قلل الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب من أهمية
دعوته لإلقاء خطاب في البرلمان البريطاني خلال زيارته الرسمية المرتقبة في سبتمبر،
والتي ستكون ثاني
زيارة دولة له إلى المملكة المتحدة ـ سابقة نادرة لرئيس أمريكي.
ورغم
الجدل السياسي في "وستمنستر"
حول توقيت الزيارة، التي تأتي مباشرة بعد بدء عطلة البرلمان، رفض ترامب فكرة أن
يتم استدعاء النواب ليتمكن من إلقاء كلمة، قائلاً في مقابلة مع كبير مراسلي BBC في أمريكا
الشمالية، غاري أودونوغو: "أعتقد أنه
ينبغي أن يُترك لهم الاستمتاع بعطلتهم... لا أريد ذلك."
تصريح ترامب بدا لافتًا خاصة في ضوء دعوة
زعيم حزب الإصلاح البريطاني نايجل فاراج ـ أحد أبرز مؤيديه في
بريطانيا ـ إلى
استدعاء البرلمان بشكل استثنائي ليحظى ترامب بمعاملة تليق برؤساء الدول، مثل
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي ألقى كلمة في قاعة ويستمنستر العريقة.
لكن رد ترامب ـ الهادئ وغير المكترث ـ يضع
فاراج في موقف محرج، ويثير تساؤلات حول مدى فهمه أو تمثيله الحقيقي لمزاج
"حركة ماجا" (Make America Great
Again)، لا سيما أن ترامب أضاف قائلاً: "أريد فقط قضاء
وقت ممتع، وأكن احترامًا كبيرًا للملك تشارلز، لأنه رجل نبيل."
ويبدو أن ترامب، المعروف بمواقفه الحادة
تجاه المؤسسات السياسية الأمريكية، لا يرى قيمة رمزية خاصة في مخاطبة نواب
البرلمان البريطاني، ما يقلل من حجم الجدل الذي اندلع في بريطانيا بشأن استبعاده
من المنصة البرلمانية.
ولم يصدر عن نايجل فاراج أي تعليق على تجاهل
ترامب لدعوته. حسابه على منصة "إكس" (تويتر سابقاً) لا يزال يبرز
الفيديو الذي يطالب فيه صراحة بإعادة البرلمان من عطلته الصيفية خصيصاً لأجل ترامب.
ووفق صحيفة "الغارديان" فإن
الموقف الأخير للرئيس الأمريكي قد يضعف خطاب فاراج المتكرر حول "الإهانة
البريطانية" الموجهة لترامب، وقد يعيد رسم حدود العلاقة بين اليمين القومي
البريطاني وترامب نفسه.
زيارة ترامب المرتقبة ستكون تحت الطابع
الرسمي الكامل، مع استضافة ملكية متوقعة في قصر باكنغهام. لكن توقيتها ـ المتزامن
مع عطلة البرلمان ـ أعفى حكومة رئيس الوزراء كير ستارمر من إحراج دعوة شخصية مثيرة
للجدل كترامب لإلقاء خطاب، خاصة في ظل الرفض الشعبي الواسع له داخل بريطانيا.
اظهار أخبار متعلقة