رغم
مرور أكثر من عام على انتهاء الحرب مع
حزب الله، ما زالت مستوطنة
كريات شمونة تعاني
من إهمال حكومي في مسألة ترميم مبانيها التي تضررت بفعل الهجمات الصاروخية، الأمر
الذي فاقم من غضب المستوطنين.
ووصف آفي
شيلون الكاتب في صحيفة يديعوت أحرونوت، "قصة مستوطنة كريات شمونة بأنها كئيبة، التي لم يعد الكثير من مستوطنيها بعد، فيما تكافح نفسها
للتعافي، وتكشف عن جوهر قصة كيف انتهت الحرب برمّتها، فمن جهة، هناك إنجازات
عسكرية لترتيبات ومبادرات سياسية من شأنها أن تجلب مستقبلًا أفضل، لكن من جهة
أخرى، فإن الأمور تتعثر، وحتى المبادرات الواعدة لا تُثمر، مع العلم أنها كان يمكن
أن تكون عاصمةً للكيبوتسات والمستوطنات الشمالية المحيطة بها".
وأضاف شيلون في
مقال ترجمته "عربي21" أنه "رغم
الإمكانات الهائلة التي تحوزها المستوطنة، فمن الواضح أن الأمور تُدار بتراخٍ من
قبل الحكومة على صعيد إحداث تحسينات، ولكن بخطوات بسيطة، فعلى سبيل المثال، من
الصعب العثور على مقهى واحد مفتوح في المساء فيها، وهنا الأمر يتعلق بالسياسة
الخارجية، حيث تركز الحكومة على الجبهة الشمالية عسكرياً، وعلى وعود بتحقيق الأمن
والهدوء للمستوطنين بعد الحرب".
وأشار شيلون إلى أن "الحرب صحيح أنها انتهت بإضعاف حزب الله في
لبنان بشكل كبير، مما جعله
عاجزاً عن الرد على هجمات الجيش، لكن ما يضمن حقاً لمستوطني الشمال الأمن والشعور
بالأمل في المستقبل هو اتفاقيات سياسية مع لبنان تُجسّد الإنجازات العسكرية، ولكن
في الوقت الراهن، على الأقل بحسب ما هو معلن، تسعى الحكومة اللبنانية لإبرام
اتفاقيات مع
الاحتلال الذي يُصرّ على عدم فتح مفاوضات معها، مع أن سيطرته على جنوب
لبنان لم تكن يوماً غاية في حد ذاتها، بل مجرد وسيلة لتحقيق غاية".
اظهار أخبار متعلقة
وأوضح
أنه "من الواضح أن أي اتفاق يجب أن يضمن عدم عودة حزب الله، لكن من المحير أن
حكومة الاحتلال تحاول تحقيق ذلك بالقوة فقط، دون أن يقترح أحد فيها، أو يبادر، أو
حتى يتحدث علناً عن إمكانية التوصل لحلول وسط تُفضي لاتفاقيات، وهي السبيل الأمثل
لتغيير الوضع في كريات شمونة والشمال، ومع ذلك، لا يجب أن نقتصر على التفكير في
التحولات الاستراتيجية التي تُعطي زخماً في الشمال، بل يمكن أيضاً اقتراح مبادرات
أصغر من جانب الوزراء".
وأكد شيلون أن "الرحلة من كريات شمونة إلى تل أبيب تستغرق بالسيارة السريعة ساعتين ونصف،
ولكن من المُثير للغضب أنه لا يوجد قطار حتى الآن إليها، وأن خطط إنشائه لا تزال
حبيسة اللافتات، مع أنه يمكن تقليص الفجوات بين الأطراف والمركز بسهولة نسبية
نظرا لصغر مساحة الدولة، لكن كريات شمونة مثال آخر على الإهمال: سواءً على الصعيد
المالي أو الأيديولوجي".
تكشف
هذه السطور أن الحرب التي شهدتها الجبهة الشمالية ما زالت تبعاتها قائمة، رغم
توقفها فعلياً على الأرض، ورغم محاولات المستوطنين إنقاذ ممتلكاتهم التالفة مما
تبقى من الحرائق، وحياة مشلولة، وفق التوصيف الإسرائيلي، فإن الشعور بهجران
المنطقة جاء متصاعدا بشكل خاص، في ضوء ما يواجهونه مرة أخرى من نفس الإهمال من قبل
الحكومة.