نشر
موقع "
كوريري ديلا سيرا" الإيطالي تقريرا سلّط فيه الضوء على الانهيار الكبير لأسهم
شركة "
تيسلا" وتأثيره على ثروة مالكها إيلون
ماسك، حيث جاءت هذه الخسائر
نتيجة الأداء السيئ لأسهم "تيسلا" والتوترات الاقتصادية المرتبطة بسياسات
ترامب.
وقال
الموقع، في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن التحالف الغريب بين أغنى رجل
في العالم، إيلون ماسك، الذي يقود "دوج" (إدارة كفاءة الدولة)، ورئيس الولايات
المتحدة دونالد ترامب، لا يعود بالنفع على رجل الأعمال المبتكر ذي الأصول الجنوب أفريقية
ولا على ثرواته. في يوم الاثنين الأسود لـ"وول ستريت"، سجلت "تيسلا"
-التي تشهد انخفاضًا منذ سبعة أسابيع متتالية- خسائر وصلت إلى 15 بالمئة. لدرجة أن
ترامب، في محاولة لإظهار دعمه للملياردير، صرّح بنيته شراء سيارة "تيسلا جديدة
تمامًا".
اظهار أخبار متعلقة
الأيام
الأولى من إدارة ترامب
وأوضح
الموقع أنه في الأيام الأولى من إدارة ترامب، في بداية عام 2025، يتولى إيلون هذا المنصب
الاستشاري غير المعتاد، حيث يقوم بفصل حوالي 10 آلاف موظف فيدرالي. ومع ذلك، يبدو أنه
فقد لمسته السحرية، فخلال الـ 70 يومًا الماضية، تكبد مؤسس "تيسلا"، و"سبيس
إكس" و"ستارلينك" و"باي بال"؛ خسائر "افتراضية"
في ثروته بلغت حوالي 132 مليار دولار، منها 29 مليار دولار في اليوم الرهيب 10 آذار/
مارس 2025 وهنا يعد استخدام مصطلح "افتراضي" ضروريًا، إذ نتحدث عن الأسهم،
التي قد ترتفع أو تنخفض قيمتها باستمرار. ومع ذلك، فإن من المفيد مقارنة أداء الأسهم خلال
الأشهر الأخيرة لفهم ما يجري.
يبقى
ماسك أغنى رجل في العالم
ومع
ذلك، فإن هذه المقدمة ضرورية: ماسك يظل أغنى رجل في العالم بثروة تزيد على الـ 300 مليار
دولار إذا أخذنا في الاعتبار فقط قيمة أسهمه.
وأشار
الموقع إلى أنه يتم تقديم هذا الرقم من خلال التصنيف المحدث في الوقت الفعلي لمؤشر
"بلومبرغ للمليارديرات"، وهو مؤشر يقوم بتحليل أداء الشركات المدرجة في "وول
ستريت"، وجميعها مدرجة في قائمة "ناسداك" التكنولوجية. ويقوم المؤشر
بتقسيمها وفقًا لحزم الأسهم التي يمتلكها المساهمون المسيطرون، أي كبار الرأسماليين
في قطاع التكنولوجيا مثل ماسك، وزوكربيرغ، وبيزوس، وغيتس. ويستخلص منها مؤشرًا لحظيًا
يقيس تقلبات ثرواتهم.
كان
الجميع مستعدون للمراهنة على دونالد ترامب وحركته "اجعلوا أمريكا عظيمة مرة أخرى"
المعروفة اختصارًا بـ"ماغا"، وكانوا جميعًا في الصفوف الأمامية خلال حفل
أداء اليمين للرئيس الأمريكي في 20 كانون الثاني/ يناير. لكنهم اليوم، أصبحوا جميعًا
أقل ثراءً.
فبين
الاضطرابات العالمية، والتوترات بشأن الرسوم الجمركية، والخوف من الركود الاقتصادي،
وبعد سبعة أسابيع فقط، خسر خمسة من أكبر المليارديرات الذين حققوا مكاسب ضخمة تحسبًا
لوصول ترامب إلى الرئاسة ما مجموعه 209 مليارات دولار في سوق الأسهم. من بين هؤلاء،
إلى جانب إيلون ماسك، جيف بيزوس، ومارك زوكربيرغ، وسيرغي برين، وبرنارد آرنو.
الانهيار
في "وول ستريت"
وذكر
الموقع أن التراجع (الورقي) الذي يعاني منه إيلون ماسك يرتبط بشكل أساسي بالتراجع الحاد
في "وول ستريت" لشركة "تيسلا"، التي يسيطر ماسك على 13 بالمئة
من رأسمالها، بالإضافة إلى كونه رئيسها التنفيذي ورئيس مجلس إدارتها.
ومنذ
بداية العام، فقد سهم "تيسلا" أكثر من 45 بالمئة من قيمته، ليصل إلى حوالي
222 دولارًا للسهم، بعد أن بلغ أعلى مستوى له في العام الماضي عند 479.86 دولار في
17 كانون الأول/ ديسمبر 2024. وفي الوقت نفسه، تراجعت القيمة السوقية للشركة إلى
714 مليار دولار.
أما
يوم الاثنين 10 آذار/ مارس 2025، فقد كان أسوأ يوم لشركة "تيسلا" في البورصة
منذ عام 2020، حيث انهار السهم بنسبة تصل إلى 15 بالمئة. ويعود ذلك إلى خفض بعض المحللين
لتوقعاتهم بشأن مبيعات الشركة، بالإضافة إلى الجدل السياسي المتزايد المحيط بماسك، ما أثر سلبًا على المبيعات في أسواق رئيسية مثل ألمانيا والصين.
توتر
المستثمرين
وأشار
الموقع إلى أن توتر المستثمرين يبدو ناجما على الأرجح عن حالة عدم اليقين؛ فلا يوجد
شيء أكثر ضررًا في البورصة من الشك، ولا يزال غير واضح هل سياسة ترامب – ماسك ستنعش
الاقتصاد أم ستؤدي إلى إضعافه، فالإعلانات المتكررة عن فرض رسوم جمركية على الواردات
من بقية العالم، والتذبذب بين التقدم والتراجع في القرارات، والمفاوضات الجارية بشأن
السلام في أوكرانيا، والمحادثات حول المعادن النادرة، والتغير في هيكل المساهمين في
الشركة المسؤولة عن إدارة قناة بنما، كلها أخبار هزت الأسواق، خاصة أنها ظهرت جميعها
في فترة زمنية قصيرة.
اظهار أخبار متعلقة
ماذا
سيحدث الآن؟
واختتم
الموقع تقريره بالتأكيد على أن التوقعات الاقتصادية لا تزال غير واضحة، حيث تواجه الأسواق
حالة من عدم اليقين. فمع تصاعد الحرب التجارية العالمية، يزداد خطر ارتفاع معدلات التضخم،
مما يؤدي إلى تراجع إنفاق الطبقة المتوسطة. وهذا بدوره قد يؤدي إلى انكماش الاقتصاد،
حيث يشعر الناس بالخوف ويمتنعون عن الشراء، وهو ما يشكل تهديدًا كبيرًا للشركات. أما
المستثمرون في البورصة، فهم الأكثر وعيًا بتأثير هذه التقلبات وأسرع من يتأثر بها.