صحافة إسرائيلية

ألف مؤثر وإنجيلي أمريكي يصلون تل أبيب.. هل يستطيعون فك عزلة "إسرائيل"؟

تقول وزارة خارجية الاحتلال إن "إسرائيل" تخوض حربا أيديولوجية لا يمكنها الفوز بها دون دعم الإنجيليين - خارجية الاحتلال
وصل ألف شخص أمريكي إلى تل أبيب في وفد يضم مؤثرين ورجال دين إنجيليين، في أكبر حملة لتعزيز دعاية دولة الاحتلال، وسط مؤشرات على تآكل الدعم لإسرائيل داخل المجتمع الإنجيلي، وفق صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية.


ودعت وزارة خارجية دولة الاحتلال، الوفد الأمريكي كجزء مما وصفته الصحيفة بـ"معركة الوعي" الأوسع على الإطلاق، بهدف استعادة التأييد بين الأمريكيين لإسرائيل، عبر تبرير ما ارتكبته من مجازر في غزة، والسعي لتحسين صورتها عقب عامين من شنّ إبادة جماعية على القطاع، أدت إلى تدهور مكانتها في العالم حتى بين مؤيديها وحلفائها.


ويتعاون في تنفيذ المبادرة التي وصفتها الخارجية الإسرائيلية بأنها "سلاح يوم القيامة" للدبلوماسية العامة الإسرائيلية، منظمة أصدقاء صهيون، بالتزامن مع الذكرى العاشرة لإنشاء متحف أصدقاء صهيون، إلى جانب مايك إيفانز، المستشار السابق للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وحظت بدعم من وزير الخارجية جدعون ساعر، ورئيس الكنيست أمير أوحانا، والسفير الأمريكي في إسرائيل مايك هاكابي.

ويعد الزائرون الأمريكيون الألف مؤثرين بارزين على وسائل التواصل الاجتماعي أو في منصات إعلامية أخرى ويصلون إلى ملايين المتابعين، فيما تأمل الخارجية الإسرائيلية مشاركتهم الفاعلة في عملية "تبييض الجرائم" بمجرد عودتهم إلى الولايات المتحدة.


وضمن برنامج فعاليات الوفد الأمريكي، هي زيارة جبل العقود، والذي تسميه إسرائيل بـ"جبل هرتزل" ويضم مقبرة عسكرية، وكذلك صلاة جماعية مع الزوار الألف عند حائط البراق، كما وسيقود المنظمون الوفد إلى مواقع أثرية تزعم إسرائيل صلتها بها، كما سيزورون موقع "مهرجان نوفا" الموسيقي مع انتهاء البرنامج الرسمي الأحد المقبل.


وقال دان أورين، المسؤول في الخارجية الإسرائيلية، إن الوزارة تنظر إلى المبادرة بوصفها جهدا مهما لدعوة المجتمعات المؤثرة إلى إسرائيل، وقال: "نحن نعمل على تعميق العلاقات مع المجتمعات المسيحية بشكل عام، والمجتمع الإنجيلي بشكل خاص"، وأكد مايك إيفانز أن "إسرائيل تخوض ما سماها حربا أيديولوجية لا يمكنها الفوز بها دون دعم الإنجيليين"، مشيرًا إلى أن الإسرائيليين يشكلون 0.12 بالمئة فقط من سكان العالم، بينما يشكل الإنجيليون 9.7 بالمئة.

وزعم أن من وصفهم بـ"اليساريين التقدميين والجماعات الشعبوية اليمينية" يتحدون في محاولة لإلحاق الضرر بداعمي إسرائيل، وأضاف أن "المتطرفين والراديكاليين يمولون حملات تهدف إلى تغيير الرأي العام"، وزاد إيفانز أن الأطراف المناهضة تعتمد على الروايات المعادية لإسرائيل، التي تُضخم عبر أدوات الذكاء الاصطناعي، مما يُظهر دعما عالميًا مزيفًا للفلسطينيين، وأشار إلى أن الرئيس شمعون بيريز، أخبره منذ عقود أن حروب القرن الـ21 ستكون أيديولوجية واقتصادية ومدفوعة بالإعلام وستخاض عبر وكلاء، وهذا ما دفعه إلى حشد الزوار الألف من المؤثرين والقادة الإنجيليين.


بدوره، قال أوضح أفيشاي بن ساسون غورديس -الباحث الأول في معهد دراسات الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب– في مقالة نشرتها صحيفة جيروزاليم بوست قبل نحو شهر، أن التحول الجاري لا يتعلق بخلاف سياسي عابر، بل بانقطاع تاريخي بين جيلين، قد يترك إسرائيل من دون حليف شعبي في الولايات المتحدة خلال عقود قليلة قادمة.


وقال إن هذه المشاعر "السلبية" انعكست في استطلاع أجرته جامعة كوينيبياك في آب/أغسطس الماضي، حيث أيّد 60 بالمئة من المشاركين تقييد المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل، وأضاف أنه مع دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ، تواجه إسرائيل مهمة صعبة لإعادة بناء مكانتها الدولية.

وأظهرت استطلاعات الرأي، أن غالبية الأمريكيين لا يوافقون على أداء إسرائيل في غزة، وأن النظرة السلبية تجاهها وصلت إلى مستويات غير مسبوقة، بل إن التعاطف مع الفلسطينيين يتفوق الآن في بعض الاستبيانات على التعاطف مع إسرائيل.