هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تأتي تجربة الثورة الإيرانية (1979-1989) كمثال حي على كيفية الانتقال من خطاب فكري وثقافي إلى دولة كاملة المؤسسات، قادرة على حماية نفسها ومشروعها. الثورة لم تقتصر على إسقاط الشاه، بل جسدت مرحلة تأسيسية، جعلت الدين رافعة سياسية ومصدراً للشرعية، وسعت لبناء مؤسسات تمثل صرحًا متكاملًا من الفكر إلى السلطة.
ليس كل المختصين الغربيين بشؤون الشرق الأوسط والإسلام أي المستشرقون ، هم وحدهم الذين صَوَّروا الحضارة منعزلة والإسلام عدوانياً في جوهره، ضد الغرب ومنفصلاً حضارياً عنه. هاملتون جيب هيمن على دراسات الشرق الأوسط والإسلام في الجامعات البريطانية والأمريكية في النصف الأول من القرن العشرين، مثل برنارد لويس في النصف الثاني منه. وفي كتاب صدر عام 1951، وهو الوقت الذي بدأ فيه تقريباً، برنارد لويس الحديث عن أفكاره في صدام الحضارات؛ ولقد تحدى جيب التمييز المفتعل بين مدنية الغرب والحضارة الإسلامية أو العربية: في هذه النقطة ليس هناك أي شك في أن حضارة الشرق الأوسط وحضارة ما يُسَمَّى العالم الغربي مترابطتان بإحكام؛ وكلاهما، قبل وبعد ظهور الإسلام، كانتا متداخلتين.
كتاب "تفتيت الشرق الأوسط" لمؤلفه الكاتب والباحث البريطاني جيرمي سولت الذي ألف بمنتهى السرعة الملحة للقارئ العادي - العام -الذي يشعر بالحاجة لمعرفة المزيد عن الشرق الأوسط أكثر مما تستطيع أو تريد أجهزة الإعلام العامة ذكره وروايته.
لا يمكن للمراقب الموضوعي أن يتجاهل التحولات الدالة في الرأي العام العالمي على ضوء التداعيات السياسية والاستراتيجية لعملية طوفان الأقصى وتأثيرها المنتظر على القرار السياسي في عدد من الدول الغربية، ويهمنا في هذه المقالة المزاج الشعبي الأمريكي تحديدا بالنظر لقوة وضخامة واستدامة الدعم الذي تتلقاه دولة الاحتلال من الولايات المتحدة الأمريكية. نحاول هنا أن نحلل التحول الجاري في الرأي العام الأمريكي من خلال مجموعة من المؤشرات، مع استشراف مدى هذا التحول والمطلوب عربيا اتجاهه.
لقد تم تحويل القضاء إلى أداة لتصفية الخصوم، وافتعال قضايا "التآمر على أمن الدولة"، في سرديات مهزليّة استهدفت طيفًا واسعًا من المعارضة من السياسيين والصحفيين والنشطاء من كل الإتجاهات وتؤكد شهادات المحامين وتقارير المنظمات الحقوقية الدولية أن هذه المحاكمات تفتقر لأبسط شروط العدالة، حيث تعتمد في الغالب على "وشايات كاذبة من شاهد سرّي محجوب الهوية" وتغيب فيها الأدلة المادية والإثباتات القانونية
كل ما يتعلق بالحريات والحقوق لا يمكن أن يعول فيه على القاضي الروبوت الذي تحلم به الباحثة. فمهما بلغ الذكاء الاصطناعي من الدقة والكفاءة، لا يصل إلى الذكاء البشري أولا، ويظل آلة عمياء غير مدركة لأعمالها وغير مسؤولة عن اختياراتها ثانيا.
أصدر مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات ورقة علمية جديدة أعدها الدكتور رائد حلّس، سلطت الضوء على الانعكاسات الاقتصادية للنزوح القسري في قطاع غزة، في ظل الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ أكتوبر 2023. وتشير الورقة إلى أن القطاع يعيش انهياراً شبه كامل في بنيته الإنتاجية، مع فقدان نحو 200 ألف وظيفة وارتفاع البطالة إلى 68%، وتراجع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 81%، ما دفع السكان للاعتماد شبه الكامل على المساعدات الإنسانية. ويؤكد الباحث أن تجاوز هذه الأزمة يتطلب انتقالاً من الاستجابة الطارئة إلى مقاربة تنموية شاملة تعيد بناء الاقتصاد المحلي، وتعزز الإنتاجية والقدرة على الصمود، لتفادي أن يتحول قطاع غزة إلى اقتصاد إغاثي دائم.
في كتابه "في ظلال القرآن" تجد نفسك أمام حالة شعورية أخاذة ومذهلة في صفائها، ورقة أسلوبها، وعمق تأملاتها في الحياة والتاريخ والدين، فهو أديب متمكن، ولم أر في جيله من يملك سلاسة أسلوبه وجماله وسحره، ربما يقترب منه طه حسين، لكن قطب متميز فعلا في أسلوبه الأدبي الذي يحرك مشاعرك وعواطفك ويأخذك في بحار من التأملات والتسامي الروحي، فأنت معه لا تقرأ سطورا وإنما يعيش وجدانك حالة روحية، وإن من البيان لسحرا، لذلك يستحيل أن يقرأ سيد قطب أحد ولا يتأثر به، ولا يترك فيه بصمة لا تمحى، وهذا هو العام الأكثر في كتابه "الظلال".
ارتبط اسم الطائفة الشيعية ارتباطاً وثيقاً بمقاومة الاحتلال الإسرائيلي، خصوصاً في الجنوب والبقاع الغربي. منذ "عملية الاستشهادي أحمد قصير" عام 1982 وحتى الانسحاب الإسرائيلي عام 2000، صار حزب الله ـ مدعوماً ببيئة شيعية حاضنة ـ رأس الحربة في العمليات العسكرية ضد الجيش الإسرائيلي. وبذلك، تحوّلت الطائفة الشيعية إلى رمز للصمود والممانعة ونالت تقديراً واسعاً تجاوز حدود لبنان.
راكم راشد الغنوشي على امتداد أكثر من نصف قرن رصيدًا هائلًا من الفكر والنضال والمواقف والمبادرات السياسية، جعله من أكثر الشخصيات تأثيرًا في تونس، ومن أبرز رموز الفكر السياسي الإسلامي المعاصر. تلك هي ثروته الحقيقية: الرمزية، والتأثير، والقدرة على الإلهام والتوجيه.