أغلق متظاهرون شوارع ومفترقات طرق في عموم الأراضي المحتلة الثلاثاء، في إطار احتجاجات واسعة للمطالبة باتفاق يعيد
الأسرى الإسرائيليين في قطاع
غزة، حتى لو على حساب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار ووقف الحرب.
وانطلقت الفعاليات التي أطلق عليها "يوم الاحتجاج"، بدعوة من عائلات الأسرى الإسرائيليين، برفع صور الأسرى قبالة فرع للسفارة الأمريكية في مدينة تل أبيب، ومن ثم بدأ المتظاهرون إغلاق شوارع ومفترقات طرق بما فيها طريق أيالون السريع في تل أبيب، مستخدمين الإطارات، وأيضا بالوقوف وسط الشوارع، وفق الهيئة.
وذكرت "القناة 12" الإسرائيلية أن المتظاهرين "أغلقوا حركة المرور من الجانبين عند تقاطع دانيال على الطريق السريع 1 والطريق السريع 6" وهي الطرق الرئيسية التي تربط إسرائيل بمدينة القدس المحتلة.
اظهار أخبار متعلقة
وأضافت أن المتظاهرين "أغلقوا شارع الشاطئ قرب بلدة عتليت جنوب مدينة حيفا (شمال)، وذلك ضمن الاحتجاجات المطالبة بإنهاء الحرب". وأظهرت مقاطع فيديو انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي استخدام الشرطة القوة لإجلاء متظاهرين من بعض الشوارع.
وذكرت الشرطة الإسرائيلية في بيان، أنها "منتشرة بهدف تمكين حرية التظاهر في مختلف المناطق، إلى جانب الحفاظ على القانون"، مضيفة أنه "منذ الصباح، تم إغلاق عدد من المحاور لكنها فُتحت أمام حركة السير خلال وقت قصير على يد عناصر الشرطة المنتشرين بكثافة في كافة المحاور المركزية".
وأفادت بأنها "أوقفت متظاهرة أخلّت بالنظام العام وعُثر بحوزتها على قنبلة دخان"، كما "تم تحرير عدة مخالفات سير بسبب إغلاق الشوارع". وعن المظاهرات في تل أبيب، قالت الشرطة إن "عدة نقاط من شارع أيالون أغلقت بشكل متقطّع من قبل مخلّين بالنظام، ما عرّض مستخدمي الطريق للخطر".
وأضافت: "بالمقابل، أُغلق شارع بيغن في تل أبيب، وعملت الشرطة على التعامل مع المخلّين بالنظام وبدأت بإخلائهم من المحور". وكانت عائلات الأسرى قد دعت الإسرائيليين إلى فعاليات تستمر طوال اليوم وتتكلل مساءً بمظاهرة كبرى في مدينة تل أبيب.
وتأتي الاحتجاجات فيما يعتزم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عقد اجتماع للمجلس الوزاري المصغر "الكابينت"، لبحث التطورات بعد موافقة "حماس" في 18 آب/ أغسطس الجاري على مقترح قدمه الوسطاء لوقف إطلاق النار في غزة، بحسب ما نقلت وكالة "الأناضول".
اظهار أخبار متعلقة
وذكر الموقع الإخباري العبري "واللا" أن مئات الإسرائيليين يتظاهرون أمام مقر الحكومة بالقدس حيث يعقد اجتماع "الكابينيت"، وهناك آلاف آخرون يتجهون إليهم في مسيرة نحوهم.
واستباقا للاجتماع، وجّهت عائلات الأسرى في مؤتمر صحفي عقدته في تل أبيب، انتقادات إلى نتنياهو واتهمته بعرقلة الاتفاق.
وقال إيتسيك هورن، والد الأسير إيتان خلال المؤتمر، إن "تقديم خطة احتلال غزة (صدّق عليها الكابينيت في 8 أغسطس)، بينما يوجد اتفاق مطروح على طاولة رئيس الوزراء لتوقيعه، هو طعنة في قلب العائلات والأمة بأسرها".
وأضاف: "نحن في خضم عملية نسف متعمدة أخرى لاتفاق إعادة المختطفين (الأسرى)، حكومة تتخلى عن مواطنيها وتدمر الإطار القيمي الأساسي لقدسية الحياة". ووجّه الدعوة إلى الإسرائيليين: "انضموا إلينا جميعًا في نضالنا اليوم، لأن الشعب وحده هو من سيعيدهم إلى ديارهم".
بدورها، قالت هاجيت تشين، والدة الأسير إيتاي: "بإمكان الشعب إعادة المختطفين إلى ديارهم. هناك اقتراح مطروح! نطالب قادتنا بالجلوس إلى طاولة المفاوضات وعدم النهوض إلا بعد التوصل إلى اتفاق".
وأضافت أن "النضال من أجل إعادة المختطفين ليس نضال عائلاتهم فحسب، بل هو نضال من أجل صورة المجتمع الإسرائيلي كله، من أجل تحريرهم".
ودعت الإسرائيليين للنزول إلى الشوارع اليوم ليظهروا "لصانعي القرار إرادة الشعب الذي لا يرغب في التضحية بالمختطفين".
يأتي حراك عائلات الأسرى الإسرائيليين بينما أعلنت حماس مرارا استعدادها لإطلاق سراحهم "دفعة واحدة"، مقابل إنهاء حرب الإبادة، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، والإفراج عن أسرى فلسطينيين.
لكن نتنياهو المطلوب للعدالة الدولية، يتهرب بطرح شروط جديدة، بينها نزع سلاح الفصائل الفلسطينية، ويصر حاليا على إعادة احتلال غزة.
اظهار أخبار متعلقة
وتقدر تل أبيب وجود 50 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها أكثر من 10 آلاف و800 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية.
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلّفت الإبادة بغزة 62 ألفا و819 شهيدا، و158 ألفا و629 جريحا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة قتلت 303 فلسطينيين، بينهم 117 طفلا حتى الثلاثاء.