أعلن قصر باكنغهام في لندن أن الرئيس
الأمريكي دونالد
ترامب سيقوم بزيارة دولة ثانية إلى المملكة المتحدة في سبتمبر
المقبل، بدعوة من الملك تشارلز الثالث، ليصبح بذلك أول سياسي منتخب في التاريخ
الحديث يحظى بهذا الشرف مرتين.
وبحسب البيان الملكي الصادر صباح الإثنين،
ستُجرى
الزيارة بين 17 و19 سبتمبر، في فترة تزامن عطلة البرلمان البريطاني السنوية
الخاصة بمؤتمرات الأحزاب، ما يعني استبعاد ترامب من إلقاء كلمة أمام مجلس العموم،
كما فعل رؤساء سابقون مثل أوباما وكلينتون وماكرون.
ووفق صحيفة
"الغارديان" فإن اختيار توقيت "الفراغ البرلماني"
ليس محض صدفة، إذ تأتي الزيارة وسط اعتراضات نيابية متصاعدة ضد استقبال ترامب
رسمياً. فقد وقّع 20 نائباً، غالبيتهم من حزب العمال، مذكرة تدعو رئيسَي مجلسي
العموم واللوردات إلى رفض منح ترامب منصة خطابية داخل البرلمان، متهمين إياه
بـ"العنصرية وكراهية النساء ومعاداة اللاجئين".
الزيارة ستقتصر على الاستضافة في قلعة
وندسور، فيما لم يُكشف بعد عن جدول اللقاءات الرسمية أو إن كانت ستتضمن لقاءً
علنياً مع رئيس الوزراء كير ستارمر.
ورغم
اختلافاتهما السياسية، نجح رئيس الوزراء العمالي ستارمر في تطبيع العلاقة مع ترامب
منذ توليه المنصب، لا سيما من خلال التوصل إلى تخفيض جزئي للرسوم على بعض الصادرات
البريطانية. لكن الحكومة البريطانية تسعى للحصول على تنازلات أوسع في ملفات الصلب
والتكنولوجيا، وسط مفاوضات حساسة مع إدارة ترامب التي تُبقي على رسوم جمركية بنسبة
10%.
وأشارت "الغارديان" إلى أن العاهل
البريطاني أبدى، بحسب مصادر القصر، اهتمامًا بتجديد العلاقة مع واشنطن، وكان أول
من طرح فكرة الزيارة الثانية لترامب، عبر رسالة نقلها ستارمر شخصيًا خلال لقائه
بالرئيس الأمريكي في البيت الأبيض فبراير الماضي.
كما أن ترامب من جهته لا يخفي إعجابه
بالملكية البريطانية، ونشر مؤخرًا على منصته "Truth Social" تغريدة كتب
فيها: "أنا أحب الملك تشارلز!"
يذكر أن زيارة ترامب
الأخيرة إلى لندن عام 2019 شهدت تظاهرات حاشدة، ورد عليها حينها بسلسلة تغريدات
هاجم فيها رئيس بلدية لندن صادق خان، واصفًا إياه بـ"الخاسر البارد".
كما أثار الجدل بسبب تجاوزه للبروتوكول الملكي عند وقوفه أمام الملكة الراحلة
إليزابيث.
تأتي زيارة ترامب في وقت تشهد فيه
بريطانيا
تصاعدًا في الجدل السياسي والشعبي حول ملف اللاجئين، خاصة في ظل تصعيد الحكومة
البريطانية حملاتها ضد طالبي اللجوء، ومحاولات ترحيلهم إلى رواندا، وسط انتقادات
واسعة من منظمات حقوق الإنسان.
كما تتزامن الزيارة مع موجة غضب متزايدة من
السياسات البريطانية والأمريكية المتواطئة، بحسب منتقدين، مع العدوان الإسرائيلي
المستمر على غزة، حيث تتهم واشنطن ولندن بتوفير الغطاء السياسي والدبلوماسي
لإسرائيل، رغم سقوط آلاف الضحايا المدنيين. ويرى مراقبون أن حضور ترامب إلى
بريطانيا في هذا السياق المحتقن قد يؤجج الاحتجاجات مجددًا، خاصة في ظل سجله
المثير للجدل في قضايا الهجرة ودعمه المطلق لإسرائيل.
اظهار أخبار متعلقة