هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
المركزي الليبي أبدى امتعاضه من خطة الميزانية التي أشرف مجلس النواب على إعدادها، لضخامة النفقات التي تم عرضها والمبالغة في قيمة الإيرادات المتوقعة، ولغياب التخطيط الصحيح للموازنة، وهو موقف يوافقه فيه ليس فقط أغلب الخبراء الاقتصاديين والماليين، بل عدد من أعضاء مجلس النواب.
في 11 يونيو/ حزيران الماضي أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، توقيع بلاده اتفاقية مع إندونيسيا لإنتاج وتصدير 48 مقاتلة تركية من طراز "خان" لصالح جاكرتا. وقال الرئيس في منشور له على منصة أكس: "في إطار الاتفاقية التي وقعناها مع صديقتنا وشقيقتنا إندونيسيا، سيتم إنتاج 48 مقاتلة من طراز قآن في تركيا وتصديرها إلى إندونيسيا. كما سيتم الاستفادة من القدرات المحلية الإندونيسية في الإنتاج".
على الرغم من أن التفوق الإعلامي لأصحاب هذا المشروع الصهيوني ـ الأمريكي واضح للعيان، لكن أمثالي ممن أمضوا حياتهم في الدفاع عن كل شبر من الأرض اللبنانية والعربية يعتقدون أن عدداً كبيراً من اللبنانيين غير مؤيد لخيار الرضوخ للمشيئة الصهيونية، وأنه آن الأوان لإجراء استفتاء شعبي واسع في لبنان حول أي الخيارين يختارهما اللبنانيون، خيار الصمود في مواجهة الضغوط على أنواعها، أم خيار الاستسلام الذي يخسر فيه اللبنانيون كل ما يملكونه من خبز وأمن وكرامة، كما كنا نردد في العقود السابقة.
في بريطانيا، رغم قوة اللوبي المؤيد لإسرائيل، اضطرت الحكومة إلى إصدار وعد بالاعتراف بالدولة الفلسطينية بعد موجة احتجاجات شعبية في لندن ومدن أخرى، ما دفع بعض النواب إلى الامتناع عن التصويت لصالح قرارات داعمة بالكامل لإسرائيل.
ثمة سؤال مهم انشغل به المثقفون كثيرا لحظة التأصيل للنهضة، لكنهم اليوم أضحوا غير قادرين على طرحه، بسبب ما يترتب عن الجواب عنه من مشكلات تمس أطاريحهم النهضوية، بل وحتى مسلماتهم الفكرية. لماذا فشل التحديث الثقافي في الوطن العربي؟
يرفع الأمريكيون من يسمونهم الآباء المؤسسين، أي من صاغوا دستور الولايات المتحدة عقب نيلها الاستقلال من بريطانيا الى مرتبة الآلهة، بينما كان أحدهم، وهو توماس جيفرسون يتصرف خلال ولايته كما شخص يعاني من اضطراب ثنائية القطب، فقد كان مثلا يتباهى بأنه يريد إلغاء الرق في بلاده، ومع هذا لم يتنازل عن ملكية أكثر من 200 من العبيد، وكانت له علاقة فراش مع سالي هيمنغز الأخت غير الشقيقة لزوجته.
حين انسحبت الجيوش الأجنبية من معظم الدول العربية في منتصف القرن العشرين، عمّت الاحتفالات وامتلأت الشوارع بأعلام الاستقلال. اعتقدت الشعوب أن صفحة الاستعمار قد طُويت إلى الأبد، وأن زمن القهر والهيمنة قد انتهى. لكن سرعان ما اكتشفت أن الاستقلال كان في كثير من الحالات شكليًا، وأن المحتل الأجنبي ترك وراءه نظامًا جاهزًا لمواصلة مهمته… ولكن هذه المرة بأيدٍ محلية.
ابتلي العالم من خلال الكيان الصهيوني، بنتنياهو رئيساً للحكومة. وابتلي العالم من خلال دونالد ترامب، رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية. وقد راح يغطي نتنياهو، ويدعمه بسياسة الإبادة الإنسانية، والتجويع الوحشي للشعب في قطاع غزة. واستمرا هكذا طوال عهد ترامب، في الرئاسة، حتى الآن.
إن هذا الزخم الهائل من القنوات الإعلامية الغربية المنشأ أو الغريبة الروح تسعى جاهدة للتأثير على الرأي العام العربي والإسلامي، وتحاول صياغته صياغة تحقق لها أهدافها الاستعمارية في المنطقة، بعد أن انتهجت الصهيو ـ مسيحية استراتيجية صدام الحضارات التي نظر لها الأمريكي "صمويل هنتنجتون"، ونفذها "بوش" الابن وإدارته بأبشع صورها عقب أحداث الحادي عشر من أيلول، ولا يزال فاعلون يسهرون على مفاعيلها حتى الآن.
حال المعتقلين السياسيين في مصر، حال صعب، لا يخفى على كل حقوقي منصف، ولا راصد ومتتبع للمعاملة الجائرة من نظام، لا هدف له سوى الانتقام والتشفي، والحرمان من كل حق مشروع، لا يصل السجين السياسي في مصر، إلى معشار حقوق السجين الجنائي، عتي الإجرام، فالسيسي ونظامه لا يتعامل معهم كأفراد زج بهم في السجن، فتطبق عليهم لوائح السجون، أو حتى أقل الحقوق.
منذ عقود، يشكّل نزاع الصحراء الغربية عائقًا كبيرًا أمام بناء اتحاد مغاربي حقيقي. لم يعد هذا الصراع مجرد خلاف سياسي أو إقليمي، بل تحوّل إلى مرآة تعكس بوضوح عجزنا، نحن أبناء المغرب الكبير، عن حلّ قضايانا بأنفسنا، بعيدًا عن التدخلات والوصايات الأجنبية.
في مواجهة فشل النموذج الديمقراطي السابق، قدّم نظام قيس سعيد مجموعة من البدائل التي تم تسويقها على أنها حلول جذرية لمشاكل تونس الهيكلية. لكن التدقيق في هذه البدائل يكشف عن رؤية شعبوية تفتقر إلى الجدوى الاقتصادية وتستخدم أدوات الدولة لأغراض سياسوية..
على الصعيد المحلي كانت أهم التطورات التغيير الذي وقع في المجلس الأعلى للدولة، بعد انعقاد جلسة للمجلس استوفت النصاب وانتهت بانتخاب رئاسته بمناصبه الثلاثة، ليعود محمد تكالة إلى قيادة الأعلى للدولة، وكانت ردود الفعل أكثر صدى بعد دعم البعثة الأممية للانتخابات وقبولها بنتائجها، لتتبعها في ذلك بعض الأطراف الدولية المؤثرة.
سؤالان بارزان يجب طرحهما في هذه اللحظة: الأول ما سبب تلك الحملة؟ أما السؤال الثاني فهو عنوان هذا المقال ، السيسي والإخوان من يخدم إسرائيل أكثر؟
هناك جدل كبير بين المثقفين حول العلاقة بين النظام الفكري الذي تشكل مع فلسفة الحداثة، والنظام القانوني والحقوقي الذي تشكل مع نهاية الحرب العالمية الثانية، وشكل معه قواعد النظام الدولي. البعض يرى أن النموذج الفكري الحداثي نجح في أن يشكل مرجعية العالم، من خلال القانون الدولي الإنساني ومرجعية حقوق الإنسان الكونية، لاسيما بعد سقوط المعسكر الشرقي، والبعض الآخر، ومنهم مثقفون من قوام عال غربي وعربي وإسلامي، يرى أن هذا النظام يعبر عن إرادة القوى الغالبة، بل ومصالح ولوبيات الرأسمالية المتوحشة التي سيطرت على الديمقراطية عبر المال والإعلام، ورهنت الرأي العام لديها، وأعملت معايير انتقائية وازدواجية في تنزيل مقتضيات القانوني الدولي، ووظفت القضايا الحقوقية والاثنية لابتزاز الشعوب والضغط عليها لخدمة مصالح القوى المتنفذة.
منذ سقوط نظام الأسد وسعي السلطة الجديدة في دمشق، ممثلة بالرئيس أحمد الشرع، الارتماء في الحضن الأمريكي ـ الأوروبي ـ الخليجي، لم يُخالج كاتب هذه السطور الشك يوما في أن هذا المسار لن يكون كافيا لسورية.