صحافة إسرائيلية

إحباط إسرائيلي من خسارة المعركة الإعلامية أمام الفلسطينيين

انتقد مراسل إسرائيلي اعتذار نتنياهو عن مجزرة الصحفيين الأخيرة في خانيونس- جيتي
انتقد مراسل إسرائيلي اعتذار نتنياهو عن مجزرة الصحفيين الأخيرة في خانيونس- جيتي
عبّرت أوساط إسرائيلية عن إحباطها من خسارة المعركة الإعلامية أمام الفلسطينيين، متطرقة إلى المجزرة الأخيرة التي ارتكبها جيش الاحتلال في مستشفى ناصر بمدينة خانيونس، وراح ضحيتها عدد من الصحفيين ورجال الدفاع المدني، وما تسببته من فضيحة سياسية ودبلوماسية حول العالم.

ألموغ بوكر مراسل القناة الـ12 للشئون الفلسطينية، زعم أن "الاعتذار الذي قدمه بنيامين نتنياهو عن مجزرة مستشفى ناصر، يعتبر خطأ فادح، لأنه خطأ لا يُخمد لهيب الحرب، بل على العكس، يُزود أعداءنا الفلسطينيين بذخيرة في حربهم على الوعي".

وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "هذا الحدث يكشف أن الكاميرا التي يحملها الصحفيون الفلسطينيون بات سلاحا فتّاكا بأيديهم، وهي أهم سلاح اليوم، كما أن حماس "الجديدة" لم تعد جيشًا، بل منظمة عصابات، مختبئة تحت الأرض، بالكاد تقاتل وجهًا لوجه، وهذه الكاميرات هي سلاحها الرئيسي، يُهرّبونها، من بين أشياء أخرى، حسب الشكوك، في شاحنات المساعدات، ويضعونها في مواقع استراتيجية في القطاع".

وأشار إلى أن "نتنياهو ارتكب خطأً فادحًا، لأن حماس ستعتقد الآن أن المستشفيات تتمتع بحصانة بسبب الضغط الدولي، مع أن مقاتليها عندما يكتشفون ثغرة عبر كاميراتهم، يهاجمون قوات الجيش، وهكذا خسرنا العديد من الجنود في عملية "عربات جدعون".

اظهار أخبار متعلقة



الضابط أفيتال ليبوفيتش المدير العام للجنة اليهودية الأمريكية (AJC)، والمتحدث السابق باسم الجيش للإعلام الأجنبي، أكد أن "ساحة الوعي جزء لا يتجزأ من ساحة المعركة، ولذلك تصل الصور والعناوين الرئيسية الرائجة من غزة إلى وسائل الإعلام العالمية، وتُسبب موجةً سياسيةً عارمة ضد تل أبيب، لأننا نعيش في عالمٍ تتدفق فيه المعلومات بوفرةٍ عبر عشرات القنوات: منصات التواصل الاجتماعي، ووسائل الإعلام التقليدية، حتى أننا أصبحنا نوعًا من المراسلين في عصر الهواتف المحمولة".

وأضاف في مقال نشرته صحيفة إسرائيل اليوم، وترجمته "عربي21" أنه "عندما تصل معلومات الحرب في غزة إلى قنوات الإعلام حول العالم، تتلاشى القدرة الاسرائيلية على احتواء السياق الأوسع، والكارثة التي حلت بالاحتلال في السابع من أكتوبر، وهكذا، فإن مقاطع الفيديو التي تُظهر الأضرار التي لحقت بالمستشفيات في غزة، تُفضي إلى عناوين رئيسية تبدأ دائمًا بعبارة "قتلى في هجوم إسرائيلي على غزة".

وذكر أن "أكثر ما يلفت انتباه القراء هو العناوين والصور، ويكفي مقطعٌ قصيرٌ مدته 20 ثانية لطفلٍ غزّيٍّ صغيرٍ لتكوين انطباعٍ بأن الاحتلال يقود سياسةَ تجويعٍ متعمدٍ في غزة، والتفاصيل الدقيقة ليست مهمةً، خاصةً عندما تكون وسيلةٌ إعلاميةٌ دوليةٌ مهتمةً بقيادة أجندةٍ معاديةٍ لإسرائيل، صحيح أن المتحدث باسم الجيش نشر بيانا حول فتح تحقيقٍ في حادثة الهجوم على مستشفى ناصر، والتعبير عن الأسف على مقتل الأبرياء، لكن ذلك لم يؤثر على الخطاب الإعلامي الدولي، ولا على التغطية الإعلامية الواسعة".

اظهار أخبار متعلقة



وأشار إلى أن "ساحة الوعي جزءٌ لا يتجزأ من ساحة المعركة، ويجب خوضها بلا هوادةٍ، وبكل قوة، مع أنها لا تنتهي على شاشات التلفزيون، بل لها جانب آخر أكثر أهمية بكثير وهي الساحة السياسية، فمنذ السابع من أكتوبر، تعرّفنا على قادة عالميين عبّروا عن أنفسهم بطريقة لا تُرضينا، وهذه عبارة مُلطفة، عندما شاهدوا صورًا أو مقاطع فيديو صُوّرت من صحفيين موضوعيين، والنتيجة صدور موجة من العزلة السياسية، لم تبلغ ذروتها بعد، وهي بانتظار حفل افتتاح الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر المُقبل".

وأضاف أن "نتائج معركة الوعي وصلت إلى الصديق الكبير، رئيس الولايات المتحدة، الذي يُخاطب مُمثلي وسائل الإعلام عدة مرات أسبوعيًا، ويُسأل عن الحرب في غزة، فيعلن "يجب أن تنتهي"، لأن صور غزة المُؤلمة محفورة في ذاكرته".

وختم بالقول إن "حجم التحدي الإعلامي أمام تل أبيب يستدعي زيادة التعاون القائم بين المتحدث باسم الجيش، ووزارة الخارجية، ومكتب الشؤون الخارجية في الجيش، والهيئات الأخرى، لأنه ليس كافيًا، وإعادة تنظيم المقر الوطني للإعلام، وتزويده بالمعايير، وتوفير الدعم المالي اللازم، والموارد السخية، وإجراء تعديلات لمواجهة التحديات الحالية، لأنه ليس أمامنا خيار سوى خوض غمار المعركة الأيديولوجية قبل الحرب، وأثناءها، وبعدها".

التعليقات (0)

خبر عاجل