قال علي بلحاج، نائب رئيس الجبهة الإسلامية
للإنقاذ الجزائرية، إن الأوضاع التي تمر بها الأمة الإسلامية بلغت من الخطورة
حدًّا يجعل "الموتى في قبورهم ينطقون"، محذرًا من محاولات فرض الاستسلام
على
المقاومة الفلسطينية وتجريدها من سلاحها.
وأكد بلحاج في تصريحات خاصة
لـ
"عربي21" أن ما يجري في غزة وسائر فلسطين "لا يمكن السكوت
عنه"، مشددًا على أن الشهيد لا يرضى إلا بأن يموت مرات عديدة في سبيل الله
والوطن.
وأضاف: "هذه الثلة التي ترفع
السلاح في
وجه المحتل هي ملجأ الأمة، فإن هلكت فلن تقوم لها قائمة."
وانتقد بلحاج الضغوط الغربية على المقاومة
من أجل التخلي عن سلاحها، متسائلًا: "هل يُعقل أن نطلب من المقاوم أن يضع
سلاحه؟ هذه مسألة خطيرة، الله يحاسبنا إن غفلنا عن أسلحتنا، فهي تاج الأمة ورافعها
ويجب تقبيل رأس المقاوم."
واعتبر أن الحديث عن نزع سلاح المقاومة
"خيانة صريحة"، منتقدًا ما وصفه بالصمت العربي عموما والجزائري خصوصا
تجاه مشاريع "إسرائيل الكبرى".
خلفية نزع السلاح في غزة ولبنان
وشكّلت مسألة نزع سلاح المقاومة محورًا
متكررًا في مشاريع التسوية. ففي غزة، تصاعدت الضغوط منذ فوز حركة حماس بالانتخابات
عام 2006، حيث ربطت مبادرات دولية وعربية أي تسوية سياسية بضرورة تفكيك الأجنحة
العسكرية الفلسطينية، لكن المقاومة رفضت باعتبار السلاح ضمانة لردع الاحتلال.
أما في
لبنان، فقد عُرفت هذه القضية بعد حرب
تموز/يوليو 2006، حيث طالب القرار الأممي 1701 بوقف الأعمال القتالية ونزع سلاح
المجموعات المسلحة خارج سلطة الدولة، في إشارة مباشرة إلى حزب الله. إلا أن الحزب
تمسك بسلاحه باعتباره وسيلة لتحرير الأرض وردع الاعتداءات الإسرائيلية، وهو ما
أبقى هذا الملف عالقًا في السياسة اللبنانية حتى اليوم.
ويُنظر إلى محاولات نزع السلاح في غزة
ولبنان بأنها تعكس استراتيجية إسرائيلية ـ أمريكية واحدة تهدف إلى إضعاف حركات
المقاومة وتجريدها من عنصر القوة الوحيد الذي يوازن ـ ولو جزئيًا ـ تفوق الاحتلال
العسكري.
محاولات ممنهجة لتجريد المقاومة
وأضاف بلحاج أن محاولات واشنطن وحلفائها فرض
ملفات سياسية هدفها نزع سلاح المقاومة تكشف ـ بحسب قوله ـ عن رغبة واضحة في إفراغ
الشعب الفلسطيني من وسيلة ردعه الوحيدة. وأوضح: "كيف نقبل بنزع السلاح عندما
تتدخل أمريكا، بينما يغضّون الطرف عن ترسانة إسرائيل التي تفتك بالأطفال والشيوخ؟
هذا اختلال صارخ في الموازين."
ورأى بلحاج أن المؤسسات الأممية "معطلة
تمامًا"، بعد أن تعرضت ـ بحسب قوله ـ للتجريد من فعاليتها عبر الفيتو
الأمريكي والهجوم على المحكمة الجنائية الدولية. وأضاف: "الأمم المتحدة أصبحت
حائط مبكى لتصريف غضب الشعوب.. أما الاكتفاء بالبكاء داخلها فلا طائل من ورائه."
وشدد بلحاج على أن تحميل حركة حماس مسؤولية
ما جرى بعد 7 تشرين الأول/أكتوبر "تزييف للحقائق"، قائلاً: "7
أكتوبر نتيجة طبيعية للسكوت عن جرائم إسرائيل منذ 1937 و1948، هنية والسنوار
وغيرهم ضحايا لهذا التراكم."
وتوقف نائب رئيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ
عند السياسة الأمريكية في أوكرانيا، معتبراً أن واشنطن "تمنح روسيا أراضي
استعمرتها وتجبر زيلينسكي على القبول"، متسائلًا: "أي ميزان هذا؟ كيف
نكافئ الظالم ونجبر المظلوم على الاستسلام؟ هذا سيشيع الفوضى في العالم."
وفي ختام تصريحاته، وجّه بلحاج دعوة صريحة
إلى العلماء والدعاة والإعلام الحر من أجل "تعريه جرائم إسرائيل منذ
1948"، قائلاً: "إسرائيل تفتخر بجرائمها… كان الأولى بالقنوات الجادة أن
ترد عليها بدل ترديد رواياتها."
اظهار أخبار متعلقة