سياسة عربية

قيادي في الجهاد لـ"عربي21": العالم عاجز أمام المجازر وبيانات الشجب لم توقف التجويع

إحسان عطايا أكد أن الاحتلال لا يريد غزة بلا سلاح أو مقاومة بل يريدها بلا فلسطينيين- عربي21
إحسان عطايا أكد أن الاحتلال لا يريد غزة بلا سلاح أو مقاومة بل يريدها بلا فلسطينيين- عربي21
قال عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، إحسان عطايا، إن "العالم عاجز عن حماية المواطنين في قطاع غزة، وإن المواقف العربية والدولية تجاه العدوان الفاشي لم ترتقِ لمستوى المسؤولية المطلوبة؛ فبيانات الشجب والإدانة لم توقف المجازر ولا التجويع المستمر"، مُشدّدا على أن "المواقف الرمزية والباهتة لا تُحدث أي تغيير على أرض الواقع، وتفتقد للضغط الفعلي والجاد على الاحتلال الإسرائيلي".

وأضاف، في تصريحات خاصة لـ"عربي21"، أن "المواقف العربية والإسلامية من استمرار حرب الإبادة والتجويع ضد أهل غزة لم ترتقِ لتصل إلى الحد الذي يمكن أن يشكل ضغطا حقيقيا على كيان الاحتلال وشركائه في هذه الحرب الوحشية التي يشنها على شعبنا في غزة، خاصة أنها اقتصرت على بيانات الشجب والإدانة والاستنكار، والمطالبة بإنهاء الحرب، وفك الحصار، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية، والدعوة لتحركات دبلوماسية، واتخاذ إجراءات قضائية تطال قادة العدو".

في حين رأى القيادي بحركة الجهاد الإسلامي، أن "مواقف المجتمع الدولي من الحرب على غزة متفاوتة، ولكنها لم تترجم حتى الآن على أرض الواقع بشكل عملي، ولم تتمكن من إيقاف حرب الإبادة والتجويع، أو وقف المجازر وقتل الأطفال والنساء والمدنيين في غزة".

وأكمل: "لقد تنوعت المواقف الدولية بين مطالبات بوقف فوري لإطلاق النار، وتخفيف الأزمة الإنسانية، وإدخال المساعدات بلا عوائق، وبين تحذير من التهجير القسري الذي يتعرض له ما يقرب من مليوني شخص في غزة، وبين الدعوة إلى ضرورة الحماية الإنسانية لسكان غزة، واتخاذ إجراءات دبلوماسية وقانونية ضد إسرائيل، وبين رفض شعبي واسع لسياسات الحرب، وتضاؤل مصداقية الغرب بمعاييره المزدوجة أمام جمهوره".

اظهار أخبار متعلقة


واستطرد عطايا، قائلا: "هذا يعكس حال المجتمع الدولي الذي لم ترتقِ مواقفه للمستوى المأمول، وهو الوقف الفوري للحرب، والحماية الجدية للمدنيين، والضغوط الدبلوماسية والسياسية والقانونية القوية والفاعلة".

"عربات جدعون 2"

وشدّد عطايا على أن "إعلان جيش الاحتلال عن بدء المرحلة الأولى من خطة احتلال مدينة غزة بالكامل، تحت اسم (عربات جدعون 2)، دليل واضح على عرقلة كيان الاحتلال لأي اتفاق حول وقف إطلاق النار وإتمام صفقة تبادل الأسرى، وعلى إصرار العدو الصهيوني على الاستمرار في حرب الإبادة الجماعية وارتكاب المجازر الوحشية في غزة".

وحول المصير المرتقب لعملية (عربات جدعون 2)، أضاف: "في ظل تواصل العمليات النوعية للمقاومة الفلسطينية ضد جيش الاحتلال، سيجد العدو نفسه أمام خيارات صعبة، ربما تؤدي إلى فشل (عربات جدعون 2)، أو تعديل خطته، ولا سيما أن هذه العمليات البطولية للمقاومة تعيق تقدم جيش العدو من جهة، وتؤثر على معنويات جنوده من جهة ثانية".

وأشار عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي، إلى أن "مصير (عربات جدعون 2) مرتبط بشكل وثيق بالمعطيات العملية في الميدان، وبمدى نجاح المقاومة في إعاقة التقدم العسكري الصهيوني، وبمدى تأثير الضغوط الصهيونية الداخلية، والضغوط الدولية الخارجية، على قادة العدو".

وذكر أن "عملية (عربات جدعون 2) تعد استهتارا بجهود الوسطاء، وتهديدا حقيقيا لنجاح المفاوضات حول وقف الحرب وتبادل الأسرى، خاصة في ظل تجاهل نتنياهو لمقترح الوسطاء، وإصراره على مواصلة حرب الإبادة والتجويع في غزة، وبالتالي فالاحتلال يتبع سياسة التعطيل الممنهج للمفاوضات على أمل أن ينجح في تحقيق أهدافه المزعومة".

والثلاثاء، وافق وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي يسرائيل كاتس، على خطة احتلال مدينة غزة ومهاجمتها في عملية عسكرية تحمل اسم "عربات جدعون 2"، رغم جهود الوسطاء للتوصل إلى وقف إطلاق نار في القطاع وتبادل الأسرى وموافقة حركة حماس على مقترحهم.

اظهار أخبار متعلقة


ذكرى إحراق المسجد الأقصى

وتعقيبا على الذكرى الـ 56 لجريمة إحراق المسجد الأقصى، قال عطايا: "لم يكن إحراق المسجد الأقصى في 21 آب/ أغسطس 1969، بشكل متعمد وبلا محاسبة، مجرد حدث تاريخي مؤلم، بل هو محطة خطيرة تكشف طبيعة الاستهداف المتواصل للمسجد الأقصى، ولمعالمه الدينية والحضارية، وللسياسات الصهيونية اللاحقة تجاهه".

وزاد: "إن هذه الذكرى تأتي اليوم في ظل استمرار الاعتداءات والاقتحامات المتواصلة للمسجد الأقصى المبارك، والتي تتجلى في عدة محاور رئيسية تشمل محاولة فرض واقع جديد يقوم على تقسيم المسجد الأقصى زمانيا ومكانيا عبر اقتحامات المستوطنين اليومية المصحوبة بحماية قوات الاحتلال، فضلا عن الاعتداء على المصلين داخل باحات المسجد الأقصى أو اعتقالهم لمنعهم من الوصول إليه".

ونوّه عطايا إلى "خطورة استمرار الحفريات والأنفاق في محيط المسجد الأقصى وتحت أرضيته، بما يهدد بنيانه التاريخي ويشوّه هويته الحضارية"، محذرا بشدة من "محاولات تفريغ المسجد الأقصى من أهله ورواده وحراسه، ومنع المرابطين من الوصول إليه عبر أوامر الإبعاد الصادرة عن السلطات الصهيونية والمستندة إلى إجراءات قانونية وإدارية جائرة وظالمة".

وتابع: "كل هذا يؤكد على أن القاسم المشترك بين جريمة إحراق المسجد الأقصى قبل 56 سنة، والجرائم اللاحقة والراهنة، هو السعي الصهيوني المستمر لطمس هويته الإسلامية المرتكزة على كونه أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وتحويله إلى مكان خاضع للرواية التلمودية المزيفة".

ولفت إلى أنه "حتى الآن لا يبدو أن الحرب على غزة قد دخلت مرحلتها الأخيرة؛ فجيش العدو ما زال يمعن في القتل والإبادة والتجويع، وهو ماضٍ في عدوانه الوحشي بشراكة أمريكية واضحة، ودعم غربي لا يخفى على أحد، وما عرقلته لمسار المفاوضات حول وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، إلا دليل على أنه ما زال حريصا على تحقيق أهدافه المعلنة؛ في القضاء على المقاومة، وتهجير الشعب الفلسطيني من غزة، واحتلالها عسكريا، عبر الإبادة الجماعية والمجازر، والحصار الخانق والتجويع".

وبخصوص ما تعكسه بعض المصادر الإعلامية من تفاؤل حذر بشأن المفاوضات ووقف الحرب، أشار إلى أن "تلك التقارير تستند إلى تصريحات هدفها تضليل الرأي العام، للتغطية على الجرائم الصهيونية المتواصلة، من جهة، وشنّ حرب نفسية ضد أهل غزة، لكسر معنوياتهم وتحريضهم على مقاومتهم، من جهة ثانية".

وأردف: "ما طُلب منا كفلسطينيين طوال الفترة الماضية لم يكن مجرد تنازل هنا أو هناك بشأن سلاح المقاومة أو وجود الاحتلال في قطاع غزة، بل كان يُطلب منا إعلان الاستسلام بالكامل. نتنياهو لا يريد غزة بلا سلاح، أو بلا حماس أو الجهاد الإسلامي، بل يريد غزة بلا غزيين ولا فلسطينيين، ليهيمن عليها بالكامل، ويقتل ويهجر مَن يشاء. ومع ذلك، نحن واثقون تماما أن هذا لن يحدث، وستفشل جميع مخططات الاحتلال".

وأضاف: "الاحتلال يسعى لإرهاب شعبنا وإخضاعه، لكنه لن ينجح في كسر إرادتنا أو تمزيق نسيجنا الوطني. كل محاولاته لفرض السيطرة بالقوة العسكرية أو الحصار لن تنجح في طمس هويتنا، ولن توقف مقاومنا. غزة ستبقى قلعة للمقاومة الباسلة، وشعبها العظيم صامد أمام المجازر والتهجير"، مؤكدا على أن "قوة المقاومة وصمود الشعب الأسطوري هو الضمان الحقيقي لفشل مخططات الاحتلال".
التعليقات (0)

خبر عاجل