حتى الآن.

التعليقات (0)

خبر عاجل