سياسة عربية

عمّان تستضيف أول مؤتمر دولي للطائرات المسيرة.. غيّرت موازين الحروب

الحرب في أوكرانيا جسّدت تسارع وتيرة التطوير في قطاع الطائرات المسيرة- الأناضول
الحرب في أوكرانيا جسّدت تسارع وتيرة التطوير في قطاع الطائرات المسيرة- الأناضول
شهدت العاصمة الأردنية عمّان، انطلاق مؤتمر دولي حول مكافحة الطائرات المسيرة، برعاية القوات المسلحة الأردنية والمركز الأردني للتصميم والتطوير (JODDB)، ومشاركة واسعة ضمّت نحو 500 شخصية عسكرية وأمنية وخبراء تقنيين من مختلف دول العالم، بينهم ممثلون عن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وتركيا وألمانيا ونيجيريا وإثيوبيا وكينيا، فضلًا عن قادة من حلف شمال الأطلسي (الناتو).

وجاء المؤتمر، الذي وُصف بأنه الأول من نوعه في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حضره رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الأردنية، يوسف الحنيطي، في ظل تزايد التهديدات الإقليمية المرتبطة باستخدام الطائرات بدون طيار سواء لأغراض عسكرية أو أمنية أو حتى مدنية.

وقال المتحدث باسم المؤتمر، راتب أبو الراغب، إنّ: جدول الأعمال تناول عدة محاور رئيسية، من أبرزها أخلاقيات استخدام الطائرات المسيّرة، وسبل تعزيز الابتكار في هذا القطاع، وتطوير آليات الرصد والتتبع والاكتشاف.

وفي السياق نفسه، أوضح أنّ: "سوق هذه التكنولوجيا ينمو بسرعة غير مسبوقة"، إذ يتوقع أن تصل قيمته إلى نحو 60 مليار دولار عالميًا بحلول عام 2030، مقارنة بـ 15 مليار دولار في عام 2018، أي بزيادة تقارب 300 بالمئة.

وقدم الرئيس السابق لمكتب مكافحة الطائرات المسيّرة الموحد في وزارة الدفاع البريطانية، غاري داربي، قراءة معمقة للتطورات الأخيرة، مؤكدًا أن هذه التكنولوجيا أصبحت "المدفعية الجديدة" في الحروب الحديثة.

كذلك، لفت إلى أنّ: "الفجوة بين تكاليف الأسلحة التقليدية والطائرات المسيرة تمثل تحديا استراتيجيا"، موردا أنّ: "ثمن مقاتلة من طراز F-35 يتجاوز 130 مليون جنيه إسترليني (177 مليون دولار)، بينما لا يتعدى سعر الطائرة المسيّرة الفردية 20 ألف جنيه إسترليني (27.3 ألف دولار)".

اظهار أخبار متعلقة


وأشار داربي إلى أنّ: الحرب في أوكرانيا جسّدت تسارع وتيرة التطوير في هذا القطاع، إذ تستهدف كييف إنتاج 4.5 مليون طائرة مسيّرة بحلول 2025، بينما تخطط روسيا لاستخدام ما يقارب 2000 نظام جوي مسيّر يوميًا خلال الفترة ذاتها.

من جانبه، أكد مدير عام هيئة الاتصالات الخاصة في القوات المسلحة الأردنية، شادي خلاشنة، أنّ: "التطور التكنولوجي المتسارع للطائرات المسيّرة يفرض تحديات متزايدة على الأمن الإقليمي"، معتبرًا أن "حروب المستقبل ستكون مؤتمتة بالكامل".

وأوضح أن القوات المسلحة الأردنية أدخلت منظومات الحماية من هذه الطائرات ضمن العقيدة القتالية، مع التركيز على حماية الحدود والمنشآت الحيوية، وتطوير قدرات الكشف والتصدي المستمرة، خاصة أنّ أنظمة التوجيه للطائرات المسيّرة تتطور بشكل متسارع كل ستة أشهر أو عام على الأكثر.

إلى ذلك، شدّد خلاشنة على أنّ: "الأردن استبق هذه التحديات عبر تعزيز القدرات الذاتية وتطوير حلول وطنية للرصد والاعتراض"، لافتًا إلى أنّ: "الاستخدامات المدنية والتجارية للطائرات المسيّرة –من توصيل الطرود إلى الخدمات الطبية– لا تستبعد مخاطر توظيفها في الخروقات الأمنية".

وبحسب المشاركين، فإنّ المؤتمر يشكّل منصة دولية مهمة لبحث مستقبل الطائرات المسيّرة، بين فرصها الاقتصادية الهائلة ومخاطرها الأمنية المتنامية، وسط توافق على أن الاستعداد المسبق وتطوير تقنيات الدفاع هو السبيل الأمثل لمواجهة التحديات المقبلة.
التعليقات (0)