هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
التيارات والأحزاب والنخب والمدارس الفكرية السياسية كانت في قلب هذا الحدث دون ذكر الفترة التي سبقت الثورات والفترة التي نعيشها اليوم. أخطر هذه التيارات التي تحالفت مع الاستبداد ضد مطالب الشعوب وبررت القمع ودعمت الانقلابات وشاركت فيها، هي دون شك التيارات العروبية القومية التي أحرقت آخر الرصيد المتبقي لها. لكن تيارين كبيرين آخرين أصابهما شلل كبير خلال السنوات الأخيرة وتآكلت قواعدهما بشكل ملحوظ، وهو ما يؤشّر على نهاية طور مركزي من أطوار النخب العربية.
الثابت أولا أن هناك طورا قد انتهي وأن طورا جديدا هو بصدد التشكّل على كل الأصعدة. الثابت ثانيا هو أن الطور الجديد يحمل في طياته عناصر أساسية من الطور السابق هي التي ستحدد طبيعته وأبعاده رغم اختلاف السياق المستجدّ..
تحت قيادة أردوغان، من المتوقع أن تعطي تركيا الأولوية لمصالحها الخاصة، وتعزز سياستها الخارجية المستقلة والذاتية، فضلاً عن سياستها الدفاعية المتقدّمة..
إخفاق الثورات العربية في تحقيق غاياتها، وتعثرها في إنجاز أهدافها التي لطالما داعبت خيالات وأحلام الشعوب المغلوبة على أمرها، والمقهورة من واقعها يفتح الباب واسعا أمام أسئلة المعوقات التي حالت دون تحقيق ذلك، كما يلحُّ كثيرا في إثارة أسئلة البدائل الممكنة لإحداث التغيير المطلوب، مع ضرورة دراسة تلك التجارب وتحليل عوامل ضعفها وإخفاقها للإفادة منها.
إن قانون الملائكة والشياطين الذي يحكم منطق الخطاب السياسي للنخب العربية يعدّ أحد أهم العقبات في طريق منع انكسار محاولات البناء والتغيير. إنه المنطق الذي دمّر كل أمل في بناء خطاب سياسي عقلاني مسؤول يقطع مع تطرف الأيديولوجيا السياسية ويحارب طاعون الأحقاد الشخصية..
يظن الظالمون ومن يسير في فلكهم من الجوقة الإعلامية والدهماء، أن إمهال الله لهم، وتركهم يعيثون في الأرض فسادًا وظلمًا، دليل على صحة موقفهم، وأن من يقف في طريقهم لا بد من سحقه، لأنه يقف ضد الدولة، أو يريد التخريب، وإشاعة الإرهاب والفوضى، كما يدعون!
الفقيه والعالم الشرعي الذي يشتغل في الفتوى، يجب ألّا يغفلَ عن هذه المنهجيات في ابتناء الأحكام الشرعيّة والتأصيل لها؛ مراعيا بذلك أحوال المُستفتي متحريا دوافعه، موازنا بين المصالح والمفاسد الخّاصة والعامّة الناتجة عن تلكم الفتوى.
الثورات تتعثَّر وتتعسَّر، إما بسبب الكيد والبطش أو بسبب قلة خبرة من يشعلونها في مراحل ما قبل وما بعد الانتصار، ويعلمنا التاريخ أنه ما من ثورة تمشي في خط مستقيم، ولهذا كثيرا ما تتوه في منعطفات وتنتكس عند منحنيات بعينها، ولكنها لا تموت تماما..
الدارسون لتاريخ الثورات يفسرون التحولات التراجعية الجارية في بلدان ما يطلق عليه الربيع العربي بأنها ارتدادات وانكسارات طبيعية في مسلسل التغييرات العميقة التي ستقبل عليها المنطقة. معنى ذلك، أننا نتابع حلقة من حلقات المسلسل ولسنا بصدد نهاية القصة..
أصبحت الإمبراطورية الجديدة المهيمنة عبارة عن عائلات تجارية وأسر حاكمة احتكارية ونظم استبدادية، تبدو في ظاهرها حضارية جداً و إنسانية جداً، ولكنها في جوهرها محكومة من قبل شركات احتكارية أخطبوطية، تدار من قبل مليارديرات أفراد أو عائلات متنفذة بلا حدود..
شكلت الثورات العربية إخفاقاً حقيقيًا لكل من الأنظمة التسلطية العربية والحركات الإسلامية الأصولية في آن معًا، وأثبتتْ أن العالم العربي قادر على اتباع طريق ثالثة، للخلاص من الفخ الذي وجدت فيه الشعوب العربية، منذ عقود تقوم على أساس بناء الدولة المدنية الحديثة، أي دولة القانون..
إنّ "الشعب" مصطلح زئبقي غامض مُغالط لا يعني في الحقيقة شيئا فالشعب هو كل شيء لكنه من جهة ثانية لا شيء. فهل نقصد بالشعب كل المساحة والفواعل التي تقع خارج السلطة السياسية؟ أم نقصد به الطبقات الفقيرة والمتوسطة من المجتمع؟
تسعى النظريات الفلسفية والسياسية المندرجة تحت عنوان "فلسفة التاريخ" لتقديم رؤى ونماذج تفسيرية للأحداث التاريخية، متوسلة بمناهج خاصة للتحليل الفلسفي والمعرفي في دراسة التاريخ وتحليله، والنظر في مقولات التقدم والتخلف، واكتشاف أسباب نهوض الحضارات وتطورها ثم أفولها.
جرت خلال العقود السابقة لقاءات عديدة بين بعض علماء السنة والشيعة تحت عنوان "التقريب" لتجسير الهوة بين الطرفين، لكنه أضحى في السنوات الأخيرة شعارا فارغا من أي مضمون، ولا يمكن إنجاز أي أمر ذي بال بالعمل تحته يعود بالنفع والفائدة..
شيطنة الثورات استراتيجية دوليةٌ محكمةُ التأسيس والبناء والتنفيذ نهضت بها أطراف إقليمية يومَ كانت القوى العالمية والنظام الرسمي العربي أعجز من مواجهة الملايين الزاحفة في الساحات والميادين..
يرى كيالي أن تغليب العواطف والشعارات على حسابات الكلفة والمردود والجدوى السياسية كان عقبة أساسية أمام احتمال انتصار الثورة السورية، كما أن اللجوء إلى الخيار العسكري له كلفته البشرية الباهظة وتداعياته الخطيرة، ولذلك فهو يحتاج إلى إدارة عقلانية..