سياسة عربية

أبو الغيط: 7 أكتوبر كان يجب ألا تستهدف المدنيين الإسرائيليين

أبو الغيط رافضا طوفان الأقصى: استهداف المدنيين الإسرائيليين خطأ استراتيجي وأخلاقي - أرشيفية
أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، رفضه لعملية طوفان الأقصى في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 التي نفذتها حركة حماس واستهدفت مستوطنات غلاف غزة٬ معتبرا أن استهداف المدنيين يدفع الطرف الأضعف إلى دفع الثمن ويعرض المدنيين للخطر. 

وقال أبو الغيط، خلال حوار خاص مع الإعلامي أحمد موسى في برنامج «على مسئوليتي» على قناة «صدى البلد»: «عندما تبدأ بقتل مدنيي العدو توقع أنه سيقتل مدنييك، أنت الطرف الأضعف، الذي ليس لديه ولا دبابة، ولا مدفع ولا طيارة ولا مسيرة ولا شيء، أنت كل ما تمتلكه بندقية آلية وقاذف صاروخي صغير».

وأضاف أن المقاومة يجب أن تستهدف الجيوش فقط، حتى لو كان الاحتلال هو الطرف الأقوى ولا يلتزم بالقوانين الدولية، موضحاً: «أنا لا أقتل مدنيين ولا أتعرض للمدنيين، والمقاومة هي مقاومة لجيوش الاحتلال مش للمدنيين في منازلهم، لأن إذا قتلت مدنيين لا تحزن لو قتل مدنييك، حتى لو فعلت إسرائيل هذا فهي الطرف الأقوى ولا تلتزم بالقانون الدولي».



وحذر أبو الغيط من بقاء مخطط التهجير قائما، مشيرا إلى أن «مخطط التهجير الإسرائيلي تبخر الآن، لا حديث ولا إمكانية لحدوثه بعد توقف القتال»، لكنه أبدى هاجسا من احتمال أن يفتح خيار «المغادرة الطوعية» المتضمن في بعض المقترحات الباب أمام تهجير فعلي لاحقا، قائلا إن «مبادرة الرئيس الأمريكي تتضمن حق المغادرة الطوعية، وهذا معناه أنه قد يفتح الباب للتهجير الطوعي». وأضاف أن مسؤولية الحفاظ على الأرض «يجب أن تكون محور التفكير والالتزام» لدى الفلسطينيين.

الدبلوماسية كبديل للعمل العسكري
وأكد أبو الغيط أن الأداء الدبلوماسي أثبت فاعلية في التعامل مع أزمات ما بعد 1973، مشددا على أن الأعمال المسلحة لا تؤذي إلا الشعوب. واستشهد بالدعم الدولي الذي حشدته القضية الفلسطينية مؤخرا، من فرنسا وعدد من الدول الأوروبية ودول أمريكا اللاتينية، ثم انضمام بريطانيا لاحقا، معبرا عن احترامه لدور الرئيس الفرنسي بقوله: «الراجل ماكرون دا الواحد يحيه ويقدره لأنها قاد في وجه المعارضة الأمريكية الإسرائيلية الشديدة».

وعن نتائج الحرب، رأى أبو الغيط أن الاحتلال الإسرائيلي خسر من زاوية أنه «لم يفرض إرادتها» رغم الخسائر الكبيرة، وأضاف: «أؤكد لو عشنا أن هذه الخسارة سيعترف بها الجميع»، مشددا على أن «إرادة الصمود والسلام ستحقق الكثير للشعب الفلسطيني».

تطرق الأمين العام إلى ملف إعادة بناء وتأهيل قطاع غزة، مشددا على أن نجاح هذه المرحلة يعتمد بالدرجة الأولى على تمكين الفلسطينيين أنفسهم، وبمساندة «العالم الغربي ممثلا في الولايات المتحدة والمجتمع الدولي». وقال: «كل ما هو إيجابي في الإنسان يقوم به.. مدرس يدرس مضبوط، أستاذ جامعة يدرس صح»، داعيا إلى أن تكون الإدارة الفلسطينية القادمة «مقبولة فلسطينيا» وقادرة على ربط غزة بالضفة وتوفير الأموال اللازمة لإعادة الإعمار وفق خطط واضحة ومعلنة.

وأشار إلى وجود خطة مفصلة أعدتها مصر وصادقت عليها القمة العربية والإسلامية، مؤكدا أن تنفيذها يتطلب «السرعة والمرونة والاستمرارية، والحزم وعدم اليأس».

وانتقد أبو الغيط ما وصفه بازدواجية المعايير الغربية إزاء الاجتياح الروسي لأوكرانيا واحتلال الأراضي، مقارنة بما يحدث في فلسطين منذ عقود، وقال إن المطلوب من الشعب الفلسطيني وقيادته الآن «التمسك بالأرض وعدم مغادرتها». 

وأضاف: «لا أحد يستطيع إخراج الفلسطينيين بالقوة، العرب تصدوا ومصر»، مثنيا على جهود رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي في التصدي لخطة التهجير واصفا إياه بأنه أظهر «إرادة حديدية» أفشلت المخطط منذ البداية، مستشهداً بمؤتمر السلام في 21 تشرين الأول/أكتوبر 2023.

آفاق السلام وحكم المستقبل
وعن إمكان أن تكون هذه الحرب الأخيرة، قال أبو الغيط إن «تمنيات الإنسان ليست بالضرورة إرادته»، مشيرا إلى أن تحقق ذلك ممكن «إذا تم إعادة البناء والتأهيل وخرجت إسرائيل من القطاع، وتولت الأمور سلطة فلسطينية عادلة وراشدة». 

واعتبر أن السبب الأساسي للاقتتال يكمن في «الوجود الإسرائيلي»، معبرا عن ثقته بأن حكومة اليمين المتطرف الإسرائيلية «لن تستمر طويلا» وأن الزمن قادر على إحداث تغيير سياسي كامل، مستدلا على ذلك بتراجع شعبية نتنياهو في الاحتجاجات الإسرائيلية الداخلية.