بدأ رئيس جمهورية
زيمبابوي، إمرسون دامبودزو
منانغاغوا، اليوم السبت
زيارة رسمية إلى
الجزائر تدوم يومين، تلبية لدعوة من
الرئيس عبد المجيد تبون، وذلك في سياق تعزيز التعاون الثنائي وتوسيع الشراكة
الإفريقية بين البلدين.
وبحسب ما أعلنه التلفزيون العمومي الجزائري،
ينتظر أن تشهد الزيارة توقيع عدد من الاتفاقيات في مجالات الطاقة، الزراعة،
التعليم، والصناعة التحويلية، إلى جانب التنسيق في قضايا السلم والأمن في إفريقيا.
تندرج زيارة منانغاغوا، وفق ذات المصدر، ضمن
ديناميكية جزائرية متواصلة لإعادة التموقع في إفريقيا جنوب الصحراء، وسط سباق دولي
محموم على النفوذ في القارة. وتسعى الجزائر لتعزيز تحالفات "الجنوب ـ
الجنوب"، عبر شراكات تقوم على الندية والتكامل، لا على التبعية والهيمنة، كما
تؤكد التصريحات الرسمية.
وتمثل زيمبابوي حليفًا طبيعيًا للجزائر، ليس
فقط بفعل التاريخ النضالي المشترك ضد الاستعمار، بل أيضًا بسبب المواقف السيادية
التي تتبناها هراري تجاه الغرب، وهو ما يعزز تقاربًا استراتيجيًا في المحافل
الإقليمية والدولية.
برنامج الزيارة، وفق مصادر جزائرية رسمية،
يتضمن لقاءً ثنائياً بين الرئيسين تبون ومنانغاغوا في قصر المرادية، وتوقيع
اتفاقيات تعاون اقتصادي، إلى جانب زيارات ميدانية لمواقع صناعية وزراعية جزائرية.
كما سيتم بحث قضايا استراتيجية على رأسها الأمن الغذائي، التغير المناخي، وتعزيز
دور الاتحاد الإفريقي كفاعل مركزي في حل النزاعات بالقارة.
ويُرتقب أن تثمر الزيارة اتفاقيات نوعية
تعزز التعاون في ظل التحديات التي تواجه القارة، خاصة ما تعلق بالتحولات
الجيوسياسية، وتصاعد النزعة السيادية في بلدان الجنوب.
رسائل من التاريخ.. من ثوار الأمس إلى
شراكات الغد
يُذكر أن
العلاقات الجزائرية ـ الزيمبابوية
تأسست على أرضية صلبة من التضامن في مسيرة التحرر الإفريقي. وقد حرص الرئيسان تبون
ومنانغاغوا على التأكيد في مناسبات عدة على "الإرادة المشتركة لبناء شراكة
استراتيجية متكاملة"، ترتكز على القيم التحررية وتخدم أهداف التنمية والتكامل
القاري.
وأفادت وكالة الأنباء الجزائرية أن البلدين
يتشاطران الموقف الرافض للتدخلات الأجنبية، ويدعمان القضايا العادلة للشعوب، وفي
مقدمتها نضال الشعبين الفلسطيني والصحراوي من أجل تقرير المصير.
مجلس أعمال مشترك واتفاقيات مرتقبة
وعشية الزيارة، عُقدت الدورة الرابعة للجنة
المشتركة للتعاون الجزائري ـ الزيمبابوي، والتي وُصفت بـ"اللبنة المؤسساتية
لتعاون فعّال ومتوازن". وتم الإعلان عن إنشاء مجلس أعمال مشترك، سيكون أداة
لتقريب المتعاملين الاقتصاديين وتسهيل المبادلات التجارية والاستثمارية بين
الجانبين.
وقالت كاتبة الدولة الجزائرية المكلفة
بالشؤون الإفريقية، سلمة بختة منصوري، إن البلدين على أعتاب "توقيع عدد من
الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في قطاعات استراتيجية"، مع التأكيد على أهمية
الاستفادة من اتفاقية التجارة الحرة القارية لتعزيز مكانة زيمبابوي كمركز صناعي
وتجاري للشركات الجزائرية في منطقة الجنوب الإفريقي.
تأتي زيارة منانغاغوا إلى الجزائر في لحظة
مفصلية تشهد فيها القارة الإفريقية تغيرات متسارعة، مع صعود حكومات جديدة بعد موجة
انقلابات، وتراجع نفوذ القوى التقليدية لصالح قوى ناشئة. وفي هذا السياق، تسعى
الجزائر وزيمبابوي إلى بلورة نموذج تعاون قاري يقوم على الاعتماد المتبادل
والتنمية الذاتية.
اظهار أخبار متعلقة