أعلنت الحكومة الليبية إرسال وفد من وزارة الدفاع إلى أنقرة، للوقوف على ملابسات حادثة،
سقوط طائرة رئيس الأركان محمد الحداد والتي أسفرت عن مصرعه بالإضافة لعدة أشخاص كانوا برفقته.
وأوضح بيان للحكومة أن الوفد سيتابع الإجراءات ذات الصلة، والتنسيق المباشر مع الجهات التركية المختصة، بما يضمن استكمال التحقيقات واتخاذ ما يلزم وفق الأطر المعتمدة.
وأسفر الحادث عن مقتل رئيس الأركان الليبي محمد الحداد وأربعة من مرافقيه، بينهم اللواء الفيتوري غريبيل والعميد محمود القطيوي والمستشار محمد العصاوي والمصور محمد محجوب.
ومع سقوط الطائرة أثيرت التكهنات حول أسباب سقوطها خصوصا أنها تقل شخصيات رفيعة المستوى، فيما أكد وزير العدل التركي يلماز طنج، فتح تحقيق من قبل النيابة العامة في أنقرة بشأن سقوط الطائرة.
ذكر مسؤولون أتراك وخبراء طيران أن هناك عدة سيناريوهات لأسباب الحادث، مع ترجيح فرضية الخلل الفني في هذه المرحلة المبكرة.
الرسالة الأخيرة من الطائرة
أقلعت الطائرة "فالكون 50" من مطار أنقرة باتجاه طرابلس، لكن بعد 35 طلبت الهبوط اضطراريا قبل أن ينقطع الاتصال بها وتسقط في قضاء هيمانا، على بعد نحو نصف ساعة من العاصمة، وفقا لرئيس مديرية الاتصالات في الرئاسة التركية برهان الدين دوران.
وذكر دوران، أن آخر رسالة من الطائرة لمركز المراقبة الجوية تضمن الإبلاغ عن حالة طوارئ بسبب عطل كهربائي.
واختفت الطائرة بعد الرسالة مباشرة من على شاشات الرادار، وسقطت في منطقة هيمانا، حيث أعقب سقوطها انفجار كبير يرجح أنه ناتج عن اشتعال الوقود، ما أدى إلى تناثر الحطام على مساحة واسعة.
وذكر مسؤولون أتراك أن التحقيقات ستشمل فحصا دقيقا لأعمال الصيانة التي أجريت على الطائرة، والجهات المشرفة عليها، إضافة إلى مراجعة دور الطاقم الأرضي والإجراءات الفنية المتبعة.
ولم تحدد السلطات التركية بعد ما إذا كان الانفجار قد وقع في الجو أثناء عملية تفريغ الوقود أو بعد سقوط الطائرة على الأرض.
الطائرة "قريبة من التقاعد"
تعد طائرة "فالكون 50" من طائرات رجال الأعمال فرنسية الصنع، تنتجها شركة "داسو" للطيران، وتُستخدم عادةً لنقل كبار الشخصيات والعمليات الحكومية.
وتحمل الطائرة علامة تسجيل مالطية "9H-DFS"، لصالح شركة "هارموني جيتس" المسجّلة رسميا لدى سلطة الطيران المدني المالطية وتحمل شهادة المشغل الجوي "AOC" رقم "MT-38".
وتشير البيانات إلى أن هذه الشركة مختصة في تشغيل طائرات رجال الأعمال والرحلات الخاصة، وتُستخدم طائراتها عادة في نقل شخصيات ووفود رفيعة المستوى ضمن رحلات غير مجدولة.
وصُنعت "فالكون 50" أواخر ثمانينيات القرن الماضي (1987–1988)، ما يجعل عمرها التشغيلي يناهز 37 إلى 38 عاما، وهي بحسب تقارير، طائرة بإمكانها الطيران في حال الالتزام ببرامج الصيانة والاعتماد الفني المعتمدة.
وتعمل بثلاث محركات حيث اشتهرت بالرحلات طويلة المدى، وتحمل الطائرة من ستة إلى تسعة مسافرين، مع مقصورة مصممة للرحلات الطويلة.
وتؤكد الشركة المصنعة أن الطائرة مجهَّزة بأنظمة ملاحة متقدمة، بالنسبة لحقبة إنتاجها، وفق الموقع الإلكتروني للشركة المصنعة.
وتصل سرعتها القصوى إلى نحو 900 كيلو متر في الساعة، بينما يصل مداها إلى حوالي 6 آلاف كيلومتر، ما يسمح لها بتنفيذ رحلات عابرة للقارات دون توقف، كما يمكنها الإقلاع والهبوط من مدارج قصيرة نسبيا.
وتعد الطائرة من الطائرات الجيدة السمعة خصوصا أنها معدة للنقل "الخاص" سواء للوفود الدبلوماسية أو رجال الأعمال.
ويتراوح عمر الطائرة التجارية قبل إحالتها للتقاعد عادةً بين 25 و 30 عامًا، ولكن هذا يعتمد على عدد دورات الضغط (الإقلاع والهبوط) وليس فقط السنوات، ويمكن أن يصل إلى 30-40 عامًا لطائرات الشحن، مع إمكانية استمرارها لفترة أطول بكثير إذا تمت صيانتها جيدًا، وتُخرج الطائرات من الخدمة لأسباب اقتصادية أو تتعلق بالسلامة، وفقًا لـ وكالة سلامة الطيران الأوروبية (EASA) .