صحافة دولية

WSJ: قرار ترامب بشأن الماريجوانا رسالة سياسية لجذب أصوات مدمني المخدرات

القنب خارج “الجدول الأول”… هل يفتح الباب أمام توسع الشركات؟ - جيتي
رأت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية أن قرار الرئيس دونالد ترامب إعادة تصنيف الماريجوانا ضمن قانون المواد الخاضعة للرقابة لا يرقى إلى حد تشريعها قانونيا على المستوى الفيدرالي، لكنه يحمل دلالات سياسية واقتصادية واضحة، ويبعث برسائل متناقضة تتعارض مع أهداف إدارته في مجالات الصحة العامة والاقتصاد والثقافة.

وبحسب الصحيفة، فإن خطة ترامب لإعادة تصنيف القنب، بحيث لا يبقى مدرجا ضمن «الجدول الأول» للمواد المخدرة، لن تجعل تعاطيه قانونيا في الولايات المتحدة، لكنها قد تسهم في توسيع نشاط شركات الماريجوانا عبر تخفيف القيود الضريبية المفروضة عليها.

وقارنت الصحيفة بين سياسات الإدارتين، مشيرة إلى أن الرئيس السابق جو بايدن سعى إلى استقطاب الشباب عبر إلغاء ديون الطلاب، بينما يحاول ترامب، وفق تقديرها، كسب دعم الفئات الشابة من خلال تخفيف القيود الفيدرالية على الماريجوانا، في خطوة تحمل طابعا انتخابيا واضحا.

ونقلت «وول ستريت جورنال» عن ترامب تأكيده أن قراره «لا يشرّع الماريجوانا بأي شكل من الأشكال، ولا يجيز استخدامها كمخدر ترفيهي»، لكنها رأت أن إعادة تصنيفها، وإن لم تضف شرعية قانونية كاملة، تتيح لبائعيها خصم نفقاتهم من الضرائب أسوة ببقية الشركات، فضلا عن إرسال إشارة ضمنية للشباب بأن تعاطيها أقل خطورة مما تشير إليه الأدلة العلمية.

من الجدول الأول إلى الثالث
وأوضحت الصحيفة أن الماريجوانا تصنف حاليا ضمن «الجدول الأول» للمواد المخدرة، أي تلك التي لا يعترف لها باستخدام طبي، ولها احتمالية عالية للإدمان. 

وتسعى إدارة ترامب إلى نقلها إلى «الجدول الثالث»، وهو تصنيف يشير إلى وجود استخدامات طبية محدودة واحتمالية أقل للإدمان، على غرار المنشطات الابتنائية.

غير أن الصحيفة استندت إلى مراجعة علمية شملت 15 عاما من الأبحاث، خلصت إلى أن الأدلة على الفوائد الطبية للماريجوانا «ضعيفة أو غير حاسمة». ونقلت عن الباحث مايكل هسو، المؤلف الرئيسي للدراسة، قوله إن «الأدلة الحالية لا تدعم استخدام القنب أو مشتقاته لمعظم الحالات التي يستخدم من أجلها».

مخاطر صحية متزايدة
في المقابل، أشارت «وول ستريت جورنال» إلى أن الأدلة المتعلقة بمخاطر الماريجوانا الصحية أصبحت أكثر وضوحا، لافتة إلى أن الحشيش المتداول اليوم أقوى بأربعة إلى خمسة أضعاف مما كان عليه في تسعينيات القرن الماضي، ما يزيد من خطر الإدمان.

ونقلت عن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) تقديرات تفيد بأن نحو ثلاثة من كل عشرة أشخاص يتعاطون الماريجوانا قد يصابون بالإدمان. 

كما استشهدت بدراسة حديثة أظهرت أن 40% من السائقين الذين لقوا حتفهم في حوادث سير بإحدى مقاطعات ولاية أوهايو كانت نتائج فحوصاتهم إيجابية لمادة THC، وهي المادة الفعالة في القنب.

وأشارت الصحيفة إلى أن مؤيدي الماريجوانا يقارنونها بالكحول، إلا أنهم يتجاهلون، بحسب الصحيفة، أن تأثيرها طويل الأمد، خصوصا على الشباب، قد يكون أشد خطورة.

كما نقلت عن «CDC» أن تعاطي القنب يؤثر مباشرة على وظائف الدماغ المرتبطة بالذاكرة والانتباه واتخاذ القرار والتنسيق وسرعة رد الفعل، لافتة إلى أن صور الأشعة أظهرت تغيرات هيكلية في أدمغة المراهقين، خاصة في المناطق المسؤولة عن التحكم في الاندفاع.

حالات تسمم وارتفاع في البلاغات
وسلطت الصحيفة الضوء على حوادث تسمم مرتبطة بالماريجوانا، مشيرة إلى تقرير لـ«CDC» أفاد بإصابة 85 شخصا على الأقل بأعراض تسمم في ولاية ويسكونسن، بعد استخدام زيت يحتوي على مادة THC في إعداد طعام داخل مطعم، حيث عانى نحو نصف المصابين من جنون الارتياب، وربعهم من الهلوسة.

وأضافت أن عدد البلاغات المرتبطة بالحشيش إلى مراكز مكافحة السموم ارتفع 23 ضعفا منذ عام 2009، وأن معظم الحالات المسجلة كانت بين المراهقين والأطفال.

كما أشارت إلى دراسات حديثة أفادت بأن الشباب الذين يتعاطون الماريجوانا أكثر عرضة بستة أضعاف للإصابة بالنوبات القلبية، وأربعة أضعاف للإصابة بالسكتات الدماغية، منتقدة في الوقت ذاته استهداف الإدارة الأمريكية لأدوية مثل «تايلينول»، رغم فوائده المثبتة ومخاطره المحدودة.

حسابات سياسية ورسائل مثيرة للجدل
وتساءلت «وول ستريت جورنال» عن دوافع تخفيف القيود على الماريجوانا، مرجحة أن يكون الهدف كسب دعم الناخبين الشباب، خاصة أن ترامب أشار بنفسه إلى أهمية توقيت القرار انتخابيا.

غير أن الصحيفة شككت في جدوى هذا الرهان، مشيرة إلى فشل مبادرات تقنين الماريجوانا الترفيهية في ولايات عدة خلال السنوات الأخيرة، وإلى أن تعاطي الحشيش لا يزال سببًا رئيسيًا لرفض طلبات التوظيف بعد اختبارات المخدرات.

وخلصت الصحيفة إلى أنها لا تؤيد معاقبة المتعاطين العرضيين، لكنها حذرت من أن إرسال رسالة مفادها أن الماريجوانا غير ضارة، خصوصا للمراهقين والشباب، قد يؤدي إلى مزيد من الأضرار الدماغية ومآس إنسانية مستقبلية.