صحافة إسرائيلية

"إسرائيل اليوم" تتحدث عن قرارات ستسبب بإشعال انتفاضة ثالثة

حالة غضب متصاعدة في الضفة رغم حصار وتضييق الاحتلال- الأناضول
حالة غضب متصاعدة في الضفة رغم حصار وتضييق الاحتلال- الأناضول
ذكرت صحيفة "إسرائيل اليوم" أن أهمية القرار الذي اتخذته الأمم المتحدة نهاية هذا الأسبوع ، بشأن خلق طريق باتجاه واحد يؤدي إلى إقامة الدولة الفلسطينية، تملأ الخزان بالوقود لإشعال الصراع الفلسطيني لجيلين آخرين.

وصوّتت 142 دولة لصالح القرار، ووفقا لتقرير الصحيفة فإن هذه الدول يقودها الجنوب العالمي، الذي يُسيطر على مؤسسات الأمم المتحدة بهدف واضح هو محاربة إسرائيل ومحوها من على الخريطة.

وصدر قرار مماثل في الأمم المتحدة في أواخر تشرين الثاني/ نوفمبر 1974، عندما دُعي ياسر عرفات لإلقاء كلمة في الأمم المتحدة وبندقيته مُشهرة بحسب الصحيفة.

وفي عام 1974، صوّتت جمعية الأمم المتحدة لصالح حق الفلسطينيين في "الاستقلال الوطني والسيادة" - بأغلبية 89 صوتًا، و8 دول معارضة، وامتنعت دول أوروبا الغربية عن التصويت.

وتابعت الصحيفة، أن واقع الصراع مختلف الآن حيث يكتب روب مالي وحسين آغا في كتابهما "الغد هو الأمس" أن "الحرب سحقت ما تبقى من الحركة الوطنية الفلسطينية".

وأشارت إلى أن هذه التحركات تهدف التي تقودها شخصيات مثل ماكرون وستارمر بدعم سعودي، إلى تعزيز مؤسسة خيار السلام، وهي مؤسسة ترفض استيعاب الدرس وإدراك أن عصر الحل القائم على تقسيم البلاد إلى دولتين قد ولّى.

اظهار أخبار متعلقة



وأوضحت أن الواقع على الأرض هو ما حدث في هجوم راموت الذي قُتل فيه ستة إسرائيليين، مبينة أن هجوم إسرائيل على قطر هو في المقام الأول رد فعل سريع على هذا الحدث العصيب، الذي اعتُبر في إسرائيل بمثابة شرارة انطلاق انتفاضة ثالثة.

وأردفت، أن هذه هي استراتيجية حماس، بعد أن أدركت أن إسرائيل عازمة على احتلال غزة ومع ذلك، من المعلوم أن جزءا ضئيلا فقط من قيادة حماس بقي في غزة.

وزعمت الصحيفة أن الهجوم نفذ بأمر من قادة حماس في قطر، متهمة الدوحة بأنها متورطة بشدة في معركة غزة، وفي محاولة إشعال الانتفاضة الثالثة، أي محاولة حماس لتقسيم قوات جيش الدفاع الإسرائيلي، وتحويل مسار القوات من قطاع غزة إلى الضفة الغربية عبر إشعال انتفاضة.

ومع ذلك، فور الهجوم، توجه جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى قطر، فيما يمكن وصفه بضربة استباقية، وها هي إسرائيل تتعلم الدروس. صرّح رئيس الأركان السابق، هرتسي هاليفي، قبل نحو أسبوع أن الاستنتاج هو أن إسرائيل لا يمكنها السماح للعناصر الإرهابية بالتمركز على الجانب الآخر من السياج وفقا لتقرير الصحيفة.

وبينت أن الهروب إلى الدوحة، في الواقع، يُمثل خروجا عن المسار الاستراتيجي، وهو ما تتجاهله الغالبية العظمى من المحللين الأمنيين. بل إن بعضهم يروج لنظريات مؤامرة مفادها أن لنتنياهو مصلحة شخصية، مرتبطة بفضيحة قطر، في مهاجمة قطر.

وأشار الدكتور يوئيل غوزانسكي إلى أن الهجوم على قطر كان يهدف، من بين أمور أخرى، إلى إبراز طموح إسرائيل في الهيمنة الإقليمية، بغض النظر عن نجاحه بنسبة 100% أو 10% فقط.

ويكتمل المشهد بالإعلان في معاليه أدوميم نهاية الأسبوع، بحضور رئيس الوزراء نتنياهو ووزير المالية سموتريتش، والذي يقضي ببناء نحو 3500 وحدة سكنية في المنطقة E-1 وتقسيم التواصل الجغرافي الفلسطيني بين الشمال والجنوب.

وأثارت الخطوة في الدوحة رد فعل غاضب من الرئيس ترامب، لكن تبادل الصراخ بينه وبين نتنياهو يُشير في الواقع إلى درجة من التقارب والألفة وهذا أمرٌ نادرٌ في العلاقة بين رئيس أمريكي ورئيس وزراء إسرائيلي. تبنى نتنياهو القضية ليُتيح لترامب لقاء رئيس الوزراء القطري حيث يميل قادةٌ مثل ترامب إلى تفضيل قادةٍ آخرين يتخذون قرارات مستقلةً وصعبة بحسب التقرير.

اظهار ألبوم ليست



ومضت الصحيفة بالقول إن لصدام إسرائيل مع أوروبا بُعدٌ تاريخي شخصي فقد سعى الإسبان بإلحاح سنوات طويلة وراء نتنياهو آخر – البروفيسور بن تسيون نتنياهو الراحل، الذي كان بالنسبة لهم باحثا فريدا غيّر تاريخهم.

إنه الباحث الأشهر – مع أن هناك بالتأكيد آخرين – الذي رسّخ الفكرة القائلة إن الإسبان سبقوا الألمان النازيين بنحو أربعمئة سنة وأكثر، في التنقيب العنيف عن مكوّنات الدم لدى أصحاب المناصب في الدولة العميقة للإمبراطورية فقد أبادت محاكم التفتيش مسيحيين مخلصين حتى بعد ثلاثة أجيال من اعتناق أجدادهم اليهود للمسيحية. لقد كانت تلك نظرية عرقية: لا يهم ما هو إيمانك، المهم أن يجري في عروقك دم يهودي كما تزعم "إسرائيل اليوم".

وفي أواخر أيامه، حاول الإسبان تجنيد نتنياهو المؤرّخ ليكون عضوا في لجنة تحقيق تاريخية حول دور الملكة إيزابيلا في طرد اليهود من إسبانيا وهناك أساس معقول للاعتقاد بأن النية كانت، حتى لو لم يكن الهدف تبرئتها تمامًا، فعلى الأقل تلميع صورتها.

وكانت هناك لحظات ظنّ فيها البروفيسور نتنياهو بحسن نية أن هذا تحدٍّ فكري لباحث، لكنه في نهاية المطاف أدرك أن وجوده مطلوب لدى الإسبان لمنح الشرعية لأهداف كان يمكن الشك فيها منذ البداية، فرفض.
التعليقات (0)