سياسة دولية

مفاوضات السلام المستحيل.. هل ينجح ترامب ونتنياهو بينما تستمر المأساة في غزة؟

لطالما تجاهل نتنياهو وحلفاؤه انتقادات الأمم المتحدة- جيتي
لطالما تجاهل نتنياهو وحلفاؤه انتقادات الأمم المتحدة- جيتي
نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، مقالا، للصحفي إيشان ثارور، قال فيه إنّ: "الكثير من الحديث عن السلام سيُثار عندما يعود رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى البيت الأبيض، يوم الاثنين".

وأوضح المقال الذي ترجمته "عربي21" أنّه: "يبدو أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في مزاج لصنع السلام. فبعد قصف إيران لفترة وجيزة الشهر الماضي، سارع للترحيب بوقف إطلاق النار بين إسرائيل والجمهورية الإسلامية. كما نسب لنفسه الفضل في التوصل لهدنة بين رواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية".

وتابع: "المحللين يحذّرون من أن تنفيذ الاتفاق الذي يشمل مجموعة من الجماعات المسلحة وتمردا مُتجذرا، قد يكون أصعب بكثير من التوسط فيه. ويأمل ترامب، هذا الأسبوع، أن يبشر بوقف إطلاق نار جديد بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة، بعد انهيار اتفاق سابق في آذار/ مارس، ما أدى لأشهر من المزيد من العنف والمعاناة".

وأردف: "من وجهة نظر ترامب، وربّما نتنياهو، فإن الهدنة الجديدة قد تمهد الطريق لسلام أكبر بكثير في الشرق الأوسط"، مبيّنا أنّ ترامب: "يحرص على إحياء اتفاقيات إبراهيم. ويريد كبار المسؤولين الأمريكيين ضم السعودية إلى هذه الاتفاقيات، بل ويتخيلون مسارا لسوريا".

واستدرك: "قال اللواء المتقاعد والرئيس السابق لقسم عمليات الجيش الإسرائيلي،  إسرائيل زيف، للصحيفة: "سياسيا، لن يحظى نتنياهو بفرصة أفضل من تلك المتاحة له بعد نجاح إيران، الذي سيتلاشى مع مرور الوقت". وأضاف: "أن يتمكن من إبرام اتفاق إقليمي مع سوريا، وبدء عملية سلام مع السعودية، وإعادة الأسرى، هذه، في المجمل، أكبر ميزة يمكن أن يحققها قبل الانتخابات".

وبحسب المقال نفسه، فإنّ: "ترامب قد يعتقد أن نتنياهو يملك زمام الأمور لتحقيق مجموعة أوسع من المكاسب الدبلوماسية في المنطقة. وصرح مسؤول إماراتي كبير لصحيفة "واشنطن بوست"، الأسبوع الماضي: "يمكن لترامب أن ينتهز هذه الفرصة لتوسيع نطاق وقف إطلاق النار مع إيران ليشمل غزة وما وراءها. كيف نفكر على نطاق واسع ونتخيل أن هذه نقطة تحول محتملة في التاريخ؟ أن نكون جريئين. وننطلق نحو الجائزة الكبرى".

وأورد: "يتوقع ترامب أن تسفر جهود دبلوماسية متجددة عن وقف إطلاق نار بين إسرائيل وحماس، لكن نقاط الخلاف المعتادة لا تزال قائمة. وتتضمن نسخة من اتفاق وقف إطلاق النار في 30 حزيران/ يونيو إطلاق حماس سراح 28 أسيرا إسرائيليا، 10 منهم أحياء و18 جثة، على خمس مراحل خلال فترة وقف إطلاق النار التي تستمر شهرين، وفقا لملخص حصلت عليه صحيفة واشنطن بوست. وفي المقابل، ستدخل المزيد من المساعدات إلى غزة فورا".

اظهار أخبار متعلقة


وكتب مراسلو "واشنطن بوست": "منذ العام الماضي، أبلغ مسؤولو الجيش والدفاع الإسرائيليون نتنياهو أن هدف الجيش الإسرائيلي الأول من الحرب، وهو إضعاف قدرة حماس على تهديد إسرائيل، وأن هدفه الثاني المتمثل في إعادة الأسرى لا يمكن تحقيقه إلا من خلال اتفاق".

ووفقا للمقال نفسه: "يواجه نتنياهو رد فعل عنيف حتى من كبار المسؤولين العسكريين الإسرائيليين. وقبل مغادرته للولايات المتحدة، ترأس اجتماعا وزاريا محتدما. شهد صداما بين الفريق إيال زامير، رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، ووزراء اليمين المتطرف في ائتلاف نتنياهو، الذين يعارضون أي سلام دون التدمير الكامل لحماس واحتلال غزة". 

ووفقا لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل" العبرية، سأل زامير خلال الاجتماع: "هل تريدون حكومة في غزة؟ من سيحكم مليوني شخص؟"، فيما أردف المقال الذي ترجمته "عربي21": "في هذه الأثناء، تواصل إسرائيل قصف القطاع المدمر، وقصفها مسؤول عن سقوط أعداد كبيرة من الضحايا يوميا".

واسترسل: "أفاد مراسلو "واشنطن بوست" الأسبوع الماضي: "كانت المرافق الطبية مثقلة بالمصابين ونفدت أكياس الجثث. ووفقا للأمم المتحدة، فقد أُبلغ عن سقوط أعداد كبيرة من الضحايا، يوميا، على مدار الأسابيع الخمسة الماضية، حيث أُطلقت النار على المدنيين الفلسطينيين أثناء اقترابهم من نقاط توزيع المساعدات العسكرية التي تديرها مؤسسة غزة الإنسانية، المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل؛ أو تجمعهم بالقرب منها، أو انتظارهم على الطرق التي حددتها السلطات الإسرائيلية للأمم المتحدة لاستلام شاحنات المساعدات".

وتابع: "تثير الاعتداءات على الفلسطينيين الذين هم في أمس الحاجة للمساعدات في القطاع المحاصر، مزيدا من التدقيق. فقد صرّح عدد من المتعاقدين الأمريكيين الذين يحرسون عمليات مؤسّسة غزة الإنسانية لوكالة أسوشيتد برس، الأسبوع الماضي، بأنهم شاهدوا زملاءهم يطلقون الرصاص والذخائر الأخرى عشوائيا على الحشود. وفي نهاية الشهر الماضي، نشرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية شهادات لجنود إسرائيليين قالوا إنهم أُمروا بإطلاق النار على فلسطينيين عُزّل، بالقرب من مواقع توزيع المساعدات".

اظهار أخبار متعلقة


"في خضم الصراع الحالي، حذرت جماعات حقوق الإنسان ومسؤولو الأمم المتحدة من انتهاكات صارخة للقانون الدولي ترتكبها إسرائيل؛ وقال المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، فولكر تورك، في أيار/ مايو الماضي: "إن قصف منازل المدنيين، وإجبارهم على النزوح وسط تهديد الهجمات المكثفة، والتدمير المنهجي لأحياء بأكملها، وحرمانهم من المساعدات الإنسانية، يؤكد على وجود توجه نحو تحول ديموغرافي دائم في غزة، وهو ما يتعارض مع القانون الدولي ويرقى إلى مستوى التطهير العرقي".

واختتم المقال بالقول: "لطالما تجاهل نتنياهو وحلفاؤه انتقادات الأمم المتحدة. لكن قد يتعين عليهم الاستماع عن كثب للمحاورين العرب؛ وقال المسؤول الإماراتي لإغناطيوس: عندما تنتصر على خصومك، عليك أن تفكر في الفوز باللعبة على المدى الطويل، وهي الاندماج، والقبول في منطقتنا".
التعليقات (0)