سياسة عربية

مهرجان غنائي في الأردن رغم مطالبات إلغائه.. وكرنفال طعام لممارسة "دبلوماسية الطهي"

انتقادات واسعة للمهرجانين لكن لا بوادر على إلغاء أو تأجيل أي منهما - جيتي
انتقادات واسعة للمهرجانين لكن لا بوادر على إلغاء أو تأجيل أي منهما - جيتي
تتعالى الألحان في الأردن، الأربعاء المقبل، على مسرح مهرجان جرش، ويصدح فنانون عرب غناءً وطربا، بينما يغرق قطاع غزة في الصمت، إلا من أصوات القصف، وفيما ينتظر زوار مهرجان الطعام بعد أيام قليلة، في العاصمة عمّان، أشهى الأطباق المحلية والعالمية، تطوى بطون سكان القطاع من الجوع منذ أشهر طويلة.

وفيما تفتح المسارح للفنانين للغناء، تغلق الشوارع في وجه المتضامنين مع قطاع غزة، ويعتقل المشاركون، بحسب ما قاله أردنيون ونشطاء على مواقع التواصل، مطالبين بإلغاء أو تأجيل المهرجان هذا العام احتراما للدماء التي تسيل في غزة القريبة، أسوة بإلغاءه إبان جائحة كورونا.





وألغي المهرجان عام 2021 بسبب جائحة كوفيد-19 لكنّه أقيم مجددا في عام 2022.

وتنطلق الأربعاء المقبل الدورة الـ39 لمهرجان جرش للثقافة والفنون التي تحمل هذا العام شعار "هنا الأردن... ومجده مستمر" بمشاركة مغنين وفرق موسيقية محلية وأجنبية، على ما أفاد المنظمون الثلاثاء.

ويقام المهرجان بشكل رئيسي على مسارح مدينة جرش الأثرية من 23 تموز/يوليو إلى 2 آب/أغسطس المقبل، وفق ما أعلنت اللجنة المنظمة في مؤتمر صحافي.



وتتخلّل البرنامج حفلات لمغنّين أردنيين وعرب بينهم ميادة الحناوي وأصالة نصري وأحلام ونور مهنا وملحم زين وعمر العبداللات وناصيف زيتون وجوزيف عطية وخالد عبد الرحمن ومحمد حماقي ونداء شرارة وديانا كرزون وعيسى السقار.

ويَشهد المسرح الشمالي فعاليات لفرق أردنية، منها نايا النسائية، وجدَل، وأوكتاف، وأوستراد، وتيار من فلسطين، وتوت أرض من سوريا، وكورال هارموني من مصر، بالإضافة إلى مشاركة الفنان عزيز مرقة، وليلة أردنية لنقابة الفنانين الأردنيين.

وتقام على مسرح الساحة الرئيسة مجموعة فعاليات من الجزائر ومصر والعراق وسلطنة عمان والسعودية والسودان وهولندا وإسبانيا واليونان وجورجيا وبولندا وقبرص وأذربيجان والفلبين وكوريا والهند والصين ورواندا.

اظهار أخبار متعلقة



وقال المدير التنفيذي للمهرجان أيمن سماوي في مؤتمر صحافي إن "مهرجان هذا العام سيشهد أكثر من 235 فعالية فنية وثقافية وأدبية بمشاركة 37 دولة عربية وأجنبية، تُقام في قلب مدينة جرش الأثرية وخارجها".

وقال وزير الثقافة رئيس اللجنة العليا للمهرجان مصطفى الرواشدة الشهر الفائت إن "تواصل المهرجان على مدى أربعة عقود يعبر عن الاستقرار والأمن الذي ينعم به الأردن، ويؤكد الأساس المتين الذي قامت عليه مفردات المهرجان بالالتزام بالثقافة والفن الجاد، النابع من التراث الأصيل والمنفتح على الإنسانية، كما يمثل عنوانا وطنيا ونافذة مشرعة على العالمية وجسرًا للتواصل مع الشعوب".

على جانب آخر، تنطلق في السادس من آب/ أغسطس المقبل، أعمال مهرجان الطعام الأردني، والذي يستضيف خبراء طهي من الأشهر عالميا، وعددا من المطاعم المشهورة، ونجوم مواقع التواصل الاجتماعي الذين يقدمون محتوى متعلقا بالطعام.

وخلال المهرجان، ستقام عروض الطهي الحيّة، وموائد مشتركة لطهاة عالميين وأردنيين.





وبحسب قناة المملكة الرسمية، تعود نسخة 2025 ببرنامج موسّع، وشراكات دولية جديدة، وجناح خاص تحت عنوان "دبلوماسية الطهي Gastro Diplomcy"، حيث ستشارك السفارات والجاليات المقيمة في الأردن عبر عرض أطباقها الوطنية في مشهد مميز يحتفي بالتبادل الثقافي بين الشعوب.

وأغلقت صفحات المهرجان الرسمية خاصية التعليق، بعد تعليقات غاضبة بسبب المجاعة والمجازر في غزة، ومسحت جميع التعليقات السابقة على المنشورات.

ودعا نشطاء وأردنيون على مواقع التواصل لمقاطعة المطاعم، ومشاهير مواقع التواصل، المشاركين في المهرجان.



على جانب آخر، قال رئيس وزراء السلطة الفلسطينية محمد مصطفى، الثلاثاء، إن غزة تتعرض لـ"مجاعة حقيقية لم تعد تكفي معها بيانات الإدانة الدولية"، ودعا إلى فتح المعابر فورا وإدخال المساعدات بكميات كافية.

وأضاف في كلمة خلال افتتاح اجتماع للحكومة في رام الله: "الوضع الإنساني في قطاع غزة تجاوز كل وصف، نحن أمام مجاعة حقيقية، أطفال يموتون من الجوع، كبار السن ينهارون، مرضى يموتون بلا دواء، عائلات بأكملها تُباد، ومن نجا منها فهو اليوم بلا مأوى ولا مياه ولا غذاء".

وأشار إلى أن "بيانات الشجب والإدانة للمجتمع الدولي لم تعد تكفي، إن الوضع الإنساني في القطاع يتطلب تحركا فعليا أكبر مما رأيناه حتى الآن، للاستعجال بفتح المعابر فورًا، وإدخال المساعدات بكميات كافية وضمان وصولها لكل محتاج".

اظهار أخبار متعلقة



وأردف مصطفى أن "غزة ليست مجرد ملف إنساني، بل قلب القضية الفلسطينية، ولا استقرار في هذه المنطقة من دون إنهاء معاناة أهلها".

وأعلنت وزارة الصحة بغزة، الثلاثاء، استشهاد 15 فلسطينيا بينهم 4 أطفال خلال 24 ساعة الماضية جراء سياسة التجويع الإسرائيلية التي تتزامن مع حرب إبادة جماعية متواصلة منذ 22 شهرا.

وقالت الوزارة في بيان: "سجلت مستشفيات قطاع غزة 15 حالة وفاة بينهم 4 أطفال، بسبب المجاعة وسوء التغذية في قطاع غزة خلال 24 ساعة الماضية".

وبذلك ارتفع إجمالي الوفيات الناجمة عن المجاعة وسوء التغذية منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إلى 101 فلسطيني بينهم 80 طفلا، وفق الوزارة.

وفي وقت سابق الثلاثاء، أفادت مصادر طبية بوفاة فلسطيني مريض بالسكري، وطفل ورضيع جراء تأثرهم بسوء التغذية.

ويعيش قطاع غزة واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخه، حيث تتداخل المجاعة القاسية مع حرب إبادة جماعية تشنها دولة الاحتلال منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
التعليقات (0)