أكد أمير
قطر الشيخ
تميم بن حمد آل ثاني، في اتصال هاتفي مع الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب مساء الثلاثاء، على إدانة بلاده للهجوم الإسرائيلي على مقرات سكنية في العاصمة الدوحة٬ يقطنها عدد من قادة حركة
حماس، واصفًا الاعتداء بأنه انتهاك صارخ لسيادة الدولة وأمنها، وخروقات واضحة للقانون الدولي.
وأكد الديوان الأميري القطري أن الاتصال الأمريكي جاء خلال سماع دوي الانفجارات، نافياً ما تم تداوله حول إبلاغ قطر مسبقًا بالهجوم.
وشدد ترامب خلال الاتصال على موقف بلاده الداعم واعتبار قطر حليفًا استراتيجيًا موثوقًا للولايات المتحدة، فيما حمّل أمير قطر الكيان الإسرائيلي تبعات الهجوم،
وأكد أمير قطر أن سياسة تل أبيب العدوانية تهدد أمن واستقرار المنطقة، مطالبًا المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته ومحاسبة المتورطين في هذه التصرفات المارقة.
وأوضح أن الدوحة ستتخذ كل الإجراءات الكفيلة بحماية أمنها والحفاظ على سيادتها، وستواصل الوقوف مع الأشقاء ونصرة القضايا العادلة.
من جانبه، أكد رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، أن قطر لن تتهاون بشأن المساس بسيادتها، وأنها تحتفظ بحق الرد على الهجوم السافر.
وأضاف أن الهجوم يمثل إرهاب دولة ومحاولة لزعزعة الأمن والاستقرار الإقليمي، ويمثل رسالة إلى المنطقة تفيد بوجود "لاعب مارق" وعربدة سياسية يقودها الاحتلال الإسرائيلي.
ولفت إلى أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يقود المنطقة نحو مستوى لا يمكن إصلاحه، وأن الهجوم تجاوز القوانين الدولية والمعايير الأخلاقية، واصفًا العملية بالغدر واعتبارها ممارسة لإرهاب الدولة.
وأشار محمد بن عبدالرحمن إلى أن المفاوضات الجارية بين حماس والاحتلال الإسرائيلي كانت مستمرة بناء على طلب أمريكي، لكن الاحتلال عملت على تخريب كل محاولة لتحقيق السلام، وأن الهجوم الإسرائيلي جاء على الرغم من مساعي الدوحة لإنجاح المفاوضات، مؤكدًا أن لا محادثات قائمة الآن في ظل هذه التطورات.
وأوضح أن الدوحة شكلت فريقًا قانونيًا لاتخاذ الإجراءات القانونية للرد على الهجوم، داعيًا المجتمع الدولي إلى عدم التغاضي عن أفعال الاحتلال الإسرائيلي واتخاذ كل الإجراءات اللازمة ضدها، مطالبًا بالرد بشكل موحد على سياسات نتنياهو الهمجية.
اظهار أخبار متعلقة
وأفاد رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري بأن الجانب الأمريكي أبلغ قطر بعد وقوع الهجوم بعشر دقائق، وأن الاحتلال استخدم أسلحة لم تكشفها الرادارات، وأن الهجوم كان عملية غادرة لم يتم العلم بها إلا وقت حدوثها. وأكد أن الاستقرار في المنطقة لن يتحقق بالحروب، بل عبر الدبلوماسية، محذرًا من أن التاريخ سيُسجل هذه الحادثة، وأن الأعراف والقوانين الدولية يجب أن تأخذها بعين الاعتبار.
من جانبه، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي الثلاثاء٬ أن طائراته الحربية استهدفت "قيادة حركة حماس" في الدوحة بالتنسيق مع جهاز "الشاباك"، فيما أقرّت الحركة في بيان أن المحاولة فشلت في اغتيال أعضاء وفدها المفاوض، لكنها أكدت سقوط عدد من الشهداء.
وبحسب بيان "حماس"، فقد استشهد في الهجوم جهاد لبد، مدير مكتب رئيس الحركة في غزة خليل الحية، ونجله همام، إلى جانب ثلاثة من المرافقين هم: عبد الله عبد الواحد، ومؤمن حسونة، وأحمد المملوك. كما نعت الحركة الشهيد بدر الحميدي، أحد عناصر قوات الأمن الداخلي القطرية (لخويا)، الذي قتل أثناء تأدية مهامه في موقع
الاستهداف.
ويأتي العدوان الإسرائيلي على الدوحة في وقت ترتكب فيه تل أبيب، بدعم أمريكي، إبادة جماعية متواصلة في قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، أسفرت عن استشهاد أكثر من 64 ألفا و605 فلسطينيين، وإصابة نحو 163 ألفا و319 آخرين، معظمهم من النساء والأطفال، إلى جانب نزوح مئات الآلاف ووفاة المئات بسبب المجاعة، بينهم 140 طفلا.