يتقلب الشاب عبد العزيز يمنة ويسرة داخل خيمته المهترئة وسط مدينة
غزة، عله يجد طريقة لكسر موجة الحر التي تضرب قطاع غزة في هذه الأيام، دون جدوى.
وتضرب موجة حر شديدة مصحوبة بدرجات رطوبة عالية قطاع غزة، في ظل ظروف مأساوية يعيشها النازحون، خصوصا مع غياب الكهرباء ووسائل التهوية، والتكدس الكبير على الشريط الساحلي الضيق للنازحين، مع مجاعة ضارية، وقتل لا يتوقف.
اظهار أخبار متعلقة
وتبرز أزمة
الحر الشديد أكثر داخل خيام النازحين، والتي تحولت إلى "أفران" بفعل ارتفاع الحرارة داخلها، حيث يعيش عشرات الآلاف من
الفلسطينيين الذين هجّرتهم آلة التدمير الإسرائيلية بقطاع غزة في خيام مهترئة لا تقيهم من الحرّ الشديد، نُصبت في معظمها على الأرصفة ووسط الطرقات.
ويكتوي عبد العزيز علي الشاب الجامعي، بموجة الحر على بعد أمتار من ركام جامعته (الجامعة الإسلامية) التي آثر أن يضع أوتاد خيمته قربها، بعد أن نزح من حي الزيتون مؤخرا على وقع عدوان وحشي مستمر في الحي.
يقول عبد العزيز في حديث لـ"عربي21"، إنه يضطر إلى مغادرة خيمته معظم الوقت، باحثا عن مكان يستظل به من الحر وأشعة الشمس الحارقة، حاله حال الكثير من النازحين الذين لا يطيقون المكوث في خيامهم هذه الأيام على وقع ارتفاع درجات الحرارة.
وبحسرة كبيرة، يذكر عبد العزيز أن معظم الشبان يبحثون عن أماكن مفتوحة للمبيت فيها ليلا هربا من الحر الشديد داخل
الخيام، فيما تضطر النساء للمبيت فيها، رغم درجات الحرارة العالية التي لا تطاق.
اظهار أخبار متعلقة
ووسط موجة الحر والشمس الحارقة، تشتكي النازحة من مخيم جباليا أم محمد عليان من تحول خيمتها إلى مكرهة صحية بفعل ارتفاع درجات الحرارة بشكل استثنائي داخلها، مع غياب وسائل التبريد أو التهوية بفعل قطع وتدمير الاحتلال لخطوط وشبكات الكهرباء منذ بدء حرب الإبادة الجماعية.
وتقول عليان في حديث لـ"عربي21" إنها اضطرت لنصب خيمة متهالكة وسط حي الرمال في غزة، منذ أن نزحت من المخيم، على وقع جرائم القتل والتدمير التي صاحبت عملية "عربات جدعون"، لكنها تقف اليوم عاجزة عن إيجاد حل لأزمة الحر التي تتأثر الخيام فيها بشكل أكبر وأكثر ضراوة، ما يجعلها تلجأ إلى التهوية بقطعة من الكرتون، علها تخفف حر الخيمة.
وبينما تؤكد النازحة أن أطفالها الثلاثة لايستطيعون النوم داخل الخيمة، من شدة الحر، كشفت أن طفحا جلديا بدأ يظهر على أجسادهم الهزيلة التي أنهكها الجوع دون أن تتمكن من إيجاد علاج لهم، فيما الأزمة تتفاقم يوما بعد يوم.
تضيف عليان وهي تتصبب عرقا أنها وكل النازحين أصبحوا الآن في مواجهة ضارية مع القتل والتجويع الذي يمارسه الاحتلال من جهة، ومع الحر الشديد داخل الخيام، من الجهة الأخرى.
اظهار أخبار متعلقة
بدوره، حذّر الهلال الأحمر في قطاع غزة، من تداعيات موجة الحر الشديدة التي تضرب القطاع، مشيراً إلى أنها تسببت بظهور أمراض وانتكاسات صحية خطيرة في صفوف النازحين داخل المخيمات.
وأوضح الهلال الأحمر في بيان صحفي، أن أكثر من 90% من سكان غزة يعيشون في خيام لا تقيهم حرارة الصيف القاسية، وسط غياب أبسط مقومات الرعاية الصحية والبيئية.
وأضاف في بيان الجمعة أن سلطات الاحتلال تتعمد تدوير حركة النزوح داخل القطاع، من خلال القصف المتكرر وإجبار المدنيين على التنقل بين المناطق، ما يزيد من معاناتهم ويعرضهم لأمراض بسبب سوء التغذية، وانعدام النظافة، والتعرض المستمر للحر الشديد.
وطالب الهلال الأحمر المجتمع الدولي والمؤسسات الإنسانية بالتدخل العاجل لتأمين الحماية والرعاية للنازحين، وتوفير الاحتياجات الأساسية من مياه صالحة للشرب، وملاجئ آمنة تقيهم تقلبات الطقس والأوبئة.
يذكر أن حصيلة الضحايا والشهداء جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023 إلى 61 ألفا و827 شهيدا، و155 ألفا و275 مصابا.
كما ارتفع عدد ضحايا سياسة التجويع الإسرائيلي بالقطاع إلى 240 فلسطينيا بينهم 107 أطفال بعد وفاة طفلة خلال آخر 24 ساعة. وفق بيانات رسمية.