حذر اللواء الاحتياط إسحاق بريك من أن "خطة الجيش الإسرائيلي لاحتلال مدينة غزة، التي صادقت عليها لحكومة ستقود إلى نتائج كارثية على إسرائيل"، مؤكدًا أن "رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو مخطئ حين يعتبر أن مركز قوة حركة حماس في مدينة غزة".
وأضاف بريك في مقال نشرته صحيفة "معاريف"، أن رئيس الأركان أيال زمير، عبّر عن موقفه في الكابنت قبل عدة أسابيع، بعملية (عربات جدعون 2) لاحتلال غزة التي قد تنتهي بالفشل، مع خسائر فادحة لقواتنا، وموت المختطفين في الأنفاق، وعدم إنهاء الوجود العسكري لحركة حماس.
وأوضح، أن رئيس الأركان يدرك النتائج الكئيبة والفشل المتوقع في
احتلال غزة، لذا فهو مستعد للخروج إلى عملية يعرف مسبقًا نتائجها الصعبة، مبينا أن"قرار الكابينت بالهجوم على غزة سيقود إلى سقوط مزيد من القتلى والجرحى في صفوف الجنود، وإلى مقتل المختطفين داخل الأنفاق، على مذبح بقاء الحكومة الحالية".
وأشار بريك إلى أن خطة رئيس الأركان لاحتلال غزة، التي صادق عليها وزير الأمن، هي خطة قد تُلحق كارثة بالجيش الإسرائيلي والدولة لاسيما أنها تتضمن إخلاء نحو مليون من سكان مدينة غزة، وتطويق المدينة ، واحتلال مدينة غزة وإنهاء الوجود العسكري لحماس.
وتابع، أن "المرحلة الأولى، إخلاء مليون ساكن، هي عملية بالغة التعقيد، وتشمل الحاجة إلى إيجاد حلول إنسانية وقد تؤدي إلى تورط خطير، بما في ذلك جرحى وقتلى في صفوف السكان الغزيين، إذ من المرجّح أن بعض السكان لن يتعاون مع مطالب الجيش الإسرائيلي".
وعن المرحلة التطويق الثانية، قال اللواء الإسرائيلي، "هي خدعة ووهم فمقاتلو حماس لا يتواجدون فوق سطح الأرض، بل في مئات الكيلومترات من الأنفاق تحت الأرض، حيث يمكنهم التحرك بحرية ومع دخول الجيش الإسرائيلي إلى غزة، ستتمكن حماس من الانتقال إلى مناطق أخرى في القطاع، ولذلك لا توجد إمكانية لتطويقها".
وأضاف، أنه "لا شك أن حماس ستترك في المدينة مقاتلين يزرعون العبوات، ويقنصون الجنود، ويتسببون بخسائر فادحة، كما عرض رئيس الأركان في نقاش الكابنت قبل عدة أسابيع".
ولفت إلى أن "احتلال الأرض من قبل الجيش الإسرائيلي لن يقضي على حماس، وإنما تفجير الأنفاق وحده يمكن أن يحسمها غير أن إسرائيل لم تُعِد مسبقًا الوسائل المناسبة لتفجير الأنفاق، والقوات المهنية لتنفيذ المهمة قليلة جدا.
اظهار أخبار متعلقة
وكشف بريك أنه في محادثاته مع قادة وجنود من الوحدات المكلّفة بتفجير الأنفاق، قالوا إنهم فجّروا أقل من 10 بالمئة من الأنفاق، وليس كما نُشر في البداية.
وقال بريك، إن المكوث الطويل لقوات الجيش الإسرائيلي في غزة، وفقا لتعليمات الحكومة التي ترغب في استبدال حكم حماس، سيؤدي إلى تعرضها لهجمات حرب عصابات. ولذلك، فإن مقاتلينا لن يتمكنوا من البقاء هناك لفترة طويلة.
ولفت إلى أن جيش
الاحتلال "فقد منذ زمن السيطرة على معظم مناطق القطاع الأخرى، ومراكز القوة والسيطرة التابعة لحماس موجودة تحت الأرض في أماكن عديدة في القطاع، مبينا إن قول رئيس الحكومة إن مدينة غزة هي مركز قوة حماس، هو خطأ.
وفي نهاية المطاف، وفق بريك، "سيُضطر الجيش الإسرائيلي إلى التخلي عن الأرض على غير رغبة، بسبب عدم القدرة على استبدال الوحدات القتالية وبعد خسائر فادحة، ومن دون إنهاء الوجود العسكري لحماس وعندها لن يرغب أحد في توقيع اتفاق معها، بينما لا تزال هناك اليوم إمكانية لذلك"".
وختم قائلا، "ستُنظر إلى إسرائيل كدولة منبوذة، وستعاني من مقاطعات اقتصادية وثقافية ومن حظر سلاح. وبسبب العجز المالي، لن يكون بالإمكان إعادة تأهيل الجيش وإعداده لمواجهة التهديدات المتزايدة، وقد تصل إسرائيل إلى الحضيض، مع حكومة تعمل بشكل يبدو بلا منطق، غير منسق، فوضوي ومنفصل عن الواقع وعن احتياجات المواطنين".