أجرى الرئيس الأمريكي الأسبق باراك
أوباما مكالمة خاصة مع المرشح
الديمقراطي لبلدية
نيويورك زهران
ممداني، أشاد خلالها بحملته الانتخابية وعرض أن يكون مستشارا له في حال فوزه بالمنصب، وذلك عشية الانتخابات البلدية المقررة الثلاثاء المقبل٬ في خطوة لافتة تعكس استمرار تأثيره داخل الحزب الديمقراطي.
وذكرت صحيفة "
نيويورك تايمز" أن المكالمة، التي استمرت نحو 30 دقيقة ولم يكشف عنها سابقا، جرت الأسبوع الماضي ووصفها مصدران مطلعان بأنها "ودية ومليئة بالنقاشات السياسية"، لكنهما طلبا عدم الكشف عن هويتهما.
وخلال الاتصال، قال أوباما إنه يتابع باهتمام مسار ممداني، معربا عن تطلعه إلى فوزه في الانتخابات وبحث معه التحديات المتعلقة بتشكيل إدارة جديدة قادرة على تنفيذ برنامجه الانتخابي الذي يهدف إلى جعل المدينة أكثر قدرة على مواجهة أعباء المعيشة المتزايدة.
دعم رمزي في لحظة حساسة
ويعد تواصل أوباما مع ممداني في هذا التوقيت خطوة لافتة، بالنظر إلى الانقسام داخل المؤسسة الديمقراطية حول ترشح ممداني، البالغ من العمر 34 عاما والمصنف سياسيا ضمن جناح "الاشتراكيين الديمقراطيين".
وأشار المصدران إلى أن أوباما قال لممداني: "كانت حملتك مثيرة للإعجاب حقا"، قبل أن يمازحه بشأن بعض أخطائه السياسية السابقة، مؤكدا أنه "ارتكب أخطاء قليلة رغم الضوء الإعلامي الكثيف الذي يلاحقه".
ورغم أن أوباما لم يعلن تأييده رسميا التزاما بنهجه بعدم التدخل في الانتخابات المحلية منذ مغادرته البيت الأبيض، فإن هذه المكالمة تعد بمثابة رسالة دعم مهمة في ظل ابتعاد عدد من القادة الديمقراطيين عن ممداني.
عرض استشاري من أوباما
وبحسب الصحيفة، فقد عرض أوباما على ممداني أن يكون مستشارا له بعد الفوز، وناقشا إمكانية عقد لقاء شخصي في واشنطن دون تحديد موعد محدد.
ورد ممداني بشكر الرئيس الأسبق على اتصاله، مشيرا إلى أنه استلهم خطابه الأخير حول "الإسلاموفوبيا" من خطاب أوباما التاريخي حول "قضية العرق" خلال حملته الرئاسية الأولى عام 2008.
وفي حين رفضت المتحدثة باسم أوباما التعليق، قالت المتحدثة باسم ممداني، دورا بيكيتش، في بيان صحفي: "يقدر زهران ممداني كلمات الدعم من الرئيس أوباما وحديثهما حول أهمية جلب نوع جديد من السياسة إلى مدينتنا".
مكالمتان في أقل من عام
وتعد هذه المكالمة الثانية بين أوباما وممداني منذ الانتخابات التمهيدية في حزيران/يونيو الماضي، حين بادر أوباما بالاتصال به مهنئا على فوزه المفاجئ على الحاكم السابق أندرو كومو.
وقال باتريك جاسبارد، مستشار ممداني والمدير السياسي السابق في حملة أوباما عام 2008، إن المكالمة الأولى كانت "مبادرة شخصية تماما" من الرئيس الأسبق، مؤكدا أن "إشارات أوباما ساعدت على ترسيخ مكانة ممداني داخل النخبة السياسية والاقتصادية، وبين الناخبين العاديين على حد سواء".
وأضاف جاسبارد أن الاتصال الأخير يأتي في لحظة حساسة، مع تصاعد المنافسة بين ممداني وكومو الذي يخوض الانتخابات كمرشح مستقل إلى جانب الجمهوري كورتيس سليوا.
أوباما يستعيد دوره الانتخابي
وجاءت مكالمة أوباما لممداني بينما كان الرئيس الأسبق في طريقه للمشاركة في حملات دعم حكام ولايتي فرجينيا ونيوجيرسي استعدادا للانتخابات، في إطار دوره المستمر كأحد أبرز الوجوه الانتخابية في الحزب الديمقراطي.
وتشير تقارير إعلامية إلى أن حضور أوباما ظل بارزا هذا الموسم في حملات ولايات مثل كاليفورنيا ونيوجيرسي وفرجينيا، ما يؤكد استمرار شعبيته رغم مرور أكثر من عقد على مغادرته البيت الأبيض.
ومنذ نهاية ولايته، نادرا ما تدخل أوباما في الانتخابات المحلية، إذ لم يؤيد سوى مرشحة واحدة لرئاسة بلدية، هي كارين باس في لوس أنجلوس عام 2022، وكان ذلك في اللحظات الأخيرة من حملتها الانتخابية.
انقسام داخل الحزب الديمقراطي
ورغم الزخم الإعلامي المحيط بممداني، لم يحظ بعد بدعم واضح من كبار قادة الحزب. فزعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر لم يعلن موقفه بعد، بينما أعلن زعيم الديمقراطيين في مجلس النواب حكيم جيفريز دعمه لممداني فقط عشية بدء التصويت المبكر، بعد أشهر من التردد.
وينظر إلى ترشح ممداني، وهو عضو مجلس الولاية عن كوينز، على أنه اختبار لتأثير الجناح التقدمي داخل الحزب الديمقراطي، خاصة بعد تمكنه من هزيمة كومو بسهولة في الانتخابات التمهيدية.
وفي ظل احتدام المنافسة، تبدو مكالمة أوباما بمثابة دفعة رمزية قوية قد تساهم في ترجيح كفة المرشح الشاب، وتعيد إلى الواجهة الدور المستمر للرئيس الأسبق كـ"عراب سياسي" داخل المؤسسة الديمقراطية.