صحافة إسرائيلية

الاحتلال يزعم الكشف عن "الملف البحري السري" لحزب الله

من سفينة تجارية إلى منصة هجوم.. تفاصيل المشروع البحري المنسوب لحزب الله - الأناضول
من سفينة تجارية إلى منصة هجوم.. تفاصيل المشروع البحري المنسوب لحزب الله - الأناضول
شارك الخبر
زعم جيش الاحتلال الإسرائيلي، الخميس، عن كشفه تفاصيل ما وصفه بـ"مشروع بحري سري" لحزب الله اللبناني، قال إنه أدير بإشراف مباشر من الأمين العام السابق للحزب حسن نصر الله، واستهدف إنشاء بنية هجومية بحرية تحت غطاء مدني لتنفيذ عمليات ضد أهداف إسرائيلية ودولية. 

وجاء الكشف عقب عملية كوماندوز نوعية نفذت شمال لبنان، بالتوازي مع سلسلة غارات قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنها استهدفت معسكرات ومبان عسكرية للحزب في عمق الأراضي اللبنانية.

وبحسب الرواية الإسرائيلية، فإن المشروع الذي لم يكشف عنه سابقا، كان يهدف إلى تحويل سفينة تجارية مدنية كبيرة إلى منصة عمليات هجومية قادرة على قلب موازين الردع في المنطقة. 

وقد نشرت تفاصيل إضافية عن هذا الملف عبر صحيفة "إسرائيل هيوم"، التي تحدثت عن عملية استخباراتية امتدت لسنوات، وانتهت باختطاف شخص قال الاحتلال إنه كان يجهّز ليكون قبطان السفينة.

غارات إسرائيلية متزامنة في لبنان
قال الجيش الإسرائيلي في بيان، إنه "هاجم قبل وقت قصير بنى تحتية إرهابية تابعة لتنظيم حزب الله الإرهابي في مناطق مختلفة داخل لبنان". وأضاف أن الهجمات شملت تدمير منصات إطلاق وبنى تحتية في معسكر عسكري كان يستخدم لإجراء تدريبات وتأهيل العناصر، وتشغيل نيران مدفعية، وتخزين وسائل قتالية.

وأوضح البيان أن عناصر الحزب خضعوا داخل المعسكر لتدريبات على الرماية وتأهيلات لاستخدام أنواع مختلفة من الأسلحة، بهدف "التخطيط والتنفيذ لمخططات إرهابية ضد قوات الجيش الإسرائيلي ومواطني دولة إسرائيل"، على حد تعبيره.

وأشار الجيش إلى تنفيذ هجمات إضافية في عمق لبنان استهدفت مبان عسكرية تخزن فيها وسائل قتالية، وعمل منها عناصر الحزب خلال الفترة الأخيرة، مؤكدا أن وجود هذه البنى التحتية يعد وتهديدا لأمن تل أبيب.

اظهار أخبار متعلقة


"مشروع هجومي بغطاء مدني"
كشفت صحيفة "إسرائيل هيوم"، الخميس، عن تفاصيل ما سمته مشروعا استراتيجيا هجوميا عرف باسم "الملف البحري السري"، عمل حزب الله على بنائه منذ عام 2016 بإشراف مباشر من حسن نصر الله وقيادات عسكرية بارزة في الحزب، بينهم فؤاد شكر، رئيس أركان الحزب السابق الذي اغتيل في تموز/ يوليو 2024.

ووفق الصحيفة، كان المشروع يهدف إلى بناء سفينة تجارية كبيرة وتجهيزها بقدرات عسكرية، بما يسمح لها بدخول الموانئ دون إثارة الشبهات، ومن ثم تنفيذ هجمات استراتيجية ضد إسرائيل والولايات المتحدة وأهداف أخرى.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين عسكريين إسرائيليين قولهم إن المشروع "كان كفيلا بقلب موازين دول"، ووصفه أحد الأدميرالات الإسرائيليين بأنه "مشروع استراتيجي سري للغاية، كان يمكن أن يغير الوضع ضدنا وضد دول أخرى"، مضيفا: "لقد قبضنا على سمكة كبيرة".

عملية اختطاف في البترون
تعود بداية كشف المشروع، بحسب ادعاء الاحتلال الإسرائيلي، إلى ليلة 2 تشرين الثاني/ نوفمبر 2024، عندما نفذت وحدة الكوماندوز البحري "شاييطيت 13" عملية دهم في مدينة البترون الساحلية شمال لبنان، أسفرت عن اختطاف شخص يدعى عماد أمهز، المعروف بلقب "الكابتن".

وقال الاحتلال إن العملية جاءت بعد جهد استخباراتي استمر ثلاث سنوات، وتم خلالها إخراج أمهز من منزله واقتياده إلى داخل الأراضي الإسرائيلية. وذكرت وسائل إعلام لبنانية لاحقا أن العملية شارك فيها نحو 50 جنديا إسرائيليا واستغرقت دقائق معدودة.

وأظهرت كاميرات مراقبة جنودا إسرائيليين بزيهم القتالي وهم يقتادون أمهز في أحد شوارع المدينة ورأسه مغطى بقميص.

بحسب صحيفة "إسرائيل هيوم"، تمكن الجيش من تعقب أمهز ، منذ عام 2021. وتشير المعلومات الإسرائيلية إلى أنه انضم إلى حزب الله عام 2004، وشارك في عدة عمليات، وكان يحمل اسما حركيا هو "جاريش".

وخلال فترة المراقبة، لاحظ جيش الاحتلال أن أمهز يعقد اجتماعات وصفها بالغامضة مع مسؤولين كبار في حزب الله، بينهم علي عبد الحسن نور الدين، صهر فؤاد شكر، والذي قيل إنه كان يدير عدة مشاريع سرية بتوجيه من شكر ونصر الله.

الاعترافات في الأسر
ذكرت الصحيفة أن أمهز، وخلال عام قضاه في الأسر، كشف للمحققين الإسرائيليين تفاصيل كاملة عن المشروع، الذي وصفته بأنه "واحد من أكثر عمليات حزب الله سرية وتنظيما وإبداعا وطموحا".

وعندما سئل عن الجهات التي كانت على علم بالمشروع، قال أمهز، بحسب الرواية الإسرائيلية: "الفريق نفسه، نور الدين، العميل، مالك، الذي كان رئيس مكتب فؤاد شكر، وفؤاد شكر نفسه، وأبو موسى الذي جاء بعد فؤاد شكر لكنه لم يلبث طويلا"، مضيفا أن معظم هؤلاء قتلوا، ولا يعرف مصير نور الدين.

وأضاف، ردا على سؤال حول طبيعة الأهداف: "إسرائيل هي الهدف الرئيسي"، مشيرا إلى أن الحزب يرى الولايات المتحدة أيضا كعدو.

اظهار أخبار متعلقة


بحسب التحقيقات الإسرائيلية، اكتسب المشروع زخمه الحقيقي عام 2021، بعد أن أعطى حسن نصر الله تعليماته بتسريع العمل فيه، عقب سنوات من التعثر لأسباب مالية وتنظيمية.

وكانت الخطوة الأولى، وفق الرواية ذاتها، اختيار قائد للسفينة يكون قادرا على إدارة المشروع من الناحية البحرية، فوقع الاختيار على أمهز. وبدأ الأخير الإبحار على سفن تجارية في دول أوروبية وإفريقية، لاكتساب الخبرة اللازمة وتسجيل ساعات بحرية تؤهله للترقي حتى يصبح قبطانا معتمدا.

سيناريوهات الهجوم المحتملة
وعن طبيعة الهجمات التي كان يمكن تنفيذها عبر السفينة، قال جيش الاحتلال: "لا يمكن إلا أن نتخيل اختطاف سفينة ركاب، أو الهجوم على حقل غاز كاريش، أو تنفيذ غارة بعشرات المسلحين عبر ميناء حيفا أو أشدود".

وأضاف أن المحققين حاولوا دفع أمهز للكشف عن خطط محددة، لكنهم خلصوا لاحقا إلى أن الهدف الأساسي كان بناء القدرة العملياتية، وأن "كل شيء كان مطروحا على الطاولة".

بعد أيام من عملية الاختطاف، كشف تحقيق عسكري لبناني أن البحرية اللبنانية لم ترصد التسلل الإسرائيلي، كما لم تبلغ البحرية الألمانية، المكلفة بتأمين المنطقة البحرية ضمن مهام "اليونيفيل"، عن أي تحركات مشبوهة خلال تلك الليلة.

يأتي الكشف عن هذا الملف في سياق مواصلة الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على لبنان، بدأ في تشرين الأول/ أكتوبر 2023، قبل أن يتحول في أيلول/ سبتمبر 2024 إلى حرب شاملة توقفت باتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي من العام ذاته٬ ولكن الاحتلال يواصل خرقه يوميا.

وخلال هذا العدوان، قتل الاحتلال أكثر من أربعة آلاف شخص وأصابت نحو 17 ألفا آخرين، فضلا عن تسجيل أكثر من 4 الآف و500 خرق لاتفاق وقف إطلاق النار، ما أسفر عن مئات الشهداء والجرحى، إضافة إلى احتلاله خمس تلال لبنانية ومناطق أخرى لا تزال تحتلها منذ عقود.
التعليقات (0)