قال موقع ميدل إيست
آي، إن الولايات المتحدة رفضت طلبا للاحتلال، يدعو للحفاظ على مزيد من القوات
الأمريكية في شمال- شرق
سوريا.
ونقل الموقع في تقرير
ترجمته "عربي21" عن مسؤولين أمريكيين حالي وسابق قولهما، إن إدارة
الرئيس دونالد ترامب أوقفت دفعة من جماعة لوبي مؤيدة للاحتلال كانت تعمل على منع
سحب جزء من القوات الأمريكية في شمال- شرق سوريا، وذلك في محاولة منها للتخريب
على التأثير التركي المتزايد في البلد.
وفي الأسابيع الماضية،
رفض إريك تراغر، مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط في مجلس الأمن
القومي، مطالب إسرائيلية ومسؤولين أكراد في شمال- شرق سوريا، قائلا إن الولايات
المتحدة تنتقل من "دور عسكري إلى دور سياسي" في شمال - شرق سوريا، وأن
سحب القوات الأمريكية سيستمر، حسب ما ذكرته مصادر للموقع والتي تحدثت شريطة الكشف
عن هويتها.
وقال مسؤول أمريكي
سابق: "إسرائيل تعارض انسحاب الولايات المتحدة من شمال - شرق سوريا. إنهم
يريدون أن تنتزع الولايات المتحدة تنازلات من
تركيا بشأن نزع السلاح قبل مغادرة
أي قوات أمريكية الأراضي السورية".
وقال مسؤول في المنطقة
للموقع إن القيادة المركزية الأمريكية تشعر بالإحباط المتزايد من "قوات
سوريا الديمقراطية" لأنها لم تتحرك بالسرعة الكافية لدمج قواتها في قوات
الحكومة في دمشق.
وتحدث المسؤول للموقع
قائلا إن "تخفيض عدد القوات الأمريكية هو بمثابة تحذير لقوات سوريا
الديمقراطية ولأنها لم تحقق التقدم الكافي مع دمشق وأن الولايات المتحدة جادة
بشأن هذا التحول".
وفي الشهر الماضي،
وقعت "قوات سوريا الديمقراطية" المدعومة من الولايات المتحدة، اتفاقية
مع الحكومة السورية تهدف إلى دمج مؤسساتها المدنية والعسكرية في الدولة الجديدة.
وقال تشارلس ليستر،
الزميل في معهد الشرق الأوسط: إن خطة الولايات المتحدة تشمل مساعدة انسحاب قسد،
من شرق مدينة حلب وسحب القوات الأمريكية أولا من المناطق القبلية العربية في دير
الزور.
وأوضح أن "دمج
قوات سوريا الديمقراطية في سوريا هي أولوية قصوى" للولايات المتحدة، مضيفا: "سيتم دمج شرق سوريا أولا".
وقالت وزارة الدفاع
الأمريكية، البنتاغون إنها تجري "عملية محسوبة ومدروسة" لتخفيض عدد
القوات الأمريكية في الأشهر المقبلة.
اظهار أخبار متعلقة
وأضافت البنتاغون في
كانون الأول/ديسمبر أن لديها حوالي 2,000
جندي في شمال- شرق البلاد. وقبل شهر من دخول ترامب البيت الأبيض، وضع الإعلان
المفاجئ الوجود العسكري الأمريكي عند ضعف ما أعلنته البنتاغون سابقا.
وأرسلت واشنطن القوات
الأمريكية إلى سوريا لأول مرة في عام 2014 لمحاربة تنظيم الدولة وتعاونت مع قسد،
التي لا تزال تحرس آلاف سجناء التنظيم وأفراد عائلاتهم في مخيم الهول.
وكان دعم واشنطن لقسد
نقطة خلاف طويلة الأمد في العلاقات مع تركيا، حليفة الناتو، التي تعتبر قوات
سوريا الديمقراطية امتدادا لحزب العمال الكردستاني، بي كي كي، المحظور والذي شن
حرب عصابات استمرت لعقود في جنوب تركيا، وتصنفه الولايات المتحدة والاتحاد
الأوروبي كمنظمة إرهابية.
وأدى القلق من وجود حزب
العمال على حدودها الجنوبية إلى توغل تركي في داخل سوريا عام 2016، لمنع
المقاتلين من إنشاء امتداد متواصل على الحدود التركية، ثم شنت تركيا حملتين أخريين في عام 2018 و2019.
وتجري سوريا وتركيا
محادثات بشأن اتفاقية دفاعية من شأنها أن تتيح لتركيا توفير غطاء جوي وحماية
عسكرية للحكومة السورية الجديدة.
وأثار التنافس الناشئ
بين تركيا والاحتلال في سوريا قلق إدارة ترامب، التي لا ترغب بالتورط في صراع
جديد في الشرق الأوسط. وكان الموقع أول من نشر تقريرا حول محادثات تركية مع
الاحتلال، لخفض التوتر، وبتشجيع أمريكي.
ومع ذلك، صرح مسؤول
أمريكي حالي بأن "إسرائيل واصلت الضغط على إدارة ترامب للحفاظ على جنود
أمريكيين في شمال - شرق سوريا في محاولة للحد من نفوذ تركيا".
إلا أن ترامب كان
أكثر انفتاحا للاعتراف بمجال نفوذ تركي في سوريا. وقال ترامب في اجتماع هذا الشهر
مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: "لدي علاقات ممتازة مع رجلٍ
يدعى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان". وأضاف مخاطبا نتنياهو: "أعتقد
أنني أستطيع حل أي مشكلة لديك مع تركيا طالما كنت متعقلا، أعتقد أنه يجب عليك أن
تكون متعقلا".