هدد وزير التعليم بالاحتلال الإسرائيلي يوآف
كيش، أمس الثلاثاء، بقطع التمويل عن
الجامعات الإسرائيلية التي تستضيف فعاليات لإحياء الذكرى الـ77 للنكبة
الفلسطينية، مؤكداً أن "الأوساط الأكاديمية ليست ساحة لإثارة الكراهية تحت غطاء حرية التعبير"، على حد تعبيره، وذلك في منشور نشره عبر منصة "إكس".
وطالب الوزير المتطرف كيش بسحب التمويل الحكومي من الجامعة العبرية في القدس وجامعة تل أبيب، اللتين تستعدان لتنظيم فعاليات وطنية فلسطينية ضمن ما يعرف بـ"أسبوع
النكبة"، الذي أطلقته الحركات الطلابية العربية يوم الأحد الماضي، ويستمر حتى نهاية الأسبوع.
وشهد الحرم الجامعي في الجامعة العبرية وقفة احتجاجية منددة بالعدوان الإسرائيلي على غزة، الإثنين الماضي، تعرضت لمحاولات قمع واعتقال، بينما نظم مستوطنون متطرفون وقفة مضادة، رفعوا خلالها شعارات تحريضية تدعو إلى "قتل العرب وتدمير غزة".
وفي جامعة تل أبيب، دعت الحركات الطلابية إلى تنظيم وقفة رمزية لإحياء النكبة غدا الأربعاء عند الساعة الثانية عشرة ظهراً، فيما أعلنت نظيراتها في جامعة حيفا عن وقفة احتجاجية بعنوان "نكبتنا مستمرة"، رفضاً لحرب التجويع والإبادة على غزة.
اظهار أخبار متعلقة
وتأتي هذه الفعاليات في ظل تصاعد سياسات الملاحقة والقمع التي تمارسها السلطات الإسرائيلية ضد الطلاب الفلسطينيين في الجامعات، والتي طالت حتى منشوراتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، وسط تضييق مستمر على النشاطات الوطنية داخل الحرم الجامعي.
وقد انضم وزير المالية اليميني المتطرف بتسلئيل
سموتريتش إلى حملة التحريض، مهدداً هو الآخر بسحب التمويل من الجامعات المشاركة في إحياء الذكرى.
بالمقابل، أكدت جامعتي تل أبيب والعبرية أنهما تدعمان حق الطلاب في التعبير والتظاهر، مشيرتين إلى أن هذه الفعاليات محمية بموجب القانون الإسرائيلي.
ورداً على ذلك، كتب الوزير كيش عبر "إكس": "من يرى في يوم النكبة يوماً للحِداد الوطني، فمكانه ليس في جامعاتنا بل في جامعة بيرزيت"، في إشارة إلى الجامعة الفلسطينية الواقعة في الضفة الغربية المحتلة.
ويحيي الفلسطينيون في 15 مايو/أيار من كل عام ذكرى النكبة التي وقعت عام 1948، حين تم تهجير مئات الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني من قراهم ومدنهم قسراً، في واحدة من أكبر عمليات التطهير العرقي في القرن العشرين، لإقامة دولة الاحتلال الإسرائيلي على أنقاض وطنهم.
اظهار أخبار متعلقة
وبمناسبة الذكرى الـ77، أفاد الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني بأن الاحتلال الإسرائيلي قتل منذ نكبة 1948 أكثر من 154 ألف فلسطيني وعربي.
وتتزامن ذكرى هذا العام مع استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، والتي أسفرت حتى الآن عن استشهاد أكثر من 172 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، غالبيتهم من الأطفال والنساء، بحسب مصادر فلسطينية، إلى جانب تصعيد موازٍ في الضفة الغربية المحتلة، أسفر عن استشهاد أكثر من 962 فلسطينيًا واعتقال أكثر من 17 ألفًا.
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي، منذ عقود، احتلال أراضٍ في فلسطين وسوريا ولبنان، رافضا الانسحاب منها، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة.