تتزايد التحذيرات الاسرائيلية من مغبّة استئناف
الحرب مع
إيران، وإمكانية نجاحها في اختراق منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية، ما
دفع أوساطا عسكرية للطلب بالتركيز على هذا التهديد أكثر من أي شيء آخر، استكمالا
لمخاوف صدرت مؤخرا عن عملية انتقامية إيرانية وشيكة.
إفرايم غانور خبير الشئون الاستراتيجية، ذكر أنه
"في مطلع تشرين الأول/ أكتوبر 2025، حذّر رئيس حزب إسرائيل بيتنا، أفيغدور
ليبرمان، الجمهور الإسرائيلي من هجوم انتقامي إيراني مفاجئ، وأوصاه بالالتزام
بتعليمات قيادة الجبهة الداخلية، "لكن كثيرين اتهموه بالسعي لتخويف الجمهور
لجذب الانتباه إليه، مع أنه في الحقيقة، وهو وزير حرب أسبق، لم يكن يسعى لجذب
الانتباه، وبالتأكيد لم يكن لديه أي مصلحة في إثارة ذعر لا داعي له بعد عامين من
الحرب".
وأضاف في مقال نشرته صحيفة
معاريف، وترجمته
"
عربي21" أن "كل من لا يزال متمسكًا بالشعور بأن الضربة
الإسرائيلية ضد البرنامج النووي الإيراني، أبعدت تهديد طهران لسنوات طويلة، لا
يزال يتمسك بقشّة خفيفة، حيث تعمل إيران، في حالتها الانتقامية، على جميع الجبهات،
وبكل الطرق لإلحاق الضرر بتل أبيب، وتستثمر هذه الأيام قوتها وجهودها في تحسين
نظامها الصاروخي الباليستي، بعد أن أدركت في حربها القصيرة ذات الـ12 يوما، أن
الطريقة الأكثر فعالية لمهاجمة إسرائيل هي من خلال
الصواريخ الذكية والقاتلة".
وأشار إلى أنه " من أجل تحقيق هذه الغاية،
تستعين إيران بمساعدة ضخمة من
الصين، كما كشفت مصادر استخباراتية أمريكية مؤخرًا،
التي أفادت عن أسطول صيني من السفن رسا في الموانئ الإيرانية، وأفرغ حوالي 200 طن
من المواد التي تعد مكونًا مهمًا في إنتاج الوقود الصلب لتشغيل الصواريخ
الباليستية، حيث تزوّد الصين إيران بمكونات وخطط إضافية لإنتاج صواريخ ذكية".
وأوضح أن "الصين تحافظ على علاقات وثيقة مع
إيران، وأبرمت مؤخرًا اتفاقية تعاون عسكري واقتصادي معها، كما تتضح المصالح
الصينية في هذه العلاقات، وترى الصين إيران شريكًا مهمًا في الحد من النفوذ
الأمريكي في الشرق الأوسط، كما أن الصين مستهلك رئيسي للنفط، وإيران أحد مورديها
الرئيسيين للنفط، أما إيران فتستغل علاقاتها مع الصين للتعاون الاستخباراتي
والتكنولوجي، بما فيها مجالات الفضاء الإلكتروني، وتطوير أنظمة أسلحة متطورة".
وأكد أن "نجاح إيران في اختراق نظام الدفاع
الجوي الإسرائيلي خلال الحرب، والأضرار التي سببتها الصواريخ التي تمكنت من ضربها،
يتطلبان من تل أبيب التركيز على هذا التهديد أكثر من أي شيء آخر، صحيح أنه لا
ينبغي الاستهانة بمحاولات حزب الله وحماس لإعادة البناء، لكن التهديد الذي تشكله
هاتان المنظمتان لا يُقارن بالتهديد الذي تشكله الصواريخ الإيرانية".
وذكر أن "القدرة الإسرائيلية على التأثير على
الصين معدومة، وليس من الممكن لها وقف المساعدة الصينية الشاملة لإيران، ما يستدعي
إشراك الأمريكيين بقوة أكبر في الصراع ضد إيران".
وتابع: "من المهم ترسيخ اتفاقيات التطبيع، لأن
جميع الدول العربية في المنطقة قلقة، مثل إسرائيل، بشأن الحشد الإيراني، خاصة
عندما يتعلق الأمر بمخزون الصواريخ الذي يهدد جميع دول الشرق الأوسط، ما يتطلب
مفاجأة وتدمير أي قدرة على تطوير عامل تدميري يهدد تل أبيب، كما حدث سابقًا ضد
التهديد النووي في العراق وسوريا".