ملفات وتقارير

الأحذية البالية بدلا من الحطب.. طهي الطعام يزداد صعوبة في غزة

نحو 59 % من المنظمات الإنسانية في غزة أجبرت على وقف خدماتها أو الحد منها بينما ارتفعت أسعار المواد الغذائية بنسبة 1400 بالمئة- الأناضول
نحو 59 % من المنظمات الإنسانية في غزة أجبرت على وقف خدماتها أو الحد منها بينما ارتفعت أسعار المواد الغذائية بنسبة 1400 بالمئة- الأناضول
اضطرت الكثير من العائلات في قطاع غزة إلى اللجوء للأحذية البالية لإشعال النار بدلا من الحطب الذي أصبح توفره صعبا وأسعاره باهظة الثمن.

ومنذ بدء الحرب على قطاع غزة، قطع الاحتلال إمدادات غاز الطهي، ونظرا لذلك اضطر المواطنون للحطب لطهي طعامهم، وبعد أن أصبح القطاع شبه فارغ منه تحتم عليهم البحث عن وسائل أخرى لطهي طعامهم.

ويباع كل 5 كيلو من الأحذية البالية بنحو 10 شواكل، في حين يبلغ سعر كيلو الحطب 4 شواكل. (الدولار يعادل 306 شواكل). وفق تقرير لـ"وكالة وفا".

وتأتي هذه المعاناة على وقع الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها المواطن في غزة لا سيما في ظل ارتفاع معدلات الفقر والبطالة التي فاقمها إغلاق المعابر منذ شهرين.

اظهار أخبار متعلقة


وقال مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إن 59 % من المنظمات الإنسانية في غزة أجبرت على وقف خدماتها أو الحد منها بينما ارتفعت أسعار المواد الغذائية بنسبة 1400 بالمئة عما كانت عليه قبل وقف إطلاق النار ناهيك عن انعدام الغاز والطحين.

يشار إلى أن معدلات الفقر والبطالة ارتفعت إلى معدلات غير مسبوقة إذ وصلت البطالة 80 بالمئة نهاية 2024 وفقاً لتقرير حديث للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.  

هذا وقد توقف 80% من تكيات الطعام المنتشرة في قطاع غزة وفقا لمصادر محلية في غزة نتيجة إغلاق المعابر وعدم توفر المواد الأساسية لطهي الطعام.

وكانت المتحدثة باسم برنامج الغذاء العالمي لبنى كنزلي، قالت إن الوضع الإنساني في قطاع غزة بلغ مرحلة حرجة للغاية، مؤكدة أن مخزون البرنامج من المساعدات الغذائية قد نفد بالكامل وسط استمرار إغلاق المعابر ومنع دخول الإمدادات الإنسانية.

وأشارت إلى أن نحو 700 ألف مواطن في غزة كانوا يحصلون يوميا على وجبات غذائية من البرنامج، إلا أن تعذر إدخال المساعدات أدى إلى توقف هذا الدعم، في وقت تتكدس فيه شاحنات محمّلة بالإمدادات عند المعابر بانتظار السماح لها بالدخول.

اظهار أخبار متعلقة


وحذرت من أن استمرار هذا الوضع ينذر بوقوع وفيات نتيجة سوء التغذية، مشيرةً إلى أن البرنامج تمكن خلال فترات التهدئة السابقة من إدخال ما بين 30 -40 ألف طن من المساعدات إلى القطاع.

بينما وصفت رئيسة شؤون الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود كلير نيكوليه، الأوضاع في غزة بأنها كارثية على كافة المستويات نتيجة الحصار الإسرائيلي الذي يمنع دخول الإمدادات الإغاثية والطبية.

وأكدت، أن العالم يشاهد هذه الكارثة الإنسانية دون أن يتحرك لوقف ما وصفته بالوحشية العشوائية والمروعة، مضيفة أن الحظر الكامل المفروض منذ مطلع مارس/ آذار الماضي على دخول المساعدات إلى غزة يخلف عواقب مميتة ويقوض قدرة الطواقم الإنسانية والطبية على تقديم الاستجابة اللازمة.

وشددت نيكوليه على أن الاعتماد على المسارات القانونية، مثل إجراءات محكمة العدل الدولية بشأن التزامات إسرائيل كقوة احتلال، قد يستغرق وقتا لا يملكه الفلسطينيون، الذين يواجهون خطر الموت يوميا نتيجة الحصار، محذرة من تحول غزة إلى مقبرة جماعية.
التعليقات (0)