كشف تقرير
إسرائيلي عن تعقيدات متزايدة في تنفيذ الترتيبات الأمريكية الخاصة بالمرحلة التالية في قطاع
غزة، وسط تصاعد المخاوف من انهيار اتفاق وقف إطلاق النار الذي رعاه الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب، بسبب الغموض الذي يحيط بآليات نزع سلاح
حماس وإنشاء سلطة مؤقتة وقوة دولية لحفظ الاستقرار.
وأكد كل من ليئور بن آري، أمير إيتنغر، يوآف زيتون، مراسلا صحيفة "
يديعوت أحرونوت"، أن "الأمر في غزة استغرق أكثر من شهر بقليل، لكن الاتفاقية التي أنهت الحرب وصلت الآن، إلى نقطة حرجة قد تنهار فيها، فقد بدأ وقف إطلاق النار مع حماس في 10 تشرين الأول/ أكتوبر، في إطار الخطوط العريضة التي تقرر فيها حل المشاكل الرئيسية بعد عودة الأسرى الإسرائيليين الأحياء، ومن ثم القضايا المتفجرة الأخرى، مثل نزع سلاح حماس، لكن في ظل عدم القدرة على حل الخلافات، وعدم إعادة كافة الأسرى، تتزايد علامات الاستفهام حول مستقبل غزة".
وأضاف المراسلان في تقرير ترجمته "عربي21" أن "بعض كبار أعضاء إدارة ترامب يشعرون بالقلق العميق من احتمال انهيار خطته لمستقبل القطاع، المفترض أن تنهي القتال رسميًا، بسبب الصعوبات في تنفيذ أجزاء رئيسية منها، فوفقًا للمرحلة الأولى من الخطة، التي تم بموجبها إعادة جميع الأسرى العشرين أحياء، يسيطر
الاحتلال على 53 بالمئة من أراضي القطاع، بما فيها أجزاء زراعية واسعة، ورفح في الجنوب، ومناطق من مدينة غزة، فيما تم دفع قرابة مليوني فلسطيني إلى مخيمات وأطلال المدن التي ظلت تحت سيطرة حماس".
وجاء في التقرير أن "المرحلة التالية من الخطة، التي يجب أن تبدأ فقط بعد قيام حماس بتسليم جميع الرهائن المتبقين في غزة، تتضمن انسحابًا آخر للجيش من الخط الأصفر، وإنشاء سلطة مؤقتة، ونشر قوة أمنية متعددة الجنسيات، ونزع سلاح حماس، ولكن لا توجد جداول زمنية واضحة، أو آليات للتنفيذ، فهي ترفض نزع سلاحها، والاحتلال يعارض مشاركة السلطة الفلسطينية، وهناك حالة من عدم اليقين تحيط بإنشاء القوة الدولية، وفي غياب ضغوط أمريكية كبيرة، تقدر العديد من المصادر أن الخط الأصفر قد يصبح حدودا فعلية بين المنطقتين".
وذكر التقرير أن "هناك قلقا أمريكيا من استمرار تنفيذ الاتفاقية، حيث أظهرت وثائق تم توزيعها على كبار المسؤولين في واشنطن، يبدو منها أن الخطوات التالية في الخطة غير واضحة، تم عرضها على كبار المسؤولين في عرض تقديمي خلال مؤتمر عقده المقر الأمريكي في كريات غات، وتم إنشاؤه لمراقبة وقف إطلاق النار الذي يقوده ترامب عن كثب، وأثيرت فيه المخاوف بشأن ما إذا كان من الممكن نشر قوة تثبيت الاستقرار التابعة للجنة الدولية لغزة، التي يفترض أن يتم إنشاؤها لمراقبة وقف إطلاق النار، وتنفيذ عملية نزع السلاح في غزة".
وأضاف أن "في إحدى شرائح العرض، كان هناك سهم يربط المرحلة الأولى بالثانية من خطة ترامب، مع وضع علامة استفهام فوق هذا السهم، تعبيرا عن عدم اليقين المحيط بمستقبل المبادرة السياسية في القطاع، وتم تقسيم العرض إلى ستة مواضيع، وتظهر الصعوبات التي تواجه ترامب وحلفاؤه، في كل ما يتعلق باستقرار القطاع، والهدوء المستدام فيه، تتعارض مع تصريحاته العلنية والمتفائلة، لكن تم التأكيد على أن الوثائق المقدمة تشير أن واشنطن ملتزمة بالاتفاق الذي أفضى إليه، رغم كل الصعوبات القائمة على الأرض".
وأشار إلى أنه "من بين المخاوف الأخرى ما يتعلق بمجلس السلام الذي سيشرف على قوة حفظ الاستقرار، وارتبط اسم تركيا بها، بما لا يشعر الاحتلال بالسعادة إزاءه، كما قُدمت وثيقة أخرى كتبتها الحكومة الأمريكية، وتتناول "التهديدات التي تواجه العمليات الإنسانية والأمنية في مناطق غزة التي لا تسيطر عليها حماس"، وجاء فيها أن "حماس تحتاج لوقت لاستعادة السيطرة في النهاية، وأي تأخير يصب في صالحها، كما أن مقاتليها يستخدمون تكتيكات مختلفة، بما فيها الدعاية، لاستعادة السيطرة على القطاع".
وقال إن "السؤال المحوري في الخطة يتعلق بإمكانية تقسيم غزة المدمرة إلى قسمين، وعلى خلفية هذه الأمور، حذر مسؤولون غربيون من إمكانية تقسيمها فعليا إلى منطقتين منفصلتين: واحدة تحت السيطرة الإسرائيلية، والأخرى تحت سيطرة حماس، على خلفية الركود في الترويج لخطة ترامب، وبحسب تقرير لوكالة رويترز للأنباء، استند إلى ستة مسؤولين أوروبيين مشاركين في الجهود، فإن الخطوة التالية الخطة عالقة، وإعادة الإعمار تركز فقط على الجانب الإسرائيلي من القطاع، لأن عدم إحراز تقدم قد يؤدي لسنوات من التقسيم".
وأوضح أن "الولايات المتحدة تخطط لإنشاء قاعدة عسكرية كبيرة في المنطقة المحيطة بغزة، ويقول المسؤولون الإسرائيليون الذين اطلعوا على الخطط الأولية إن القاعدة مخصصة لاستخدام القوات الدولية التي ستعمل في غزة للحفاظ على وقف إطلاق النار، لأنها ستكون قادرة على إيواء عدة آلاف من الجنود، ويتوقع أن تبلغ ميزانية إنشائه نصف مليار دولار، وفي الأسابيع الأخيرة، عملوا على الترويج لهذه القضية مع الحكومة والجيش، وبدأوا بفحص المواقع المحتملة في غلاف غزة، وفي هذه الأثناء، مما يزيد من كل علامات الاستفهام".