هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
في قلب الإبادة الجماعية التي يتعرض لها أهل غزة، حيث يموت الأطفال والنساء جوعاً وعطشاً تحت قصف إسرائيلي لا يتوقف، يبرز النظام العسكري المصري كشريك أساسي في هذه الجريمة الإنسانية. هذا النظام المحتل، الذي اغتصب السلطة بانقلاب عسكري في 2013، يمارس قمعاً ممنهجاً ضد شعب مصر، فيشمل القتل الجماعي كما في مذبحة رابعة، والتعذيب في السجون، والاعتقالات السياسية الواسعة النطاق.
هذا الانزياح ليس لغويًا فحسب بل هو انزياحٌ في بنية الوعي؛ إنّه انتقال من النظر إلى الإنسان بوصفه جوهرًا أخلاقيًّا يُقاس بصفاته وسلوكه، إلى النظر إليه باعتباره نتاجًا مكانيًّا يُقاس بعنوانه وموقع بيته، وهنا يبدأ الخداع؛ حين تُصبح الجغرافيا معيارًا للقيمة، ويُستبعد الإنسان نفسه من ميزان التقييم.
في مشهد جديد يعكس تعقيدات الصراع المستمر في الشرق الأوسط، عادت إلى الواجهة تقارير دولية تتحدث عن محادثات إسرائيلية مع دول أجنبية ـ بينها دول أفريقية ـ تهدف إلى إعادة توطين فلسطينيين من قطاع غزة في أراضٍ خارجية.
إن العلاقة التي تميزت يومًا ما بتجمعات حاشدة بحجم الملاعب وبكيمياء شخصية دافئة قد انحدرت الآن إلى حالة من المواجهة الدبلوماسية والاقتصادية المفتوحة. لقد تحولت الديناميكية بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والهند بشكل جذري، من شراكة استراتيجية مرموقة إلى علاقة يحددها توجيه الإنذارات العلنية والردود الحادة. القرار الأخير الذي اتخذه الرئيس ترامب بفرض تعريفة جمركية إضافية بنسبة 25 بالمئة على جميع البضائع الهندية، مما يرفع إجمالي الضريبة على الواردات إلى 50 بالمئة، وهو إجراء ربطه صراحةً باستمرار التجارة الهندية مع روسيا، لا يمثل حادثة معزولة، بل هو التتويج الحتمي لخلافات طال أمدها حول التجارة والتحالف الاستراتيجي والرؤى العقائدية.
اختلاف شكل العدوان على غزة، بصور الإبادة الجماعية المباشرة، وعلو المطالب الصهيونية لتوسيعها، وفرضها على عموم الأرض الفلسطينية، ناجم بالدرجة الأولى من نقطة ردة فعل ميتة عربية وفلسطينية، و من دعم أمريكي مطلق، ونفاق غربي، سمح للمحتل بأن يسرح ويمرح لا بأرض فلسطين، بل في أجواء وأرضٍ عربية أيضاً،
الحقيقة المؤلمة أن سلطة رام الله تقاعست عن القيام بدورها، مع غيابها الكامل عن نصرة غزة ومؤازرتها مما جعل غزة بلا غطاء سياسي أو قانوني رسمي فلسطيني فى المحافل الدولية. يضاف إلى ذلك الضغوط الخارجية التى لا تريد توصيفًا قانونيًا يضع الاحتلال مباشرة أمام المساءلة الدولية.
إنها شهادة أدوّنها للأجيال القادمة، ليستفيدوا منها في معاركهم في سبيل الحق والعدل والحرية، لله أولًا، ولأوطانهم ثانيًة و لقد ركّزت فيها على الجانب الإنساني دون تعرض للجانب السياسي حيث إنني قد كتبت سلسلة مقالات على عربي ٢١ حول الجانب السياسي من كافة جوانبه، هذه المذكرات تركز على التجربة الإنسانية التي تحكي في تفاصيلها حجم المجزرة وبشاعتها.
منذ وعد بلفور عام 1917 الذي شرعن اغتصاب فلسطين، إلى صفقات السلاح الحديثة، لم تتوقف بريطانيا عن لعب دور العرّاب في مأساة الفلسطينيين. الحكومة البريطانية تدرك جيدًا أنها بتمويلها ودعمها العسكري تُصبح شريكًا في الجرائم وفق القانون الدولي، لكنها تمضي في هذا الطريق، متجاوزة كل الاعتبارات الإنسانية والقانونية، لتثبت أن مصالحها الاستراتيجية أهم عندها من دماء آلاف الأطفال والنساء الذين يقتلون يوميًا في غزة.
عادل العوفي يكتب: ما جادت به هذه الخلطة الهجينة برعاية صهيونية- أمريكية مقابل تابع ذليل عربي يتلقى التعليمات وينفذها فقط، وأكبر أدواره ينحصر في خطابات إنشائية أكل الدهر عليها وشرب مغلفة بـ"إنسانية" مغشوشة عرّتها مشاهد المجوعين في القطاع الصامد الأبي؛ فلا صوت اليوم يعلو على الأسماء المرشحة لمنصب "حاكم غزة الجديد"، وكأنهم حقا نجحوا في "إركاع" أهل غزة والنيل من المقاومة، وباتت كل الطرق ممهدة لهذا الاسم أو ذاك
هشام الحمامي يكتب: كان غريبا ولافتا حديث نتنياهو الأخير، عن تعلقه بمفهوم "إسرائيل الكبرى".. بل وحديثه للحريديم عن ضرورة وجودهم في الجيش لمنح الخلود للدولة اليهودية، رغم أن كل السياقات التاريخية والموضوعية تشير إلى أن أيا من هذه الأشياء لن يحدث، ولن يكون. وأهم شيء في حديث نتنياهو هو منح الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم (72 عاما)، التحدث بتلك القوة المعنوية والتفاوضية، عن أهمية الحضور الكامل للمقاومة بكامل الاستعداد والجهوزية